الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الغَجَرِ الذَّاهِبِينَ إلى الأنْدَلسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على العَرَبِ الْخَارِجِينَ مِنَ الأنْدلُسْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى على زَمَنٍ ضائعٍ لا يَعودْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على وَطَنٍ ضائعٍ قَدْ يَعودْ ~~~ الكَمَنجاتُ تُحْرقُ غَاباتِ ذَاكَ الظلَامِ الْبعيدِ الْبعيدْ الكَمَنجاتُ تدْمي الْمُدى، وَتَشُمُّ دَمِى في الْوريدْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الْغَجِر الذَّاهبينَ إلى الأَنْدَلُسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على الْعَرَب الْخارِجِينَ منَ الأَنْدلُسْ ~~~ الكَمَنجاتُ خَيْلٌ على وَتَرٍ من سرابٍ وماءٍ يَئنُّ الكَمَنجاتُ حَقْلٌ مِنَ اللَّيْلكِ الْمُتوحِّش يَنْأَى وَيَدْنو ~~~ الكَمَنجاتُ وَحْشٌ يُعَذِّبُهُ ظُفْرُ إمرة مَسَّهُ، وابْتَعَدْ الكَمَنجاتُ جَيْشٌ يُعَمِّرُ مَقْبَرَةً منْ رُخامٍ ومنْ نَهَوَنْدْ ~~~ الكَمَنجاتُ فَوْضى قُلوب تُجنِّنُها الرِّيحُ في قَدَمِ الرَّاقِصَةْ الكَمَنجاتُ أْسْرابُ طيْرٍ تفرُّ منَ الرَّايَة النَّاقِصَةْ ~~~ الكَمَنجاتُ شَكْوى الْحَرير المُجَعِّد فى لَيْلَةِ الْعاشقَةْ الكَمَنجاتُ صَوْتُ النبيذ الْبعيدِ على رغْبَةٍ سابِقَةْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَتْبعُني ههُنا وهناكَ لتثأر مَنِّي الكَمَنجاتُ تَبْحَثُ عنِّى لتقتلني، أَيْنما وَجَدتْني ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى على الْعَربِ الْخارجينَ مِنَ الأَندلُسْ الكَمَنجاتُ تبكى مع الغجر الذَّاهبينَ إلى الأنْدَلُسْ |
سكن الظلام وبات قلبك يخفق
سَكَنَ الظَلامُ وباتَ قَلبُكَ يَخفِقُ | وَسطا عَلى جَنبَيكَ هَمٌّ مُقلقُ |
حارَ الفِراشُ وَحِرتُ فيهِ فَأَنتُما | تَحتَ الظَلامِ مُعَذَبٌ وَمُؤرَّقُ |
دَرَجَ الزَمانُ وَأَنتَ مَفتونُ المُنى | وَمَضى الشَبابُ وَأَنتَ ساهٍ مُطرِقُ |
عَجَباً يَلَذُّ لَكَ السُكوتُ مَعَ الهَوى | وَسِواكَ يَبعَثُهُ الغَرامُ فَيَنطِقُ |
خُلِقَ الغَرامُ لِأَصغَرَيكَ وَطالَما | ظَنّوا الظُنونَ بِأَصغَرَيكَ وَأَغرَقوا |
وَرَمَوكَ بِالسَلوى وَلَو شَهِدوا الذي | تَطويهِ في تِلكَ الضُلوعِ لَأَشفَقوا |
أَخفَيتَ أَسرارَ الفُؤادِ وَإِنَّما | سِرُّ الفُؤادِ مِنَ النَواظِرِ يُسرَقُ |
نَفِّس بِرَبِّكَ عَن فُؤادِكَ كَربَهُ | وَاِرحَم حَشاكَ فَإِنَّها تَتَمَزَّقُ |
