قدْ مرَ قلبي فـي الـغرامِ وسلّما | فلتَقبلي قلباً لعينيكِ انتمى |
أنتِ الـمليحةُ مِنذُ أنْ وافـيتِني | أصبَـحتِ طِـباً للجُروحِ وبلـسما |
ها كـنتُ ضمآناً وأنتِ سـقيتني | ما كُنـتِ ماءً كُـنتِ بـئراً زمـزما |
فلتعزِفي لحـنَ الـحياةِ وغَـردي | لي أجـملَ الأنـغـامِ كي أتـرنما |
عـقلي يفتشُ دونَ أي إجابةٍ | قـد خانهُ الـتفكيرُ حتى استَسلما |
مـتصفحاتُ الـبحثِ عِـندَ سؤالِها | عجزت و جوجل تاهَ يسألني لِمَ؟ |
غادرتِني وهجرتِني .. لِمَ هَكذا ؟! | أبقـيتِني صَبّـاً بـبابكِ دونِ ما ! |
الويلُ لـلحُسادِ هُـمْ منْ فـرّقوا | هُـم أحـرقوا قـلبي وقـلبكِ يا لمى |
سأعـودُ حَرمتُ الرحيلَ فـإنهُ | من فارقَ الجـناتِ ذاقَ جهنَّما |
سأعـودُ نـثراً أو أعـودُ قصيدةً | حاشا لقـلبٍ عاشقٍ أنْ يُهزما |
طوق الحمامة الدمشقي
في دِمَشْقَ |
تطيرُ الحماماتُ |
خَلْفَ سِياجِ الحريرِ |
اُثْنَتَيْنِ |
اُثْنَتَيْنِ |
في دِمَشْقَ |
أَرى لُغَتي كُلَّها |
على حبَّة القَمْحِ مكتوبةً |
بإبرة أُنثى |
يُنَقِّحُها حَجَلُ الرافِدَيْن |
في دِمَشْقَ |
تُطَرَّزُ أَسماءُ خَيْلِ العَرَبْ |
مِنَ الجاهليَّةِ |
حتى القيامةِ |
أَو بَعْدها |
بخُيُوطِ الذَهَبْ |
في دِمَشْقَ |
تسيرُ السماءُ |
على الطُرُقات القديمةِ |
حافيةً حافيةْ |
فما حاجةُ الشُعَراءِ |
إلى الوَحْيِ |
والوَزْنِ |
والقافِيَةْ |
في دِمَشْقَ |
ينامُ الغريبُ |
على ظلّه واقفاً |
مثل مِئْذَنَةٍ في سرير الأَبد |
لا يَحنُّ إلى بَلدٍ |
أَو أَحَدْ |
في دِمَشْقَ |
يُواصل فِعْلُ المُضَارِع |
أَشغالَهُ الأُمويَّةَ |
نمشي إلى غَدِنا واثِقِينَ |
من الشمس في أَمسنا |
نحن والأَبديَّةُ |
سُكَّانُ هذا البَلَدْ |
في دِمَشْقَ |
تَدُورُ الحوارات |
بين الكَمَنْجَةِ والعُود |
حَوْلَ سؤال الوجودِ |
وحول النهاياتِ |
مَنْ قَتَلَتْ عاشقاً مارقاً |
فَلَهَا سِدْرَةُ المنتهى |
في دِمَشْقَ |
يُقَطِّعُ يوسُفُ |
بالنايَ |
أَضْلُعَهُ |
لا لشيءٍ |
سوى أَنَّهُ |
لم يَجِدْ قلبَهُ مَعَهُ |
في دِمَشْقَ |
يَعُودُ الكلامُ إلى أَصلِهِ |
اُلماءِ |
لا الشِعْرُ شِعْرٌ |
ولا النَثْرُ نَثْرٌ |
وأَنتِ تقولين: لن أَدَعَكْ |
فخُذْني إليك |
وخُذْني مَعَكْ |
في دِمَشْقَ |
ينامُ غزالٌ |
إلى جانب اُمرأةٍ |
في سرير الندى |
فتخلَعُ فُسْتَانَها |
وتُغَطِّي بِهِ بَرَدَى |
في دِمَشْقَ |
تُنَقِّرُ عُصْفْورَةٌ |
ما تركتُ من القمحِ |
فوق يدي |
وتتركُ لي حَبَّةً |
لتُريني غداً |
غَدِي |
في دِمَشْقَ |
تدَاعِبُني الياسمينةُ |
لا تَبْتَعِدْ |
واُمشِ في أَثَري |
فَتَغارُ الحديقةُ |
لا تقتربْ |
من دَمِ الليل في قَمَري |
في دِمَشْقَ |
أُسامِرُ حُلْمي الخفيفَ |
على زَهْرة اللوزِ يضحَكُ |
كُنْ واقعياً |
لأُزهرَ ثانيةً |
حول ماءِ اُسمها |
وكُنْ واقعيّاً |
لأعبر في حُلْمها |
في دِمَشْقَ |
أُعرِّفُ نفسي |
على نفسها |
هنا تحت عَيْنَيْن لوزيِّتَيْن |
نطيرُ معاً تَوْأَمَيْن |
