أيتها الأنثى التي في صوتها |
تمتزج الفضة … بالنبيذ … بالأمطار |
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار |
ويستعد العمر للإبحار |
أيتها الأنثى التي |
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون |
يا وردتي |
ونجمتي |
وتاج رأسي |
ربما أكون |
مشاغبا … أو فوضوي الفكر |
أو مجنون |
إن كنت مجنونا … وهذا ممكن |
فأنتِ يا سيدتي |
مسؤولة عن ذلك الجنون |
أو كنت ملعونا وهذا ممكن |
فكل من يمارس الحب بلا إجازة |
في العالم الثالث |
يا سيدتي ملعون |
فسامحيني مرة واحدة |
إذا انا خرجت عن حرفية القانون |
فما الذي أصنع يا ريحانتي |
إن كان كل امرأة أحببتها |
صارت هي القانون |
نزار قبانى غزل
و حب و غرام أبيات شعر لشاعر المرأة الشاعر السوري الكبير نزار قباني.
شمعة و نهد
ياصاحبي في الدفء | إني أختك الشمعة |
أنا .. وانت .. والهوى | في هذه البقعة |
أوزعُ الضوء .. أنا وأنت للمتعة | في غرفةٍ فنانةٍ .. تلفها الروعة |
يسكنُ فيها شاعرٌ .. أفكاره بدعة | يرمقنا .. وينحني |
يخط في رقعة | صنعته الحرف .. فيا لهذه الصنعة |
يانهدُ .. إني شمعهٌ | عذراءُ .. لي سمعة |
إلى متى؟ نحنُ هنا ياأشقر الطلعة | يادورق العطور .. لم يترك به جرعة |
أحلمهٌ حمراءُ .. هذا | الشيء .. أم دمعة |
أطعمته .. يانهدُ قلبي | قطعةً .. قطعة |
تلفت النهدُ لها | وقال: ياشمعة |
لا تبخلي عليه من | يعطي الورى ضلعه |
أكرهها و أشتهي وصلها
أكرهها وأشتهي وصلَها | وإنني أحب كرهي لها |
أحب هذا اللؤمَ في عينِها | وزورََها إن زوَّرتْ قولَها |
وألمحُ الكذبةَ في ثغرِها | دائرةً باسطةً ظلََّها |
عينٌ كعينِ الذئبِ محتالةٌ | طافتْ أكاذيبُ الهوى حولَها |
تقولُ: أهواكَ، و أهدابُها | تقولُ: لا أهوى |
فياويلَها | قد سكنَ الشيطانُ أحداقَها |
وأطفأتْ شهوتُهأ عقلَها | أشكّ في شكّي إذا أقبلتْ باكيةً |
شارحةً ذلَّها | فإنْ ترفَّقتُ بها استكبرتْ |
وجرَّرت ضاحكةً ذيلَها | إن عانقتني كسّرتْ أضلعي |
وأفرغتْ على فمي غلَّها | يحبّها حِقدي ويا طالما وَدِدتُ .. إذ طوقتُها قتلَها |
زيديني عشقا زيديني
زيديني عِشقاً.. زيديني | يا أحلى نوباتِ جُنوني |
يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي | يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ |
زيديني غرقاً يا سيِّدتي | إن البحرَ يناديني |
زيديني موتاً | علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني |
جِسمُكِ خارطتي.. ما عادت | خارطةُ العالمِ تعنيني |
أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ | وجُرحي نقشٌ فرعوني |
وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ | من بيروتَ.. إلى الصِّينِ |
وجعي قافلةٌ.. أرسلها | خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ |
في القرنِ السَّابعِ للميلاد | وضاعت في فم تَنّين |
عصفورةَ قلبي، نيساني | يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ |
يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار | ونكهةَ شكي، ويقيني |
أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني | أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُميني |
أشعرُ بالبردِ.. فغطيني | إحكي لي قصصاً للأطفال |
وظلّي قربي | غنِّيني |
فأنا من بدءِ التكوينِ | أبحثُ عن وطنٍ لجبيني |
عن حُبِّ امرأة | يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني |
عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني | لحدودِ الشمسِ.. ويرميني |
عن شفة امرأة تجعلني | كغبار الذهبِ المطحونِ |
نوَّارةَ عُمري، مَروحتي | قنديلي، بوحَ بساتيني |
مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ | وضعيني مشطاً عاجياً |
في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني | أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ |
بقيت في دفترِ تشرينِ | يدهسني حبك |
مثل حصانٍ قوقازيٍ مجنونِ | يرميني تحت حوافره |
يتغرغر في ماء عيوني | من أجلكِ أعتقتُ نسائي |
وتركتُ التاريخَ ورائي | وشطبتُ شهادةَ ميلادي.. وقطعتُ جميعَ شراييني |
أحبك أحبك
هل عندك شك انك أحلى امرأه في الدنيا – وأهم امرأه في الدنيا |
هل عندك شك أني حين عثرت عليك – ملكت مفاتيح الدنيا |
هل عندك شك أن دخولك في قلبي – هو أعظم يوم في التاريخ.. وأجمل خبر في الدنيا |
هل عندك شك في من أنت – يا من تحتل بعينيها اجزاء الوقت |
يا امرأه تكسر، حين تمر، جدار الصوت |
لا أدري ماذا يحدث لي – فكأنك أنثاي الأولى.. وكأني قبلك ما أحببت |
وكأني ما مارست الحب … ولا قبلت ولا قبلت… |
ميلادي أنت … وقبلك لا أتذكر أني كنت.. وغطائي أنت .. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت |
وكأني أيتها الملكه… من بطنك كالعصفور خرجت |
هل عندك شك أنك جزء من ذاتي – وبأني من عينيك سرقت النار |
وقمت بأ خطر ثوراتي – أيتها الورده …والياقوته ….والريحانه |
والسلطانه – والشعبيه… والشرعيه بين جميع الملكات |
يا سمكا يسبح في ماء حياتي – ياقمرا يطلع كل مساء من نافذه الكلمات |
يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي.. يا أ خر وطن أولد فيه.. وأدفن فيه |
وأنشر فيه كتاباتي – يا أمرأه الدهشه …يا أمرأتي |
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك |
لا أدري كيف مشيت إلي – وكيف مشيت اليك |
يا من تتزاحم كل طيور البحر – لكي تستوطن في نهديك |
كم كان كبيرا حظي حين عليك – يا أمرأة تدخل في تركيب الشعر |
دافئه أنت كرمل البحر – رائعه أنت كليله قدر |
من يوم طرقت الباب علي …. ابتدأ العمر |
كم صار جميلا شعري – حين تثقف بين يديك |
كم صرت غنيا …وقويا – لما أهداك الله إلي |
هل عندك شك أنك قبس من عيني – ويداك هما استمرار ضوئي ليدي |
هل عندك شك – أن كلامك يخرج من شفتي؟ |
هل عندك شك – أني فيك …وأنك في؟؟ |
يا نارا تجتاح كياني – يا ثمرا يملأ أغصاني |
يا جسدا يقطع مثل السيف – ويضرب مثل البركان |
يا نهدا …. يعبق مثل حقول التبغ – ويركض نحوي كحصان |
قولي لي … كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان |
قولي لي… ماذا أفعل فيك؟ أنا في حاله أدمان |
قولي ما الحل؟ فأ شواقي – وصلت لحدود الهذيان |
يا ذات الأنف الأ غريقي – وذات الشعر الأسباني |
يا امرأة لا تتكرر في الآف الأزمان .. يا أمراه ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني |
من أين أتيت؟ وكيف أتيت – وكيف عصفتي بوجداني |
يا إحدى نعم الله علي – وغيمه حب وحنان |
يا أغلى لؤلؤه بيدي – آه كم ربي أعطاني |
إكبري عشرين عاما
إكبري عشرين عاماً.. ثم عودي..
إن هذا الحب لا يرضي ضميري
حاجز العمر خطيرٌ.. وأنا
أتحاشى حاجز العمر الخطير..
نحن عصران.. فلا تستعجلي
القفز، يا زنبقتي، فوق العصور..
أنت في أول سطر في الهوى
وأنا أصبحت في السطر الأخير..