وَاِذكُر لَنا عَهدَ الَّذينَ بِنايِهِم | جَمَعوا عَلَيكَ هُمومَهُم وَتَفَرَّقوا |
ما لِلقَوافي أَنكَرَتكَ وَلَم تَكُن | لِكَسادِها في غَيرِ سوقِكَ تَنفُقُ |
ما لِلبَيانِ بِغَيرِ بابِكَ واقِفاً | يَبكي وَيُعجِلُهُ البُكاءُ فَيَشرَقُ |
إِنّي كَهَمِّكَ في الصَبابَةِ لَم أَزَل | أَلهو وَأَرتَجِلُ القَريضَ وَأَعشَقُ |
نَفسي بِرَغمِ الحادِثاتِ فَتِيَّةٌ | عودي عَلى رَغمِ الكَوارِثِ مورِقُ |
إِنَّ الَّذي أَغرى السُهادَ بِمُقلَتي | مُتَعَنِّتٌ قَلبي بِهِ مُتَعَلِّقُ |
واثَقتُهُ أَلّا أَبوحَ وَإِنَّما | يَومَ الحِسابِ يُحَلُّ ذاكَ المَوثِقُ |
وَشَقيتُ مِنهُ بِقُربِهِ وَبِعادِهِ | وَأَخو الشَقاءِ إِلى الشَقاءِ مُوَفَّقُ |
صاحَبتُ أَسبابَ الرِضا لِرُكوبِهِ | مَتنَ الخِلافِ لِما بِهِ أَتَخَلَّقُ |
وَصَبَرتُ مِنهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ | حِلمُ الحَليمِ وَيَتَّقيهِ الأَحمَقُ |
أَصبَحتُ كَالدَهرِيِّ أَعبُدُ شَعرَهُ | وَجَبينَهُ وَأَنا الشَريفُ المُعرِقُ |
وَغَدَوتُ أَنظِمُ مِن ثَنايا ثَغرِهِ | دُرَراً أُقَلِّدُها المَها وَأُطَوِّقُ |
صَبري اِستَثَرتَ دَفائِني وَهَزَزتَني | وَأَرَيتَني الإِبداعَ كَيفَ يُنَسَّقُ |
فَأَبَحتَ لي شَكوى الهَوى وَسَبَقتَني | في مَدحِ عَبّاسٍ وَمِثلُكَ يَسبِقُ |
قالَ الرَئيسُ فَما لِقَولٍ بَعدَهُ | باعٌ تَطولُ وَلا لِمَدحٍ رَونَقُ |
شَوقي نَسَبتَ فَما مَلَكتُ مَدامِعي | مِن أَن يَسيلَ بِها النَسيبُ الشَيِّقُ |
أَعجَزتَ أَطواقَ الأَنامِ بِمَدحِهِ | سَجَدَ البَيانُ لِرَبِّها وَالمَنطِقُ |
لَم تَترُكا لي في المَدائِحِ فَضلَةً | يَجري بِها قَلَمي الضَعيفُ وَيَلحَقُ |
نَفسي عَلى شَوقٍ لِمَدحِ أَميرِها | وَيَراعَتي بَينَ الأَنامِلِ أَشوَقُ |
ماذا أَقولُ وَأَنتُما في مَدحِهِ | بَحرانِ باتَ كِلاهُما يَتَدَفَّقُ |
العَجزُ أَقعَدَني وَإِنَّ عَزائِمي | لَولاكُما فَوقَ السِماكِ تُحَلِّقُ |
فَليَهنَئِ العَبّاسُ أَنَّ بِكَفِّهِ | عَلَمَينِ هَزَّهُما الوَلاءُ المُطلَقُ |
وَليَبقَ ذُخراً لِلبِلادِ وَأَهلِها | يَعفو وَيَرحَمُ مَن يَشاءُ وَيُعتِقُ |
عَبّاسُ وَالعيدُ الكَبيرُ كِلاهُما | مُتَأَلِّقٌ بِإِزائِهِ مُتَأَلِّقُ |
هَذا لَهُ تَجري الدِماءُ وَذا لَهُ | تَجري القَرائِحُ بِالمَديحِ وَتُعنِقُ |
صَدَقَ الَّذي قَد قالَ فيهِ وَحَسبُهُ | أَنَّ الزَمانَ لِما يَقولُ مُصَدِّقُ |
لَكَ مِصرُ ماضيها وَحاضِرُها مَعاً | وَلَكَ الغَدُ المُتَحَتِّمُ المُتَحَقِّقُ |
بالأحمر فقط
في كل مكان في الدفتر |