ونرجئ ماضِينَا المشتركْ |
في دِمَشْقَ |
يرقُّ الكلامُ |
فأسمع صَوْتَ دمٍ |
في عُرُوق الرخام |
اُخْتَطِفْني مِنَ اُبني |
تقولُ السجينةُ لي |
أَو تحجَّرْ معي |
في دِمَشْقَ |
أَعدُّ ضُلُوعي |
وأُرْجِعُ قلبي إلى خَبَبِهْ |
لعلِّ التي أَدْخَلَتْني |
إلى ظِلِّها |
قَتَلَتْني |
ولم أَنْتَبِهْ |
في دِمَشْقَ |
تُعيدُ الغريبةُ هَوْدَجَها |
إلى القافِلَةْ |
لن أَعودَ إلى خيمتي |
لن أُعلِّقَ جيتارتي |
بَعْدَ هذا المساءِ |
على تينة العائلةْ |
في دِمَشْقَ |
تَشِفُّ القصائدُ |
لا هِيَ حِسِّيَّةٌ |
ولا هِيَ ذهْنيَّةٌ |
إنَّها ما يقولُ الصدى |
للصدى |
في دِمَشْقَ |
تجفُّ السحابةُ عصراً |
فتحفُرُ بئراً |
لصيف المحبِّينَ في سَفْح قاسْيُون |
والنايُ يُكْملُ عاداته |
في الحنين إلى ما هُوَ الآن فيه |
ويبكي سدى |
في دِمَشْقَ |
أُدوِّنُ في دفْتَرِ اُمرأةٍ |
كُلُّ ما فيكِ |
من نَرْجسٍ |
يَشْتَهيكِ |
ولا سُورَ حَوْلَكِ يحميكِ |
مِنْ ليل فِتْنَتِكِ الزائدةْ |
في دِمَشْقَ |
أَرى كيف ينقُصُ ليلُ دِمَشْقَ |
رويداً رويداً |
وكيف تزيدُ إلهاتُنا |
واحدةْ |
في دِمَشْقَ |
يغني المسافر في سرِّه |
لا أَعودُ من الشام |
حياً |
ولا ميتاً |
بل سحاباً |
يخفِّفُ عبءَ الفراشة |
عن روحِيَ الشاردةْ |
تفوه دهركم عجبا فأصغوا
تفَوّهَ دهرُكم عجَباً فأصغُوا | إلى ما ظلّ يخبر يا شهودُ |
إذا افتكَرَ الذين لهم عقولٌ | رأوا نبأً يحقُّ له السُّهودُ |
غدا أهلُ الشّرائعِ في اختلافٍ | تُقَضُّ به المَضاجعُ والمهود |
فقد كذَبَتْ على عيسى النّصارى | كما كذَبتْ على موسى اليَهود |
ولمْ تَستَحدِث الأيّامُ خُلقاً | ولا حالتْ من الزّمنِ العُهود |
رمضان ولى هاتها يا ساقي
رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي | مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ |
ما كانَ أَكثَرَهُ عَلى أُلّافِها | وَأَقَلَّهُ في طاعَةِ الخَلّاقِ |
اللَهُ غَفّارُ الذُنوبِ جَميعِها | إِن كانَ ثَمَّ مِنَ الذُنوبِ بَواقي |
بِالأَمسِ قَد كُنّا سَجينَي طاعَةٍ | وَاليَومَ مَنَّ العيدُ بِالإِطلاقِ |
ضَحِكَت إِلَيَّ مِنَ السُرورِ وَلَم تَزَل | بِنتُ الكُرومِ كَريمَةَ الأَعراقِ |
هاتِ اِسقِنيها غَيرَ ذاتِ عَواقِبٍ | حَتّى نُراعَ لِصَيحَةِ الصَفّاقِ |
صِرفاً مُسَلَّطَةَ الشُعاعِ كَأَنَّما | مِن وَجنَتَيكَ تُدارُ وَالأَحداقِ |
حَمراءَ أَو صَفراءَ إِنَّ كَريمَها | كَالغيدِ كُلُّ مَليحَةٍ بِمَذاقِ |
وَحَذارِ مِن دَمِها الزَكِيِّ تُريقُهُ | يَكفيكَ يا قاسي دَمُ العُشّاقِ |
لا تَسقِني إِلّا دِهاقاً إِنَّني | أُسقى بِكَأسٍ في الهُمومِ دِهاقِ |
فَلَعَلَّ سُلطانَ المُدامَةِ مُخرِجي | مِن عالَمٍ لَم يَحوِ غَيرَ نِفاقِ |
وَطَني أَسِفتُ عَلَيكَ في عيدِ المَلا | وَبَكَيتُ مِن وَجدٍ وَمِن إِشفاقِ |
لا عيدَ لي حَتّى أَراكَ بِأُمَّةٍ | شَمّاءَ راوِيَةٍ مِنَ الأَخلاقِ |
