أرى الدهر لا يبقي كريما لأهله

أرَى الدّهْرَ لا يُبْقي كَرِيماً لأهْلِهِوَلا تُحرِزُ اللّؤمانَ مِنْهُ المَهارِبُ
أرَى كُلَّ حَيٍّ مَيّتاً، فَمُوَدِّعاًوَإنْ عَاشَ دَهْراً لمْ تَنُبْهُ النّوَائبُ
قصيدة قصيرة للفرزدق

رغبنا في الحياة لفرط جهل

رغبنا في الحياة لفرط جهل ~ وفقد حياتنا حظ رغيب
شكا خزر حوادثها وليث ~ فما رحم الزئير ولا الضغيب
شهدت فلم أشاهد غير نكر ~ وغيبني المنى فمتى أغيب
أبيات شاعر العصر العباسي أبو العلاء المعري

إن الغواني قتلت عشاقها

إِن الغواني قتلت عشاقها ~ يا ليت من جهل الصبابة ذاقها
في صدغهن عقارب يلسعننا ~ ما من لسعن بواجد ترياقها
إِن الشفاء عناق كل خريدة ~ كالخيزرانة لا نمل عناقها
بيض تشبه بالحقاق ثديها ~ من عاجة حكت الثدي حقاقها
يدمي الحرير جلودهن وإنما ~ يكسين من حلل الحرير رقاقها
زانت روادفها دقاق خصورها ~ إِني أحب من الخصور دقاقها
إن التي طرق الرجال خيالها ~ ما كنت زائرها ولا طراقها
قصيدة غزل فاحشة من العصر الأموي للشاعر قيس بن الملوح مجنون ليلى

أتبكي على ليلى ونفسك باعدت

أتبكي على ليلى ونفسك باعدت ~ مزارك من ليلى وشعباكما معا
فما حسن أن تأتي الأَمر طائعاً ~ وتجزعَ أَن داعي الصبابة أسمعا
قفا ودعا نجداً ومن حل بالحمى ~ وقل لنجد عندنا أن يودعا
ولما رأيت البشر أعرض دوننا ~ وجالت بنات الشوق يحنن نزعا
تلفت نحو الحي حتى وجدتني ~ وجعت من الإِصغاء ليتاً وأخدعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ~ عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
وأَذكر أيام الحمى ثم أنثني ~ على كبدي من خشية أن تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع ~ عليك ولكن خل عينيك تدمعا
معي كل غر قد عصى عاذلاته ~ بوصل الغواني من لدن أَن ترَعرَعا
إِذا راح يمشي في الرداءين أسرعت ~ إِليه العيون الناظرات التطلعا
شعر مجنون ليلى الشاعر الأموي قيس بن الملوح

أرى أهل ليلى أورثوني صبابة

أرى أهل ليلى أورثوني صبابة ~ ومالي سِوى ليلى الغداة طبيب
إِذا ما رأوني أظهروا لي مودة ~ ومثل سيوف الهند حين أغيب
فإِن يمنعوا عيني منها فمن لهم ~ بقلب له بين الضلوع وجيب
إِن كان يا ليلى اشتياقي إليكم ~ ضلالا وفي برئي لأَهلك حوب
فما تبت من ذنب إِذا تبت منكم ~ وما الناس إلا مخطئ ومصيب
بنفسي وأهلي من إِذا عرضوا له ~ ببعض الأَذى لم يدر كيف يجيب
ولم يعتذر عذر البَريء ولم يزل ~ به سكنة حتى يقال مريب
فلا النفس يسليها البعاد فتنثني ~ ولا هي عما لا تنال تَطيب
وَكم زفرَة لي لو على البحر أَشرقت ~ لَأَنشفه حر لها ولهيب
ولو أَن ما بي بالحصى فلق الحَصى ~ وبالريح لم يسمع لهنَ هبوب
وأَلقى من الحب المبرِح لوعة ~ لها بين جلدي والعظام دبيب
قصيدة مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

و زائرٍ حببهُ إغبابهُ

و زائرٍ حببهُ إغبابهُ طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَى اجتِنابُهُ
وافاهُ دهرٌ عصلٌ أنيابهُ واجتابَ بطنانَ العجاجِ جابهُ
يدأبُ ما ردَّ الزمانُ دابهُ وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُ وَرَابُهُ
وافى أمامَ هطلهِ ربابهُ باكٍ حزينٌ ، رعدهُ انتحابهُ
جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ ، رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَا هِبَابُهُ
ذيالة ً ذلتْ لها صعابهُ ركبُ حيَّا كانَ الصبا ركابهُ
حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْ أسْبَابُهُ وضربتْ على الثرى عقابهُ
و ضربتْ على الربا قبابهُ وَامْتَدّ في أرْجَائِهِ أطْنَابُهُ
وَتَبِعَ انْسِجَامَهُ انْسِكَابُهُ وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُ اضْطِرَابُهُ
كأنما قدْ حملتْ سحابهُ ركنَ شروري واصطفتْ هضابهُ
جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرى كِتَابُهُ وَشَرِقَتْ بِمَائِهَا شِعَابُهُ
و حليتْ بنورها رحابهُ كَأنّهُ لَمّا انْجَلَى مُنْجَابُهُ
و لمْ يؤمنْ فقدهُ إيابهُ شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