| رُوَيْداً عليها إنها مُهَجَاتُ | وفي الدهْرِ مَحْياً لامرِئٍ ومَماتُ |
| أرى غَمَراتٍ ينْجَلِينَ عن الفَتى | ولكن تُوَافي بعْدَها غَمَرات |
| ولا بُدّ للإنْسانِ مِن سُكْرِ ساعةٍ | تَهُونُ عليه غيرَها السّكَرات |
| ألا إنما الأيّامُ أبْناءُ واحِد | وهَذي الليالي كلّها أخَوات |
| فلا تَطْلُبَنْ مِن عندِ يوْمٍ وليْلَةٍ | خِلافَ الذي مَرّتْ به السّنَوات |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
كم غادة مثل الثريا في العلا
| كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلا | والحُسن قد أضحى الثرى من حُجبِها |
| ولِعُجْبِها ما قرّبتْ مِرآتَها | نزّهْتُ خِلّي عنْ مقالي عُجْ بها |
انفرد اللَّه بسلطانه
| انفردَ اللَّهُ بسلطانه | فما له في كلّ حالٍ كِفاءْ |
| ما خَفِيَتْ قدرتُه عنكمُ | وهل لها عن ذي رشادٍ خَفاءْ |
| إن ظهَرت نارٌ، كما خبّروا | في كلّ أرضٍ، فعلينا العَفاءْ |
| تهوي الثريّا، ويلين الصّفا | من قبل أن يوجَدَ أهلُ الصّفاء |
| قد فُقِد الصدق ومات الهدى | واستُحسنَ الغدرُ وقلّ الوفاء |
| واستشعر العاقلُ، في سُقمهِ | أنّ الردى، مما عناه، الشِّفاء |
| واعترفَ الشيخُ بأبنائهِ | وكلهم يَنذِرُ منه انتفاء |
| رَبّهم بالرفقِ، حتى إذا | شبّوا عنا الوالدَ منهم جفاء |
| والدّهرُ يشتفُّ أخلاّءهُ | كأنما ذلك منه اشتفاء |
لم يقدر اللَّه تهذيبا لعالمنا
| لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا | فلا ترومنّ للأقوام تهذيبا |
| ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُ | فتستفيدَ من التّصديق تكذيبا |
| إن عذّبَ اللَّه قوماً باجترامِهمُ | فما يريدُ لأهل العدلِ تعذيبا |
| يغدو على خلّه الإنسانُ يظلمُه | كالذّيبِ يأكلُ عند الغِرّةِ الذّيبا |
كم أمة لعبت بها جهالها
| كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها | فتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها |
| الخوفُ يلجئها إلى تصديقها | والعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها |
| وجِبلّةُ الناس الفساد، فظَلَّ من | يسمو بحكمتهِ إلى تهذيبها |
| يا ثُلّةً في غفلةٍ، وأُوَيسُها الـ | قَرَنيُّ مثلُ أُوَيسها، أي ذيبها |
| سبحان مُجمد راكِدٍ ومُقرِّه | ومُمِير لجّة زاخرٍ ومذيبها |
زارت عليها للظلام رواق
| زارَتْ عليها للظّلامِ رِواق | ومِنَ النّجومِ قَلائِدٌ ونِطاقُ |
| والطوْقُ من لُبْسِ الحَمامِ عهِدتُه | وظِباءُ وَجْرَةَ ما لها أطْواقُ |
| ومن العجائِبِ أنّ حَلْيَكِ مُثْقِلٌ | وعليكِ من سَرَقِ الحَريرِ لِفاق |
| وصُوَيْحِباتُكِ بالفَلاةِ ثِيابُها | أوْبارُها وحُلِيّها الأرْواق |
| لم تُنْصِفي غُذّيتِ أطيَبَ مَطْعَمٍ | وغِذاؤهُنّ الشَّتُّ والطُّبّاق |
| هل أنتِ إلّا بعضُهُنّ وإنّما | خَيرُ الحَياةِ وشَرُّها أرْزاق |
| حَقٌّ عليها أنْ تَحِنّ لمَنْزِلٍ | غُذِيَتْ به اللذّاتِ وهْيَ حِقاق |
| لِيْمَتْ وليْلُ اللائِمِينَ تَعانُقٌ | حتى الصّباحِ وليْلُها الإِعْناق |
| ما الجِزْعُ أهْلٌ أنْ تُرَدّدَ نَظْرَةٌ | فيه وتُعْطَفَ نحوَهُ الأعْناق |
| لا تَنْزِلي بِلِوَى الشقائِقِ فاللّوى | ألْوَى المَواعِدَ والشقِيقُ شِقاق |