| الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الغَجَرِ الذَّاهِبِينَ إلى الأنْدَلسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على العَرَبِ الْخَارِجِينَ مِنَ الأنْدلُسْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى على زَمَنٍ ضائعٍ لا يَعودْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على وَطَنٍ ضائعٍ قَدْ يَعودْ ~~~ الكَمَنجاتُ تُحْرقُ غَاباتِ ذَاكَ الظلَامِ الْبعيدِ الْبعيدْ الكَمَنجاتُ تدْمي الْمُدى، وَتَشُمُّ دَمِى في الْوريدْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الْغَجِر الذَّاهبينَ إلى الأَنْدَلُسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على الْعَرَب الْخارِجِينَ منَ الأَنْدلُسْ ~~~ الكَمَنجاتُ خَيْلٌ على وَتَرٍ من سرابٍ وماءٍ يَئنُّ الكَمَنجاتُ حَقْلٌ مِنَ اللَّيْلكِ الْمُتوحِّش يَنْأَى وَيَدْنو ~~~ الكَمَنجاتُ وَحْشٌ يُعَذِّبُهُ ظُفْرُ إمرة مَسَّهُ، وابْتَعَدْ الكَمَنجاتُ جَيْشٌ يُعَمِّرُ مَقْبَرَةً منْ رُخامٍ ومنْ نَهَوَنْدْ ~~~ الكَمَنجاتُ فَوْضى قُلوب تُجنِّنُها الرِّيحُ في قَدَمِ الرَّاقِصَةْ الكَمَنجاتُ أْسْرابُ طيْرٍ تفرُّ منَ الرَّايَة النَّاقِصَةْ ~~~ الكَمَنجاتُ شَكْوى الْحَرير المُجَعِّد فى لَيْلَةِ الْعاشقَةْ الكَمَنجاتُ صَوْتُ النبيذ الْبعيدِ على رغْبَةٍ سابِقَةْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَتْبعُني ههُنا وهناكَ لتثأر مَنِّي الكَمَنجاتُ تَبْحَثُ عنِّى لتقتلني، أَيْنما وَجَدتْني ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى على الْعَربِ الْخارجينَ مِنَ الأَندلُسْ الكَمَنجاتُ تبكى مع الغجر الذَّاهبينَ إلى الأنْدَلُسْ |
شاعر فلسطين
هو الشاعر الكبير محمود درويش قصائد شاعر فلسطين الرائعة في حب فلسطين و حب الوطن أبيات شعر قوية لمحمود درويش.
وأما الربيع
| وأَمَّا الربيعُ فما يكتب الشعراءُ السكارى |
| إذا أَفلحوا في التقاط الزمان السريع |
| بصُنَّارة الكلمات – وعادوا إلى صحوهم سالمين |
| قليلٌ من البرد في جَمْرَةِ الجُلَنار |
| يُخفِّفُ من لسعة النار في الاستعارة |
| لو كنتُ أَقربَ منكِ إلى |
| لقبَّلْتُ نفسي |
| قليلٌ من اللون في زهرة اللوز يحمي |
| السماوات من حجَّة الَوثنَيَّ الأخيرة |
| مهما اختلفنا سَندْرِكُ أَنَّ السعادة |
| ممكنةٌ مثل هَزَّةِ أرضٍ |
| قليلٌ من الرقص في مهرجان الزواج الإباحي |
| بين النباتات سوف ينشِّط دورتنا الدمويَّة |
| لا تعرف البذرة الموت |
| مهما ابتعدنا |
| ولا تخجلُ الأبديَّةُ من أَحَدٍ |
| حين تمنَحُ عانَتَها للجميع |
| هنا – في الربيع السريع |
فراغ فسيح
| فراغ فسيح. نحاس. عصافير حنطيَّة |
| اللون. صفصافَة. كَسَل. أفق مهْمَل |
| كالحكايا الكبيرة. أَرض مجعَّدة الوجه |
| صَيْف كثير التثاؤب كالكلب في ظلِّ |
| زيتونة يابس عرَق في الحجارة |
| شمس عمودية لا حياة ولا موت |
| حول المكان جفاف كرائحة الضوء في القمح |
| لا ماء في البئر و القلب |
| لا حبَّ في عَمَل الحبِّ – كالواجب الوطنيِّ |
| هو الحبّ صحراء غير سياحيَّةٍ غير |
| مرئيَّةٍ خلف هذا الجفاف جفاف |
| كحرية السجناء بتنظيف أعلامهم من |
| براز الطيور جفاف كحقِّ النساء |
| بطاعة أزواجهنَّ وهجر المضاجع, لا |