ذَهَبَ الكِرامُ الجامِعونَ لِأَمرِهِم | وَبَقيتُ في خَلَفٍ بِغَيرِ خَلاقِ |
أَيَظَلُّ بَعضُهُمُ لِبَعضٍ خاذِلاً | وَيُقالُ شَعبٌ في الحَضارَةِ راقي |
وَإِذا أَرادَ اللَهُ إِشقاءَ القُرى | جَعَلَ الهُداةَ بِها دُعاةَ شِقاقِ |
العيدُ بَينَ يَدَيكَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ | نَثَرَ السُعودَ حُلىً عَلى الآفاقِ |
وَأَتى يُقَبِّلُ راحَتَيكَ وَيَرتَجي | أَن لايَفوتَكُما الزَمانَ تَلاقِ |
قابَلتُهُ بِسُعودِ وَجهِكَ وَالسَنا | فَاِزدادَ مِن يُمنٍ وَمِن إِشراقِ |
فَاِهنَأ بِطالِعِهِ السَعيدِ يَزينُهُ | عيدُ الفَقيرِ وَلَيلَةُ الأَرزاقِ |
يَتَنَزَّلُ الأَجرانِ في صُبحَيهِما | جَزلَينِ عَن صَومٍ وَعَن إِنفاقِ |
إِنّي أُجِلُّ عَنِ القِتالِ سَرائِري | إِلّا قِتالَ البُؤسِ وَالإِملاقِ |
وَأَرى سُمومَ العالَمينَ كَثيرَةً | وَأَرى التَعاوُنَ أَنجَعَ التِرياقِ |
قَسَمَت بَنيها وَاِستَبَدَّت فَوقَهُم | دُنيا تَعُقُّ لَئيمَةُ الميثاقِ |
وَاللَهُ أَتعَبَها وَضَلَّلَ كَيدَها | مِن راحَتَيكَ بِوابِلٍ غَيداقِ |
يَأسو جِراحَ اليائِسينَ مِنَ الوَرى | وَيُساعِدُ الأَنفاسَ في الأَرماقِ |
بَلَغَ الكِرامُ المَجدَ حينَ جَرَوا لَهُ | بِسَوابِقٍ وَبَلَغتَهُ بِبُراقِ |
وَرَأَوا غُبارَكَ في السُها وَتَراكَضوا | مَن لِلنُجومِ وَمَن لَهُم بِلَحاقِ |
مَولايَ طِلبَةُ مِصرَ أَن تَبقى لَها | فَإِذا بَقيتَ فَكُلُّ خَيرٍ باقِ |
سَبَقَ القَريضُ إِلَيكَ كُلَّ مُهَنِّئٍ | مِن شاعِرٍ مُتَفَرِّدٍ سَبّاقِ |
لَم يَدَّخِر إِلّا رِضاكَ وَلا اِقتَنى | إِلّا وَلاءَكَ أَنفَسَ الأَعلاقِ |
إِنَّ القُلوبَ وَأَنتَ مِلءُ صَميمِها | بَعَثَت تَهانيها مِنَ الأَعماقِ |
وَأَنا الفَتى الطائِيُّ فيكَ وَهَذِهِ | كَلِمي هَزَزتُ بِها أَبا إِسحاقِ |
ابتسمت عن ثغر لؤلؤي
اِبۡتَسَمَتۡ عَنۡ ثَغۡرٍ لُؤلُؤيّ | رَوَىٰ ٱلۡزَّرۡعَ ٱلۡأَخۡضَرۡ |
وَيلِي أَنَٱ مِنۡ أَسۡنَٱنِهَٱ | إِذَٱ أَظهَرَتۡهَٱ تُنِرۡ |
يُجۡرَحُ ثَغۡرُهَٱ مِنَ ٱلۡرُّمَّٱنِ | وَمِنۡ كُلِّ شَيءٍ لَهُ ثُمُرۡ |
أَحۡسِدُ بَيتَهَٱ عَلَىَ وُجُوُدِهَٱ | وَمِنۡ كُلِّ شَيءٍ لَٱ تَذَرۡ |
وَكَٱسَٱتٍ تُقَبِّلُ ثَغۡرَهَٱ | وَنَسِيمُ ٱلۡهَوَٱءِ كُلَّمَٱ عَبَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ إِذَٱ اِبۡتَسَمۡ | أَضۡحَكَ ٱلۡوَرۡدَ وَٱلۡشَّجَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ سَيِّدَتِي | يُلَيِّنِ ٱلۡقَلۡبَ لَوۡ حَجَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ ٱلۡسُّكَرۡ | أَفۡقَدَ ٱلۡعَقلَ وَأَسَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ آنِسَتِي | عَجَبًا لِثَغۡرِكِ ٱلۡمَأثَرۡ |
أَعۡلَنَ ٱلۡحَرۡبَ ٱلۡكُبۡرَىٰ | هَيَّجَ ٱلۡبَحۡرَ ٱلۡأَحۡمَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ قٱتِلَتِي | ثَغۡرٌ مِنۡ أَجۡمَلِ ٱلۡثُّغَرۡ |
غَيَّرَ شَخۡصِي حَرۡفِيَّا | غَيَّرَ طَبۡعي ٱلۡأَسۡمَرۡ |