هل من رجُوعٍ لربِيع أخاذُ |
مرت عليه سُبُوتٌ و أحادُ … |
وأصبح كالزهر ِأصابهُ من صباحٍ |
برد فأدمعت عينيهِ فغدا نيادُ |
يبكي كبعل بليلة زفاف ٍبين ضِفافٍ |
أو كخدود جارية عليها الكرى أشهادُ |
تقول لصاحبها أويتُ بليلةٍ |
أسكرُوها الجوى والبُعادُ… |
دع عنك يا زهر التشبه بالصبا |
لا مثلك الحصوات ُوالأوتادُ |
يلُمُ به أبا الحن بين سواقي الربُى |
لعشه بان ..بالطين تخلطه الأعوادُ |
قال لما الشجرُ انحنى |
هو كمثل الشهداءِ لم يبطئوا و عادُوا |
وغريفُ الأحواضِ يلُمُ قعرهُ |
في فاه كمثل جدة بذي آمادُ |
بين درُوب ِالحقوُل أشجارٌ |
لها أوراقُها المنطادُ |
كرِيشٍ من غلمانِ كلبٍ |
قامت تُدوِرُ صاحبها انفرادُ |
وماء طويل جريه |
تحسبه جيشُ قلاع نهوادُ |
تساقطت به أوراقُ الصنوبر ِ |
وجذوع اللُوتس وأعوادُ عبادُ |
تسري عليها الخطوب ُ” يقظانة ً” |
تمدحُ الحياة و الرُبى إنشادُ |
لما حللت يا ربيع ُورُحت |
ألست علينا قبل الرحِيلِ عيادُ |
من ذا يدع الربيع يزهوا على ثراه |
جوهره السرور لا الطير والأعواد |
قلي يا محفل العشب |
هل من عود لأشياء تشاد |
برمت غاية المنى فمنك الهناء |
ومنك من عرس الحقل أولاد |
هن طير زقزق بين غريد |
طفيلي جاء بغتة من سواد |
عليه ريشه المصنع بوردي |
ومنقار مرمري وقد له إسعاد |
بين غصون البلوط والصفصاف |
إلى شجيرات الفلين والأوتاد |
يصفر تصفيره الذي له |
يظل الحزين ولعا ونهاد |
عليك يا أم الحياة ملومة |
لم تصيري رغم اللوعة إنشاد |
برية على الخطى والتقى |
بجوك الصحو وليلك المداد |
أجمل أبيات الشعر العربي
مجموعة من أجمل أبيات الشعر العربي مقتطفات أبو الطيب المتنبي وشعر أبو العلاء المعري وأجمل قصائد نزار قباني.
الخلود
يخاطبني من الغيب فقال اما تخشى المنية و الزوال |
يحذرني المنية و هي شر و ما انا بالمحب لها وصال |
فيرفع صوته و انا سميع و يملأ نفسي الحيرى جلال |
اما ترَ ان كل الناس هلكى و انك سوف تهلك لا محاله |
و ادرك ان ما تسعى اليه و تمسكه اذا ما مت زال |
و خوف الفقد بعد الخير يقضي على ذي الحرص ان يحيى مذال |
تحركه الُلقيمة خبط عشوا يظن بها لعمره قد أطال |
و ان العمر لن يزداد يوما و لو ملك العمائر و الجبال |
فعمر المرء في الدنيا مقدر و رزقه فيها انفاسا و مالا |
فمن خاف المنية و هي حتم فأمنه في رضاه بها مأال |
فيشغل برهة العمر بخير يخلد ذكره حقبا طوال |
بخير ليس تهزمه المنايا و لو فَعلت بصاحبه الفِعال |
عليٍ لا تطاله قبضتاها كنسر يطلب الشمس منال |
فيحيى بعد موته ما يشاء ال إله و يجزه جِزيا جزالا |
ألا لبيك صوت العقل اني رضيت بها من الدنيا بدالا |
سأزهد في نعيم ليس يبقى و اترك ما به الانسان عال |
سأنشر دعوة الحق بقول كسيف قاطع ينهي الضلال |
يقطع باطل الامم جميعا و ينشلها من البؤس انتشالا |
سافديها بنفسي و حر مالي عسى الرحمن يقبلني تعالى |
الا يا حق فارض على منيب برغم ذنوبه يرجو انقبال |
يوم التأسيس
أَعْـلَنْتُ يَـوْمَ التَّأْسِيـسِ تَقْوِيـما | فيهِ الشُّهُـورُ تَزْهُو بِمَنْ حَـكَما |
عَــهْـدٌ مِنَ السُّــعُـودِيَّةِ الأُولى | مِنَ الـقُــرُونِ ثَـلاثَــةٌ قِــدَما |
حَقَّ لَهُ في الـتَّـارِيخِ تَـكْـرِيما | يَوْمَ اعْتَلى في الدِّرْعِـيَّـةِ العَلَما |
مِنْ بَعْدِ قَرْنَيْنِ صَاغَ مَـمْـلَكَةً | عَبْدُ العَزِيزِ بِالسَّـيْفِ قَدْ حَسَما |
أَرْسَى بِها حُكْماً أَوْرَثَ النِّـعَما | نَجْـداً وَأَرْضَ الحِجازِ وَالحَرَما |
كَـمْ أَكْـرَمُوا زائِـراً وَمُـقِــيما | أَوْفَى المُلُوكُ مِنْ بَعْـدِهِ ذِمَما |
شَـيْخُ المُلُوكِ سَـلْمانُ ذا عَزْمٍ | بِالعَدْلِ قَدْ بَاتَ الكُلُّ يَحْـتَكِما |
وَلِـيُّ عَـهْـدِهِ جَـاءَ مُـلْـتَـزِما | فِي رُؤْيَةٍ بِـها أَطْـلَـقَ الهِمَما |
عَلَى النُّهُوضِ قَدْ زَادَ تَصْمِيما | فَاقَ الخَيَالَ وَالحُلْمَ فِي نُيُوما |
وَكَمْ شَـهِـدْنا مِنْ قَـبْلِها أُمَـما | مِنْها الـمَـقَـرُّ وبَعْـدَها تَـيِـما |
فِي الحِجْرِ أَرْسَى المَدائِنَ قَوْمٌ | مِنْهُمْ ثَـمُودُ وَالحالُ قَدْ عُـلِما |
لِحْيانُ فِي العُلا نَقْشُهُمْ رَسَما | عَهْدًا وَفِيها الأَنْباطُ قَدْ حَـكَما |
كِـنْدَةَ فِي الفَـاوِ كَانَ قَـدِيـما | مِنْهُـمْ أَتَى لَـنَا الشِّـعْرُ وَالكَلِما |
حَضَارَةُ السُّعُودِيَّةِ أَسْمى | تَعْلُو عَلى الحَضاراتِ وَالأُمَما |
قَدْ نَالَها مِـنَ اللهِ تَــكْـرِيـما | أَلَـيْـسَ فِـيها الـنَّـبِيُّ وَالحَرَما |
سأعيش رغم الداء و الأعداء
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ | كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ |
أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً | بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ |
لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى | مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ |
وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً | غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ |
أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها | وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي |
وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي | يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ |
وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني | عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ |
لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي | موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ |
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ | سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ |
لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكا | وضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ |
ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماً | بالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي |
إِملأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى | وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ |
وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقه | رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ |
سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً | قيثارتي مترنِّماً بغنائي |
أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ | في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ |
النُّور في قلبي وبينَ جوانحي | فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ |
إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي | أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ |
وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُ | إلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ |
أمَّا إِذا خمدت حياتي وانقضى | عُمُري وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي |
وخبا لهيبُ الكون في قلبي الَّذي | قد عاش مِثْلَ الشُّعْلَةِ الحمراءِ |
فأنا السَّعيد بأنَّني مُتحوِّلٌ | عن عالمِ الآثامِ والبغضاءِ |
لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ | وأرتوي من مَنْهَلِ الأَضواءِ |
وأَقولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّموا | هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي |
ورأوْا على الأَشواكِ ظلِّيَ هامِداً | فتخيَّلوا أَنِّي قضيْتُ ذَمائي |
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما | وجدوا ليشوُوا فوقَهُ أشلائي |
ومضَوْا يَمُدُّونَ الخُوَانَ ليأكلوا | لحمي ويرتشفوا عليه دِمائي |
إنِّي أقولُ لهمْ ووجهي مُشرقٌ | وعلى شفاهي بَسْمَةُ استهزاءِ |
إنَّ المعاوِلَ لا تَهُدُّ مناكبي | والنَّارَ لا تأتي على أعضائي |
فارموا إلى النَّار الحشائشَ والعبوا | يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي |
وإذا تمرَّدتِ العَواصفُ وانتشى | بالهولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ |
ورأيتموني طائراً مترنِّماً | فوقَ الزَّوابعِ في الفَضاءِ النَّائي |
فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفوا | خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ |
وهناكَ في أمنِ البيوتِ تطارحوا | غَثَّ الحديثِ وميِّتَ الآراءِ |
وترنَّموا ما شئتمُ بِشَتَائمي | وتجاهَروا ما شئتمُ بعِدائي |
أمَّا أنا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْ | والشَّمسُ والشَّفقُ الجميل إزائي |
مَنْ جَاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُه | لم يحتفل بحِجَارةِ الفلتاءِ |
لا تطيعي هواك أيتها النفس
لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ | سُ، فنعمى المليك فينا ربيبَهْ |
وابن جحشٍ، لمّا تنصّر، لم ترْ | كُنْ، إلى ما يقولُ، أمُّ حَبيبه |
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّة | أوفى من عنترَ ابنِ زَبيبه |
لا أغادي مَفارقي بصبيبٍ | وأخلّي والقفرَ آلَ صبيبه |
إنّ خيراً من اختراشِ ضِباب الأر | ضِ، للناشىء، اتخاذُ ضبيبه |
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمرا | ءَ، وزالت من السّواد الشّبيبه |
فالزمي النّسك إن علقتِ، وفرّي | من ذوي الجهل كي تُعَدّي لبيبه |
هذي رؤوس القمم الشماء
هذي رؤوس القمم الشماء | نواهضا بالقبة الزرقاء |
نواصع العمائم البيضاء | روائع المناطق الخضراء |
يا حسن هذي الرملة الوعساء | وهذه الأودية الغناء |
وهذه المنازل الحمراء | راقية معارج العلاء |
وهذه الخطوط في البيداء | كأنها أسرة العذراء |
وذلك التدبيج في الصحراء | من كل رسم باهر للرائي |
وهذه المياه في الصفاء | آنا وفي الإزباد والإرغاء |
تنساب في الروض على التواء | خفية ظاهرة اللألاء |
ونسم قواتل للداء | يشفين كل فاقد الشفاء |
ومعشر كأنجم الجوزاء | يلتمسون سترة المساء |
في ملعب للطيب والهواء | ومرتع للنفس والأهواء |
ومبعث للفكر والذكاء | ومنتدى للشعر والغناء |
يا وطنا نفديه بالدماء | والأنفس الصادقة الولاء |
ما أسعد الظافر باللقاء | والقرب بعد الهجر والجلاء |
إن أك باكيا من السراء | فإن طول الشوق في التنائي |