نعيب زماننا والعيب فينا

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فيناوَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانَ بِغَيرِ ذَنبٍوَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍوَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا
قصائد الإمام الشافعي

يا بؤس للقلب بعد اليوم ما آبه

يَا بُؤسَ لِلقَلْبِ بَعْد اليَوْمِ ما آبَهْ
 ذِكرَى حَبيبٍ ببعضِ الأرْضِ قد رَابهْ
قالّتْ سُلَيْمى أرَاكَ اليومَ مُكْتَئِباً
والرَّأْسُ بَعدي رَأيتُ الشّيْبَ قد عابه
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ الرَّأْسِ جُمَّتَهُ
كمِعْقَبِ الرَّيطِ إذْ نَشَّرْتَ هُدَّابهْ
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ
أشْرَفْتُهُ مُسْفِراً والنَّفْسُ مُهْتَابَهْ
عَمْداً لأرْقُبَ مَا لِلجَوِّ مِنْ نَعَمٍ
فَناظِرٌ رائِحاً مِنْهُ وعُزَّابَهْ
وقدْ نَزَلْتُ إلى رَكْبٍ مُعَقَّلَةٍ
شُعْثِ الرُّووسِ كأنَّ فَوْقَهُمْ غابَهْ
لَمَّا رَكِبْنا رَفَعناهُنَّ زَفْزَفَةً
حَتى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثمَّ أرْبَابَهْ
قصيدة إمرؤ القيس الكندي

طريق العلا

أيا قممَ العُلا، لا تسأليني
عن العابرينَ بلا يقين
أنا يا قممُ حلمتُ بعالمٍ
يزهو بعزمِ المؤمنين
رأيتُ الليلَ يرقبُ صبحهُ
في مقلتيْ شوقٍ حزين
وسمعتُ الريحَ تهمسُ للرُّبى
أنشودةَ المجدِ الدفين
فهبي يا ريحُ نارَ عواصفٍ
تهزُّ عروشَ الظالمين
وليكنِ الكونُ أغنيةً
للحرِّ في كلِّ حين
عماد إيلاهي

رعاة الغنم

و قفت في حر الهجيرة ارعى غنمي
و ارتشفت الماء من سُقم الغدير
ما اقسى وهج الشمس في الظهيرة
و غدا وجهيَ اسفع من لفح السعير
الشمس اطبقت على سطح البسيطة
حتى تبولت دماً من وطأها الحمير
جودي علينا يا سماء انا نستغيث
فوددنا بغبار السافيات نستجير
خيّم اليأس على القرية و الاسى
و شهدت بها الغربان اسراب تطير
كفي اللوم عني فلن تجدي الملامة
فكلانا في هذه القرية عبدٌ و أجير
شقيت بها حتى جفت اقدامي من
الصبر و تجرعت بؤساً ما له قط نظير
فاذا كانت تصاريف الحياة هكذا
فبئس مورداً لها و بها ذاك المصير
اذا شهدتها تقول أهذه دنيا تعاش
يعقبها حساب و نار تصلى و سعيرْ
اشفقت على البهائم من جور الجفاف
بديار ليس فيها من سقف يجير
اقول لها صبرا نصمد ما استطعنا
فلا حول لنا و كلانا في هذي اسير
اقول لها من هذي الديار لابد من رحيل
فاصبري يا نفس ريثما يأتينا البشير
انني أُخبرت أن في المدينة ناس تشرب
شهدا والغانيات ترتدي ثيابا من حرير
لكن دونها سور منيع يحمي اهلها
و الدرب نحوها ملغوم طويل و عسيرْ
لا تلمني يا ابي على الرحيل و دعني
اسلك الدرب فاني في الملمات قديرْ
جمعت الحقائب و الكتب و عزمت
و احضرت رفيقا و هممتُ بالمسيرْ
سأغادر نحو ارض و بلاد فيها ماء
حيث لا شمس تشرق و العيش اليسير
يقول صحبي ليت هذي الدار ماتت
ليتها نهبٌ هنا يتلقفها جحيم و سعير
يا حادي الأضغان جئت معاتبا ما اخبرت
اني في عداد الكون محض عصفور صغير
و ما اخبرتني بأن جل الناس حمقى
و بعضهم أحقاد و أضغان و شرٌ يستطير
فهذا المخبر السري و ذاك واشٍ
و ذا منافق يقبل أيدي سلطان حقير
صالح مهدي عباس المنديل

صراع الجاهل

ما قول العالم وما رد الجاهلِ
الا كنصيحة المجنون للناس العقلِّ
قد مدت اليد للغريق
ورجل المنقذ غارقة في الرملِ
نتساوي في الاسم وفي النسب
وَيَبْدُو الِّاخْتِلاَفُ شَدَائِدُ النُّصّلِِّّ
نَظَرْتُ إِلَى وُجُوهُ الحَاضِرِينَ
وَعَيْنِي تَرَاهُمْ كاَلجَرَادِ الجُتَّلِ
عذائك لي يا جاهل الاسمِ
يمسي ليال عند باب المنزلِ
كأنه يطلب مني الوغي
فلا جيش له ولا فوارس الخيلِّ
توفيق خرموش

الضاد

اسمعْ حديثي إنه العجبُ
حرفان من عُرْب و من عجمِ
حرفٌ عثا السوس به عفنًا
و حرفنا نار على علمِ
سما على أقرانه رتبًا
كما سمت نافلةُ الحَرَمِ
يا ناطقي الضاد بما رحُبت
كونوا ذوي زهوٍ بلا ندمِ
اعتلَّتِ الأعجام من سقمٍ
و حرفُكم برءٌ من السقمِ
تجثو على أربعها أممٌ
تخيط من عجزٍ سَمَا التُّهَمِ
أيَا بنِي الضَّاد التي شُرفتْ
لا تَهِنُوا..لُوذُوا بذي النُّظُمِ
فضيل الحموتي

عام قد مضى

الأيام تمضي كأنفاس الرياح
تُخفي سرًّا وتبوح بجراح
تمضي سريعًا بلا انتظار
وتتركنا بين نورٍ وظلامٍ وسرار
عامٌ انقضى، كغريبٍ رحل
حمل أحلامًا وبعض الأمل
لكن في طيّاته درسٌ عميق
أن الحياة ظلٌّ ووقتٌ يضيق
وها هو العام الجديد يُطل
كفجرٍ ينادي بأملٍ مُجل
يحمل بين طياته أمنيات
ويكتب في الأفق ألف بدايات
فلنبدأ الإصلاح في العقول
ونزرع الخير فوق السهول
نجعل النور طريق اليقين
ونُعيد ترتيب ما كان دفين
فالحياة رحلةٌ لا تنتهي
بين ألمٍ يُزهر وفرحٍ يلتقي
وفي كل عامٍ بدايةُ نور
تُعيد ترتيب دروب الشعور
رزيڨ مريم