عواصفنا الجميلة

لنا مزاجية البحر
وجنونه.. وتحولاته
ولنا أيضاً.. مراهقة الزبد
وحماقة الأمواج
نقاتل بعضنا بعضاً
ونكسر بعضنا بعضاً
وعندما تهدأ العاصفة
نتدحرج على الرمل
كطفلين في عطلتهما المدرسية
أبيات نزار قباني

أفيقي

أفيقي من الليلة الشاعِلَةورُدِّي عباءَتكِ المائِلَة
افيقي فإنَّ الصباحَ المُطِلَّسيفضحُ شهوتَكِ السافلة
مُغامِرَةَ النَهْدِ رُدِّي الغطاءَعلى الصدرِ والحَلْمةِ الآكلة
وأينَ ثيابُكِ بَعْثَرتِهالدى ساعة اللذّةِ الهائلَة
كفاكِ فحيحاً بصدرِ السريرِكما تنفُخُ الحيةُ الصائلة
افيقي فقد مرَّ ليلُ الجنونِوأقبلتِ الساعةُ العاقلَة
هو الطينُ ليس لطينٍ بقاءٌولذَّاتُهُ وَمْضةٌ زائلَة
لقد غَمَرَ الفَجْرُ نهديْكِ ضوءاًفَعُودي إلى أُمِّكِ الغافلَة
ستمضي الشهورُ وينمو الجنينُويفضحكِ الطِفْلُ والقابلَة
قصيدة نزار القباني

حبيبتي هي القانون

أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة … بالنبيذ … بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا … أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنونا … وهذا ممكن
فأنتِ يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا انا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
أبيات نزار قباني

أحبك أحبك

هل عندك شك انك أحلى امرأه في الدنيا – وأهم امرأه في الدنيا
هل عندك شك أني حين عثرت عليك – ملكت مفاتيح الدنيا
هل عندك شك أن دخولك في قلبي – هو أعظم يوم في التاريخ.. وأجمل خبر في الدنيا
هل عندك شك في من أنت – يا من تحتل بعينيها اجزاء الوقت
يا امرأه تكسر، حين تمر، جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي – فكأنك أنثاي الأولى.. وكأني قبلك ما أحببت
وكأني ما مارست الحب … ولا قبلت ولا قبلت…
ميلادي أنت … وقبلك لا أتذكر أني كنت.. وغطائي أنت .. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت
وكأني أيتها الملكه… من بطنك كالعصفور خرجت
هل عندك شك أنك جزء من ذاتي – وبأني من عينيك سرقت النار
وقمت بأ خطر ثوراتي – أيتها الورده …والياقوته ….والريحانه
والسلطانه – والشعبيه… والشرعيه بين جميع الملكات
يا سمكا يسبح في ماء حياتي – ياقمرا يطلع كل مساء من نافذه الكلمات
يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي.. يا أ خر وطن أولد فيه.. وأدفن فيه
وأنشر فيه كتاباتي – يا أمرأه الدهشه …يا أمرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا أدري كيف مشيت إلي – وكيف مشيت اليك
يا من تتزاحم كل طيور البحر – لكي تستوطن في نهديك
كم كان كبيرا حظي حين عليك – يا أمرأة تدخل في تركيب الشعر
دافئه أنت كرمل البحر – رائعه أنت كليله قدر
من يوم طرقت الباب علي …. ابتدأ العمر
كم صار جميلا شعري – حين تثقف بين يديك
كم صرت غنيا …وقويا – لما أهداك الله إلي
هل عندك شك أنك قبس من عيني – ويداك هما استمرار ضوئي ليدي
هل عندك شك – أن كلامك يخرج من شفتي؟
هل عندك شك – أني فيك …وأنك في؟؟
يا نارا تجتاح كياني – يا ثمرا يملأ أغصاني
يا جسدا يقطع مثل السيف – ويضرب مثل البركان
يا نهدا …. يعبق مثل حقول التبغ – ويركض نحوي كحصان
قولي لي … كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان
قولي لي… ماذا أفعل فيك؟ أنا في حاله أدمان
قولي ما الحل؟ فأ شواقي – وصلت لحدود الهذيان
يا ذات الأنف الأ غريقي – وذات الشعر الأسباني
يا امرأة لا تتكرر في الآف الأزمان .. يا أمراه ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت؟ وكيف أتيت – وكيف عصفتي بوجداني
يا إحدى نعم الله علي – وغيمه حب وحنان
يا أغلى لؤلؤه بيدي – آه كم ربي أعطاني
أقوى قصائد الشاعر نزار قباني

إلى عينين شماليتين

تعتبر قصيدة إلى عينين شماليتين للشاعر نزار قباني من إحدى القصائد التصويرية التي نجح الشاعر في تجسيدها ليتم تصوير الشخصيات خلال إلقاء القصيدة، وتدل القصيدة على براعة الشاعر في تخيل المرأة ومدى اللباقة التي يعبر بها نزار عن مدى إعجابه بها.

في خلال مسيرة نزار قباني في تأليف القصائد الشعرية، قد كان الاهتمام الأكبر له خلال ذلك المشوار الطويل للمرأة، حيث إنه كان يمتلك نظرة وأسلوبا خاصا يقوم بالتحدث عنه خلال كتاباته، وذلك من خلال التحدث عن الأم أو الزوجة أو الحبيبة وحتى عن الطفلة، وتكون كلمات قصيدة إلى عينين شماليتين على النحو التالي:

استوقفتني، والطريق لنا .. ذات العيون الخضر تشكرني

 آرمتني- قالت – بأغنية .. والشعر يكرم إذ يكرمني

لا تشكريني واشكري أفقاً .. نجماته نزلت تطوقني

وجنينة خضراء إن ضحكت .. فعلى حدود النجم تزرعي

شاء الصنوبر أن أصوره .. أأرد مطلبه.. أيمكنني؟

ونظرت في عيني محدثي .. والمد يطويني وينشرني

فإذا الكروم هناك عارشة .. وإذا القلوع الخضر تحملني

هذه بحار أنت أجهلها .. لأبر- بعد اليوم- يا سفني

معنا الرياح  فقل لأشرعتي .. عبي المدى الزيتي، واحتضني

خجل إذا لم ترس صاريتي في مرفأين بآخر الزمن ماذا؟

أيتعبك المدى؟ أبداً .. لا شيء في عينيك يتعبني

أرجو الضياعَ، وأستريح له .. يا ويل درب لا يضيعني..

وتطلعت فطريق ضيعتنا .. مازلت أعرفها وتعرفني

بيتي وبيت أبي وبيدرنا .. وشجيرة النارنج تحضنني

تاهت بعينيها وما علمت .. إني عبدت بعينها وطني