لقد طرقتني أم خشف وإنها

لقد طرقتني أم خشف وإنها ~ إِذا صرعَ القوم الكرى لطروق
أقام فريق من أناس بودهم ~ بذات الشرى عندي وبات فريق
بحاجة محزون كئيب فؤاده ~ رهين ببيضات الحجال صديق
تخيلن أن هبت لهن عشية ~ جنوب وأن لاحت لهن بروق
فيا كبدا أخشى عليها وإِنها ~ مخافة هضبات اللوى لخفوق
كأَن فضول الرقم حين جعلنها ~ غريا على أدم الجمال عذوق
وفيهن من نجل النساء نجيبة ~ تكاد على غر السحاب تروق
هجان فأما الضعص من أخرياتها ~ فوعث وأما خصرها فدقيق
قصيدة للشاعر الأموي قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى

أتبكي على ليلى ونفسك باعدت

أتبكي على ليلى ونفسك باعدت ~ مزارك من ليلى وشعباكما معا
فما حسن أن تأتي الأَمر طائعاً ~ وتجزعَ أَن داعي الصبابة أسمعا
قفا ودعا نجداً ومن حل بالحمى ~ وقل لنجد عندنا أن يودعا
ولما رأيت البشر أعرض دوننا ~ وجالت بنات الشوق يحنن نزعا
تلفت نحو الحي حتى وجدتني ~ وجعت من الإِصغاء ليتاً وأخدعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ~ عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
وأَذكر أيام الحمى ثم أنثني ~ على كبدي من خشية أن تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع ~ عليك ولكن خل عينيك تدمعا
معي كل غر قد عصى عاذلاته ~ بوصل الغواني من لدن أَن ترَعرَعا
إِذا راح يمشي في الرداءين أسرعت ~ إِليه العيون الناظرات التطلعا
شعر مجنون ليلى الشاعر الأموي قيس بن الملوح

فإن ترجع الأيام بيني وبينها

فإِن ترجع الأيّام بيني وبينها ~ بذي الأثل صيفاً مثل صيفي ومربعي
أَشد بأعناق النوى بعد هذه ~ مرائر إن جاذبتها لم تقطع
أبيات لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

أمن أجل غربان تصايحن غدوة

أمن أجل غربان تصايحن غدوة ~ ببينونة الأحباب دمعك سافح
نعم جادت العينان مني بعبرة ~ كما سل من نظم اللآلي تطارح
ألا يا غراب البين لا صحت بعده ~ وأمكن من أوداج حلقك ذابح
يروع قلوب العاشقين ذوى الهوى ~ إذا أمنوا الشحاج أنك صائح
وعد سواء الحب واتركه خالياً ~ وكن رجلاً واجمح كما هو جامح
شعر مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

رعاة الليل مافعل الصباح

رعاة الليل ما فعل الصباح ~ وما فعلت أوائله الملاح
وما بال الذين سبوا فؤادي ~ أقاموا أم أجد بهم رواح
وما بال النجوم معلقات ~ بقلب الصب ليس لها براح
لها فرخان قد تركا بقفر ~ وعشهما تصفقه الرياح
إذا سمعا هبوب الريح هبا ~ وقالا أمنا، تأتي الرواح
فلا بالليل نالت ما ترجى ~ ولا في الصبح كان لها براح
رعاة الليل كونوا كيف شئتم ~ فقد أودي بي الحب المناح
قصيدة لقيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى

هذا أنا

1
أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
وطعنت آلافاً من المرات
حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
ولعنت في كل اللغات ..
وصار يقلقني بأن لا ألعنا …
ولقد شنقت على جدار قصائدي
ووصيتي كانت ..
بأن لا أدفنا .
وتشابهت كل البلاد ..
فلا أرى نفسي هناك
ولا أرى نفسي هنا …
وتشابهت كل النساء
فجسم مريم في الظلام .. كما منى ..
ما كان شعري لعبةً عبثيةً
أو نزهةً قمريةً
إني أقول الشعر ـ سيدتي ـ
لأعرف من أنا ….
2
يا سادتي:
إني أسافر في قطار مدامعي
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى ؟
إني أفكر باختراع الماء ..
إن الشعر يجعل كل حلمٍ ممكنا
وأنا أفكر باختراع النهد ..
حتى تطلع الصحراء ، بعدي ، سوسنا
وأنا أفكر باختراع الناي ..
حتى يأكل الفقراء ، بعدي ، (الميجنا ) .
إن صادروا وطن الطفولة من يدي
فلقد جعلت من القصيدة موطنا ..
3
يا سادتي:
إن السماء رحيبةً جداً..
ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا ..
وتقاسموا أوطاننا ..
وتقاسموا أجسادنا ..
لم يتركوا شبراً لنا..
يا سادتي:
قاتلت عصراً لا مثيل لقبحه
وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا ..
أنا لست مكترثاً
بكل الباعة المتجولين ..
وكل كتاب البلاط ..
وكل من جعلوا الكتابة حرفةً
مثل الزنى …
4
يا سادتي :
عفواً إذا أقلقتكم
أنا لست مضطراً لأعلن توبتي
هذا أنا …
هذا أنا …
هذا أنا …