كمقابر الشهداء صمُتكِ |
والطريق إلى امتداد |
ويداك – أذكر طائرين |
يحوّمان على فؤادي |
فدعي مخاص البرق |
للأفق المعبّأ بالسواد |
و توقّعي قبلاً مُدمّاةً |
و يوماً دون زادِ |
و تعوِّدي ما دُمتِ لي |
مَوتي – وَ أحزان البعادِ |
كفنّ مناديل الوداع |
وخَفَق ريح في الرمادِ |
ما لوّحت إلاّ ودم سال |
في أغوار وادِ |
وبكى لصوتٍ ما، حنين |
في شراع السندبادِ |
رُدّي، سألتُكِ شهقة المنديل |
مزمارا ينادي |
فرحي بأن ألقاك وعدا |
كان يكبر في بعادي |
ما لي سوى عينيك لا تبكي |
على موتٍ معادِ |
لا تستعيري من مناديلي |
أناشيد الودادِ |
أرجوكِ! لفيها ضماداً |
حول جرحٍ في بلادي |
شاعر فلسطين
هو الشاعر الكبير محمود درويش قصائد شاعر فلسطين الرائعة في حب فلسطين و حب الوطن أبيات شعر قوية لمحمود درويش.
كتابة بالفحم المحترق
مدينتنا – حوصرت في الظهيرة |
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار |
لقد كذب اللون |
لا شأن لي يا أسيرة |
بشمس تلمّع أوسمة الفاتحين |
وأحذية الراقصين |
ولا شأن لي يا شوارع إلا |
بأرقام موتاك |
فاحترقي كالظهيرة |
كأنك طالعة من كتاب المراثي |
ثقوب من الضوء في وجهك الساحليّ |
تعيد جبيني إليّ |
وتملأني بالحماس القديم إلى أبويّ |
و ما كنت أؤمن إلاّ |
بما يجعل القلب مقهى و سوق |
ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب |
لأبحث عن مصدر آخر للبروق |
وشكل جديد لوجه الحبيب |
رأيت الشوارع تقتل أسماءها |
وترتيبها |
وأنت تظلين في الشرفة النازلة |
إلى القاع |
عينين من دون وجه |
ولكن صوتك يخترق اللوحة الذابلة |
مدينتنا حوصرت في الظهيرة |
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار |
لوحة على الجدار
ونقول الأن أشياء كثيرة |
عن غروب الشمس في الأرض الصغيرة |
وعلى الحائط تبكي هيروشيما |
ليلة تمضي و لا نأخذ من عالمنا |
غير شكل الموت |
في عز الظهيرة |
و لعينيك زمان آخر |
ولجسمي قصة أخرى |
وفي الحلم نريد الياسمين |
عندما وزّعنا العالم من قبل سنين |
كانت الجدران تستعصي على الفهم |
وكان الأسبرين |
يرجع الشبّاك و الزيتون و الحلم إلى أصحابه |
كان الحنين |
لعبة تلهيك عن فهم السنين |
و نقول الآن أشياء كثيرة |
عن ذبول القمح في الأرض الصغيرة |
وعلى الحائط تبكي هيروشيما |
خنجرا يلمح كالحق و لا نأخذ عن عالمنا |
غير لون الموت |
في عز الظهيرة |
في اشتعال القبلة الأولى |
يذوب الحزن |
والموت يغني |
وأنا لا أحزن الآن |
ولكني أغني |
أي جسم لا يكون الآن صوتا |
أي حزن |
لا يضم الكرة الأرضية الآن |
إلى صدر المغني |
و نقول الآن أشياء كثيرة |
عن عذاب العشب في الأرض الصغيرة |
وعلى الحائط تبكي هيروشيما |
قبلة تنسى ولا نأخذ من عالمنا |
غير طعم الموت |
في عزّ الظهيرة |
ألف نهر يركض الآن |
وكل الأقوياء |
يلعبون النرد في المقهى |
ولحم الشهداء |
يختفي في الطين أحيانا |
وأحيانا يسلي الشعراء |
وأنا يا امرأتي أمتصّ من صمتك |
في الليل حليب الكبرياء |
و نقول الآن أشياء كثيرة |
عن ضياع اللون في الأرض الصغيرة |
وعلى الحائط تبكي هيروشيما |
طفلة ماتت و لا نأخذ من عالمنا |
غير صوت الموت |
في عز الظهيرة |
إلهي أعدني
إلهي أعدني إلى وطني عندليب |
على جنح غيمة |
على ضوء نجمة |
أعدني فلّة |
ترف على صدري نبع وتلّة |
إلهي أعدني إلى وطني عندليب |
عندما كنت صغيراً وجميلاً |
كانت الوردة داري والينابيع بحاري |
صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ |
هل تغيرت كثيراً |
ما تغيرت كثيراً |
عندما نرجع كالريح الى منزلنا |
حدّقي في جبهتي |
تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق |
تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا |
المستحيل
أموت اشتياقا أموت احتراقا وشنقا أموت وذبحا أموت ولكنني لا أقول مضى حبنا و انقضى حبنا لا يموت |