عطر الحياة

أمي يا عطر الحياة المتجددِ
جئنا زوارا في الموعدِ
وعلى القلب الحزين سكبنا جيش الدموع الهتون السرمدي
لعلها تهدهد لوعة الفراق وتطفئ نار الشوق المتفرد
صورتك صوتك ومبسمك عالقون بأذهاننا
حاضرة مهما بعدت ولن تبعدي
منذ ارتديتِ ثيابك البيضاء على عجلٍ
ونحن ندعو لك دعاء المحبين لتفوزي بجنان الفردوس وتسعدي
أمي يا رُبى العطاء والموردِ
يا قِبلة البِر وكعبة الأبناء وتطواف التوددِ
أنت التي يهيج الحنين الدفاق بذكرها
كلما هممنا بالدخول إلى محرابك دون ترددِ
أماه ذكرك دعائي وحبل تعبدي
وأرواحنا من النوى تشتاق طيفك الباسم المغردِ
أماه القلب الكبير والصبر والجلدُ
أماه العطاء والحٌنو والكدُّ والسندُ
أماه الخصال الحُسنى والسجايا المُثلى
وروحا لن يجئ مثلها أحدُ
أماه إن شاء الله دار الحسنى مقرك
ولنا لقاء إن شاء الإله في جنان الفردوس دون كمدِ.
كتبتها صباح القصير من المغرب

إلى أمي

أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي
خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبٍ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي
بخصلةِ شَعر
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع
لعشِّ انتظاركْ
محمود درويش في حب الأم

أمي

في أيام الصيف..
أذهب إلى حديقة النباتات في جنيف
لأزور أمي…
فهي تعمل بستانية لدى الحكومة السويسرية
وتقبض عشرة فرنكات
عن كل وردة شامية
تزرعها لهم…