صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا | من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا |
منْ صدْق الله لم ينلهُ أذى | و من رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا |
الإمام الشافعي
قصائد الشاعر الإمام الشافعي وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وهو ثالث الأئمة الأربعة للمسلمين السنة وصاحب المذهب الشافعي.
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا | وَ سافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ |
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ | وَ عِلمٌ وَ آدابٌ وَ صُحبَةُ ماجِدِ |
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَ مِحنَةٌ | وَ قَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ |
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ | بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَ حاسِدِ |
الناس للناس ما دام الوفاء بهم
الناسُ للناسِ مادامَ الوفاءُ بهم | والعسرُ واليسرُ أوقاتٌ وساعاتُ |
وأكرَمُ الناسِ ما بَين الوَرَى رَجلٌ | تُقْضى على يَدِه للنَّاسِ حاجاتُ |
لا تَقْطَعَنَّ يَدَ المَعروفِ عَنْ أَحَدٍ | ما دُمْتَ تَقْدِرُ فالأيامُ تَارَاتُ |
واشْكُرْ فَضِيلةَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جَعَلَتْ | إِلَيْكَ لا لَكَ عِنْد الناسِ حَاجَاتُ |
قد مات قومٌ و ما ماتت فَضائلُهُم | وعاشَ قَومٌ وهُم في الناسِ أمْواتُ |
نعيب زماننا والعيب فينا
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا | وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا |
وَنَهجو ذا الزَمانَ بِغَيرِ ذَنبٍ | وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا |
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ | وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا |
إن الفقيه هو الفقيه بفعله
إِنَّ الفَقيهَ هُوَ الفَقيهُ بِفِعلِهِ | لَيسَ الفَقيهُ بِنُطقِهِ وَمَقالِهِ |
وَكَذا الرَئيسُ هُوَ الرَئيسُ بِخُلقِهِ | لَيسَ الرَئيسُ بِقَومِهِ وَرِجالِهِ |
وَكَذا الغَنِيُ هُوَ الغَنِيُ بِحالِهِ | لَيسَ الغَنيُّ بِمُلكِهِ وَبِمالِهِ |
لا يدرك الحكمة من عمره
لا يُدرِكُ الحِكمَةَ مَن عُمرُهُ | يَكدَحُ في مَصلَحَةِ الأَهلِ |
وَلا يَنالُ العِلمَ إِلّا فَتىً | خالٍ مِنَ الأَفكارِ وَالشُغلِ |
لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي | سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضلِ |
بُلي بِفَقرٍ وَعِيالٍ لَما | فَرَّقَ بَينَ التِبنِ وَالبَقلِ |