| عشب أَخضر، لا عشب أَصفر, لا |
| لون في مَرَض اللون, كلّ الجهات |
| رمادٌية |
| لا انتظارٌ إذاً |
| للبرابرة القادمين إلينا |
| غداة احتفالاتنا بالوطنْ |
السروة انكسرت
| السروةُ إنكسَرَتْ كمئذنةٍ، ونامت في |
| الطريق على تَقَشُّف ظِلِّها، خضراءَ، داكنةً، |
| كما هِيَ. لم يُصَبْ أَحدٌ بسوء. مَرّت |
| العَرَباتُ مُسْرِعَةً على أغصانها. هَبَّ الغبارُ |
| على الزجاج السروةُ انكسرتْ، ولكنَّ |
| الحمامة لم تغيِّر عُشَّها العَلَنيَّ في دارٍ |
| مُجَاورةٍ. وحلّق طائران مهاجران على |
| كَفَاف مكانها، وتبادلا بعضَ الرموز. |
| وقالت امرأةٌ لجارتها تُرَى، شأهَدْتِ عاصفةً؟ |
| فقالت لا، ولا جرَّافةً والسروةُ |
| انكسرتْ. وقال العابرون على الحُطام |
| لعلَّها سَئِمَتْ من الإهمال أَو هَرِمَتْ |
| من الأيّام، فَهْيَ طويلةٌ كزرافةٍ، وقليلةُ |
| المعنى كمكنسةِ الغبار، ولا تُظَلِّلُ عاشِقَيْن. |
| وقال طفلٌ كنتُ أَرسمها بلا خطأ، |
| فإنَّ قوامَها سَهْلٌ. وقالت طفلةٌ إن |
| السماءَ اليوم ناقصةٌ لأن السروةٌ انكسرت. |
| وقال فتىً ولكنَّ السماءَ اليوم كاملةٌ |
| لأن السروةَ انكسرتْ. وقُلْتُ أَنا |
| لنفسي لا غُموضَ ولا وُضُوحَ، |
| السروة انكسرتْ، وهذا كُلُّ ما في |
| الأمرِ إنَّ السروة انكسرتْ. |
وقوع الغريب على نفسه في الغريب
| لا اسمَ لنا يا غريبةُ عند وُقُوع |
| الغريب على نفسه في الغريب لَنَا من |
| حديقتنا من أرض ليلك ولتُبْطِني |
| وما تشائين . جئنا على عَجَلٍ من غروب |
| مكانين في زمن واحد وبحثنا معاً |
| عن عناويننا: فاذهبي خَلْف ظلِّك |
| شَرْقَ نشيد الأَناشيد راعيةً للقطا |
| تجدي نجمةً سَكَنَتْ موتها فاصعدي جَبَلاً |
| مُهْمَلاً تجدي أَمسِ يُكْمِلُ دورتَهُ في غدي |
| تجدي أَين نكون معاً |
| واحدٌ نحن في اُثنين |
| فاذهب إلى البحر غَرْبَ كتابك |
| واغطُسْ خفيفاً خفيفاً كأنَّك تحمل |
| نَفْسَكَ عند الولادة في موجتين |
| تجدْ غابةً من حشائش مائيةٍ خفيفاً |
| خفيفاً كأنك لا شيء في أَيَّ سيء |
| تجدنا معاً |
| واحدٌ نحن في اُثنين |
| فاذهب إلى البحر غَرْبَ كتابك |
| واغطُسْ خفيفاً كأنَّك تحمل |
| نَفْسَكَ عند الولادة في موجتين |
| تجدْ غابةً من حشائش مائيةٍ وسماءً |
| من الماء كأنك لا شيء في أَيَّ شيء |
| تجدنا معاً |
| واحدٌ نحن في اُثنين |
| ينقُصُنا أَن نرى كيف كنا هنا يا |
| غريبةُ ظلِّين ينفتحانِ وينغلقانِ على ما |
| تشكَّل من شكلنا يختفي ثم يظهَرُ |
| في جَسَدٍ يختفي في التباس الثنائية |
| الأَبدية ينقُصُنا أَن نعودَ إلى اُثنين |
| كي نتعانق أكثر لا اسم لنا يا غريبة |
| عند وقوع الغريب على نفسه في الغريب |
وأنتِ معي
| وأنتِ معي لا أَقول هنا الآن |
| نحن معاً بل أَقول أَنا أَنتِ |
| والأَبديةُ نسبح في لا مكانْ |
| هواءٌ وماءٌ نفكُّ الرموز نُسَمِّي |
| نُسَمَّى ولا نتكلّم إلاّ لنعلم كم |
| نَحْنُ نَحْنَ وننسى الزمانْ |
| ولا أَتذكَّرُ في أَيَّ أرضٍ وُلدتِ |
| ولا أَتذكر من أَيّ أَرض بُعثتُ |
| هواءٌ وماء ونحن على نجمة طائرانْ |
| وأَنتِ معي يَعْرَقُ الصمتُ يغرورقُ |
| الصَّحْوْ بالغيم، والماءُ يبكي الهواء |
| على نفسه كلما اُتَّحد الجسدانْ |
| ولا حُبَّ في الحبِّ |
| لمنه شَبَقُ الروح للطيرانْ |