إسمك مكتوب بالأحمر |
حبك تلميذ شيطان |
يتسلى بالقلم الاحمر |
يرسم اسماكا من ذهب |
ونساء من قصب السكر |
وهنود حمرا وقطارا |
ويحرك آلاف العسكر |
يرسم طاحونا وحصانا |
يرسم طاووسا يتبختر |
يرسم عصفورا من نار |
مشتغل الريش ولا يحذر |
وقوارب صيد وطيورا |
وغروبا وردي المئزر |
يرسم بالورد وبالياقوت |
ويترك جرحا في الدفتر |
حبك رسام مجنون |
لا يرسم الا بالاحمر |
ويخربش فوق جدار الشمس |
ولا يرتاح ولا يضجر |
ويصور عنترة العبسي |
يصور عرش الاسكندر |
ماكل قياصرة الدنيا؟ |
مادمتِ معي فأنا القيصر |
حبيبتي هي القانون
أيتها الأنثى التي في صوتها |
تمتزج الفضة … بالنبيذ … بالأمطار |
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار |
ويستعد العمر للإبحار |
أيتها الأنثى التي |
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون |
يا وردتي |
ونجمتي |
وتاج رأسي |
ربما أكون |
مشاغبا … أو فوضوي الفكر |
أو مجنون |
إن كنت مجنونا … وهذا ممكن |
فأنتِ يا سيدتي |
مسؤولة عن ذلك الجنون |
أو كنت ملعونا وهذا ممكن |
فكل من يمارس الحب بلا إجازة |
في العالم الثالث |
يا سيدتي ملعون |
فسامحيني مرة واحدة |
إذا انا خرجت عن حرفية القانون |
فما الذي أصنع يا ريحانتي |
إن كان كل امرأة أحببتها |
صارت هي القانون |
يقولون ليلى بالمغيب أمينة
يَقولونَ لَيلى بِالمَغيبِ أَمينَةٌ | وَإِنّي لَراعٍ سَرَّها وَأَمينُها |
وَلِلنَفسِ ساعاتٌ تَهَشُّ لِذِكرِها | فَتَحيا وَساعاتٌ لَها تَستَكينُها |
فَإِن تَكُ لَيلى اِستودَعَتني أَمانَةً | فَلا وَأَبي لَيلى إِذاً لا أَخونُها |
أَأُرضي بِلَيلى الكاشِحينَ وَأَبتَغي | كَرامَةَ أَعدائي بِها فَأُهينُها |
وَقَد قيلَ نَصرانِيَّةٌ أُمُّ مالِك | فَقُلتُ ذَروني كُلُّ نَفسٍ وَدينُها |
فَإِن تَكُ نَصرانِيَّةٌ أُمُّ مالِك | فَقَد صُوِّرَت في صورَةٍ لا تَشينُها |
مَعاذَةَ وَجهِ اللَهَ أَن أَشمِتَ العِدا | بِلَيلى وَإِن لَم تَجزِني ما أَدينُها |
سَأَجعَلُ عِرضي جُنَّةً دونَ عِرضِها | وَديني فَيَبقى عِرضُ لَيلى وَدينُها |
وَقائِلَةٍ هَل يُحدِثُ الدَهرُ سُلوَةً | فَقُلتُ بَلى هَذا فَقَد حانَ حينُها |
صِلي الحَبلَ يَحمِل ما سَواهُ فَإِنَّما | يُغَظّي عَلى غَثِّ الأُمورِ سَمينُها |
بَذَلتُ لِلَيلى النُصحَ حَتّى كَأَنَّني | بِها غَيرَ إِشراكٍ بِرَبّي أَدينُها |
فَيا لَيتَ أَنّي كُلَّما غِبتُ لَيلَةً | مِنَ الدَهرِ أَو يَوماً تَراني عُيونُها |
لِأُبرِئَ أَيماني إِذا ما لَقيتُها | وَتَعلَمُ لَيلى أَنَّني لا أَخونُها |