شال على غصن شجرة مرَّت فتاةٌ من هنا |
أو مرّت ريح بدلاً منها وعلَّقت شالها على |
الشجرة ليس هذا خبراً بل هو مطلع |
قصيدة لشاعر متمهِّل أَعفاه الحُبُّ من الأَلم |
فصار ينظر اليه عن بعد كمشهد |
طبيعةٍ جميل وضع نفسه في المشهد |
الصفصافة عالية والشال من حرير وهذا |
يعني أن الفتاة كانت تلتقي فتاها في |
الصيف ويجلسان على عشب ناشف وهذا |
يعني أيضاً أنهما كانا يستدرجان العصافير |
إلى عرس سري فالأفق الواسع أمامهما |
على هذه التلة يغري بالطيران ربما قال |
لها أَحنُّ اليك، وأَنتِ معي كما لو |
كنتِ بعيدة وربما قالت له أَحضنكَ |
وأَنت بعيد كما لو كنتَ نهديَّ وربما |
قال لها نظرتك إليَّ تذوِّبني فأصير |
موسيقى وربما قالت له ويدك على |
ركبتي تجعل الوقت يَعرَق فافْرُكْني لأذوب |
واسترسل الشاعر في تفسير شال الحرير |
دون أن ينتبه الى أن الشال كان غيمة |
تعبر مصادفة بين أغصان الشجر عند |
الغروب |
قصيدة رومنسية لمحمود درويش
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُها | إِذا ما اِنقَضَت أُحدوثَةٌ لَو تُعيدُها |
| |
قصيدة قصيرة لمجنون ليلى
أقول لصاحبي والعيس تهوي ~ بنا بين المنيفة فالضمار |
تمَتع من شميم عرار نجد ~ فما بعد العشية من عرار |
ألا حبذا نفحات نجد ~ وريا روضه غب القطار |
وأهلك إذ يحل الحي نجدا ~ وأنت على زمانك غير زار |
شهور ينقضين وما شعرنا ~ بأنصاف لهن ولا سرار |
فأما ليلهن فخير ليل ~ وأطول ما يكون من النهار |
أبيات للشاعر قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى
أرى أهل ليلى أورثوني صبابة ~ ومالي سِوى ليلى الغداة طبيب |
إِذا ما رأوني أظهروا لي مودة ~ ومثل سيوف الهند حين أغيب |
فإِن يمنعوا عيني منها فمن لهم ~ بقلب له بين الضلوع وجيب |
إِن كان يا ليلى اشتياقي إليكم ~ ضلالا وفي برئي لأَهلك حوب |
فما تبت من ذنب إِذا تبت منكم ~ وما الناس إلا مخطئ ومصيب |
بنفسي وأهلي من إِذا عرضوا له ~ ببعض الأَذى لم يدر كيف يجيب |
ولم يعتذر عذر البَريء ولم يزل ~ به سكنة حتى يقال مريب |
فلا النفس يسليها البعاد فتنثني ~ ولا هي عما لا تنال تَطيب |
وَكم زفرَة لي لو على البحر أَشرقت ~ لَأَنشفه حر لها ولهيب |
ولو أَن ما بي بالحصى فلق الحَصى ~ وبالريح لم يسمع لهنَ هبوب |
وأَلقى من الحب المبرِح لوعة ~ لها بين جلدي والعظام دبيب |
قصيدة مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح
فَإِن تَزجُريني عَنكِ خيفَةَ كاشِحٍ .. بِحالي فَإِنّي ما عَلِمتُ كَئيبُ
وَقَد حَلَّ بي ما كُنتَ عَنهُ بِمَعزِل .. لِحَيني فَمَوتي يا سُعادُ قَريبُ
وَإِنّي لَمُضناً مِن جَوايَ صَبابَةً .. يَقولُ لِيَ الواشونَ أَنتَ مُريبُ
أَجارَتِنا إِنَّ الخُطوبُ تَنوبُ .. وَإِنِّيَ صَبٌّ ما أَقامَ عَسيبُ
أَجارَتِنا إِنّا غَريبانِ ها هُنا .. وَكُلِّ غَريبٍ لِلغَريبِ نَسيبُ
غَريبٌ يُقاسي الذِلَّ في كُلِّ بَلدَةٍ .. وَلَيسَ لَهُ في العالَمينَ حَبيبُ
فَلا تَسمَعي فينا مَقالَةَ جاهِلٍ .. فَرَبّي كَما قَد تَعلَمينَ مُجيبُ