يَا أَخَ الصَدِيقِ لاَ تُجَادِلْ صَدِيقَكَ |
إنَّ الجِدَالَ لاَ يَنْفَعُ مَعَ الصِبْيَانِ |
وَإِحْفِظْ حَقْ العَوْنِ لَكَ وَلِرَفِيقِكَ |
فَإِنَ الحِفْظَ يَخْمِدُ أَلْسِنَةَ اللُهْبَانِ |
كَمْ مِنْ سَاقٍ شَرَبَ مِنْ إِنَائِهِ |
وَلَمْ يُغْنِيهِ إِحْتِرَافُهُ فِي السُقْيَانِ |
الرَجَلُ لاَ يَخَافُ إِلاَ مِنْ رَبِّهِ وَخَالِقِهِ |
وَكَذَلِكَ أَنْتَ وَكُلُ مَخْلُوقٍ فِي كُلِ زَمَانِ |
إِنَ الحَمْدَ يَكُونُ لَهُ وَالشُكْرُ |
فَإِحْمَدهُ كُلَ دَقِيقَةً وَثَوَانِي |
الحسناء
أُغازِلُ الحسناء وقد |
أيقنتُ يقيناً بأنيَ خاسرٌ |
ويدي من ودِّها صفرُ |
أغرتكَ الحسناء |
صعبٌ منالها وقد عزتْ عليك |
ولو راياتُها حُمْرُ |
لَهثتُ وراء منالَها طوال |
الدهرْ واستعنتُ عليها |
بالترغيب والصبرُ |
فلَمّا أدركتُ مرامي |
بها وجدتُها لا العلياءُ تزهو |
ولا في خَمرِها سكرُ |
لقد نلتُ الرجاءَ |
بعدَ العناء |
إذ عرفتُ بأنَّني قد صابني خُسرُ |
إن سألتني عن الدنيا وغرورها |
احذر فإنها |
مغريةٌ راياتها حمرُ |
حسناء تنادي |
من يظفر بها له النيشان والتيجان |
والنهيُ والأمرُ |
توعدك بالمزيد |
والثراء والجمال |
صعب منالها دونها سترُ |
أوهمتني بأنهر في الجنان |
فطاردتها وحين استبنت الرشد |
قد رحل العمرُ |
سفينة في بحر مظلمٍ |
تلاطمها الأمواج |
صانعوها هواةٌ وربانها غمرُ |
سعادة اللقاء
وقد ظفرتُ بودِّ من أهواهُ | فبتُّ أسعدَ الخلقِ أجمعينا |
تقابلنا، وتحادثنا، وضحكنا | كأننا في جنة دُونَ جَفا |
وكأنما الزمانُ توقف عندنا | ولم يعد يُدركنا شيءٌ سوانا |
تناولنا الطعام، وتسامرنا | حتى بدا أذان الظهر قد أرانا |
فانصرفنا، وودعته بحسرةٍ | كأنني لن أراهُ بعدُ عيانا |
ولكن تبقى ذكراهُ في قلبِي | غذاءً لروحي، ونورًا بدا |
يا رب زدني من هذا الهيامِ | فإني في بحور الحبِّ صَبَا |
أما تنفك باكية بعين
أَما تَنفَكُّ باكِيَةً بِعَينٍ | غَزيرٍ دَمعُها كَمِدٌ حَشاها |
من أجاب الهوى إلى كل ما يدعوه
مَن أَجابَ الهَوى إِلى كُلِّ ما يَد | عوهُ مِمّا يُضِلُّ ضَلَّ وَ تاها |
مَن رَأى عِبرَةً فَفَكَّرَ فيها | آذَنَتهُ بِالشَيءِ حينَ يَراها |
رُبَّما اِستَغلَقَت أُمورٌ عَلى مَن | كانَ يَأتي الأُمورَ مِن مَأتاها |
وَ سَيَأوي إِلى يَدٍ كُلُّ ما تَأ | تي وَتَأتي إِلى يَدٍ حُسناها |
قَد تَكونُ النَجاةُ تَكرَهُها النَف | سُ وَتَأتي ما كانَ فيهِ أَذاها |
إن المحب إذا ترادف همه
إِنَّ المُحِبَّ إِذا تَرادَفَ هَمُّهُ | يَلقى المُحِبُّ فَيَستَريحُ إِلَيهِ |