| هَدِيَّةٌ مِن شاعِرٍ بائِسٍ | إِلى الدِمِرداشي وَلِيِّ النِعَم |
| يُشرِكُ بِاللَهِ وَلا يَشتَرِك | في نُسخَةٍ فيها ضُروبُ الحِكَم |
شاعر النيل
شاعر النيل هو الشاعر الكبير حافظ ابراهيم هنا مجموعة مميزة من قصائد شاعر النيل حافظ إبراهيم.
لا غرو إن أشرق في منزلي
| لا غَروَ إِن أَشرَقَ في مَنزِلي | في لَيلَةِ القَدرِ مُحَيّا الوَزير |
| فَالبَدرُ في أَعلى مَداراتِهِ | لِلعَينِ يَبدو وَجهُهُ في الغَدير |
يا من خلقت الدمع لطفاً
| يا مَن خَلَقتَ الدَمعَ لُط | فاً مِنكَ بِالباكي الحَزين |
| بارِك لِعَبدِكَ في الدُمو | عِ فَإِنَّها نِعمَ المُعين |
يا شاعر النيل جار النيل بالشيم
| يَا شَاعِرَ النِّيلِ جَارِ النِّيلَ بِالشِّيَمِ – وَحَاكَ أَطْيَارَهُ بِالشَّدْوِ وَالنَّغَمِ فِي ضِفَّتَيْهِ وَفِي تَغْرِيدِ صَادِحِهِ – مَا فِي نَظِيمِكَ بَيْنَ الْوَحْيِ وَالكَلمِ وَفِي مَعَانِيكَ مِنْ أَرْوَاحِ جَنَّتِهِ – أَشْفَى النُّسَيْمَاتِ لِلأَرْوَاحِ وَالنَّسَمِ شِعْرٌ كَأَنَّ مَفِيضَ الخَيْرِ سَالَ بِهِ – عَلَى النُّهَى سَيلَهُ فِي القَاعِ وَالأَكَمِ كِلاهُمَا مُخْصِبٌ قَحْلاً فَمُخْرِجُهُ – حَقْلاً وَمُؤْنِسُهُ فِي وَحْشَةِ الدِّيَمِ يَطْغَى فَيَغْشَى عَبُوسَ الْوَجْهِ أَمْرَدَهُ – وَيَنْجَلِي عَنْ عِذَارٍ فِيهِ مُبْتَسِمِ بِذَلِكَ الشِّعْرِ صِفْ مِصْراً وَأُمَّتَهَا – صِفْ كُلَّ مَعْنَىً بِهَا كَالنَّافِحِ الشَّبِمِ صِفْ ذَلِكَ اللُّطْفَ لَوْ عَزَّتْ بِهِ أُمَمٌ – يَوْماً لَعَزَّتْ بِهِ مِصْرٌ عَلَى الأُمَمِ صِفْ ذَلِكَ الأُنْسَ يَجْرِي مِنْ مَنَابِعِهِ – عَذْبَ المَنَاهِلِ مَبْذُولاً لِكُلِّ ظَمِي صِفْ ذَلِكَ الرِّفْقِ يَقْضِي فِي تَرَقْرُقِهِ – مَا لَيْسَ رِقَاقُ السُّمْرِ وَالخُذُمِ صِفْ مَا يَشَاءُ جَمَالُ الطَّبْعِ مِنْ دَعَةٍ – وَمَا يَشَاءُ حَلالُ النَّفْسِ مِنْ كَرَمِ تِلْكَ الْخَلائِقُ لا يَجْلُو رَوَائِعَهَا – نَظْمٌ كَنَظْمِكَ مِنْ جَزْلٍ وَمُنْسَجِمِ إِنِّي أَوَدُّ لَهَا وَصْفاً وَيَرْجِعُنِي – عَنْهُ قُصُورِي إِذَا حَثَّ الْهَوَى قَلَمِي مَن لِي بِنَظْمِكَ أَسْتَدْنِي بِمُعْجِزِهِ – أَقْصَى مَرَامٍ لآمَالِي عَلَى هِمَمِي حَمْداً لِمِصْرَ وَإِطْرَاءً لأُمَّتِهَا – عَنْ صَادِقٍ فِيهُمَا عَالٍ عَنِ التُّهَمِ مِصْرُ الْحَضَارَةُ وَالآثَارُ شَاهِدَةٌ – مِصْرُ السَّمَاحَةُ مِصْرُ المَجْدُ مِنْ قِدَمِ مِصْرُ العَزِيزَةُ إِنْ جَارَتْ وَإِنْ عَدَلَتْ – مِصْرُ الْحَبِيبَةُ إِنْ نَرحَلْ وَإِنْ نُقِمِ نَحْنَ الضيُوفَ عَلَى رَحْبٍ وَمَكْرُمَةٍ – مِنْهَا وَإِنَّا لَحَفَّاظُونَ لِلذِّمَمِ جِئْنَا حِمَاهَا وَعِشْنَا آمِنِينَ بِهِ – مُمَتَّعِينَ كَأَنَّ العَيْشَ فِي حُلمِ فَأَيُّنَا قَابَلَ النُّعْمَى بِسَيِّئَةٍ – فَإِنَّنَا مُلْزِمُوهُ أَنْكَرَ الْحُرَمِ وَمَنْ يَنَلْهُ بإِيذَاءٍ فَإِنَّ بِنَا – ضِعْفَيْهِ مِنْ أَثَرِ الإيذَاءِ وَالأَلَمِ لَكِنَّ قَوْمِي أَبْرَارُ القُلُوبِ بِهِ – دَعِ المُرِيبَ الَّذِي يَدْعُو إِلَى وَهَمِ لا بَارَكَ اللهُ فِي سَاعٍ بِتَفْرِقَةٍ – بَيْنَ الصَّفَيْنِ وَالْجَارَيْنِ مِنْ أَممِ يَا حَافِظَ الْخَيْرِ كُنْ فِي عَقْدِ وُدِّهِمَا – فَرِيدَةَ العِقْدِ يَلْبَثُ غَيْرَ مُنْفَصِمِ أَكْشِفْ بِحَزْمِكَ أَسْتَارَ الْحَفِيظَةِ عَنْ – فَخٍّ تُصادُ بِهِ الأَعْرابُ لِلْعَجَمِ أَلشَّاعِرُ الْحَقُّ مَنْ يَجْلُو الشُّعُورُ لَهُ – شَمْساً مِنَ الْوَحْيِ فِي دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ بَيْنَ النَّبِيِّينَ وَالسُّوَاسِ نُصَّ لَهُ – مِنَ العُلَى مِنْبَرٌ لِلرَّأْيِ وَالحُكُمِ وَعَلَ أَيْسَرِ شَيْءٍ فِي مَحَامِدِهِ – تَجْوِيدُ قَوْلٍ مُقَفَّى اللَّفْظِ مُنْتَظِمِ فَخَارُهُ حَيْثُ يَلْقَى رَحْمَةً وَهُدًى – وَحَيْثُ يَنْهَى عَنِ الأَهْوَاءِ وَالنقمِ وَحَيْثُ يَحْمِي الحِمَى مِنْ ضَلَّةٍ وأسًى – وَحَيْثُ يَدْعُو إِلَى الأَخْطَارِ وَالعِظَمِ هَذَا الَّذِي أَنْتَ يَا ابْنَ النِّيلِ فَاعِلُهُ – وَذَاكَ مَجْدُكَ مَجْدُ النِّيلِ وَالهَرَمِ |
أيا صوفيا حان التفرق فاذكري
| أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري | عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا |
| إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ | وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ |
| وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ | مِنَ الرومِ في محرابِهِ يَتَرَنَّمُ |
| فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ | عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ |
| تَبارَكتَ بَيتُ القُدسِ جَذلانُ آمِنٌ | وَلا يَأمَنُ البَيتُ العَتيقُ المُحَرَّمُ |
| أَيُرضيكَ أَن تَغشى سَنابِكُ خَيلِهِم | حِماكَ وَأَن يُمنى الحَطيمُ وَزَمزَمُ |
| وَكَيفَ يَذلُّ المُسلِمونَ وَبَينَهُم | كِتابُكَ يُتلى كُلَّ يَومٍ ويُكرَمُ |
| نَبيُكَ مَحزونٌ وَبَيتُكَ مُطرِقٌ | حَياءً وَأَنصارُ الحَقيقَةِ نُومُ |
| عَصَينا وَخالَفنا فَعاقَبتَ عادِلاً | وَحَكَّمتَ فينا اليَومَ مَن لَيسَ يَرحَمُ |
سكن الظلام وبات قلبك يخفق
| سَكَنَ الظَلامُ وباتَ قَلبُكَ يَخفِقُ | وَسطا عَلى جَنبَيكَ هَمٌّ مُقلقُ |
| حارَ الفِراشُ وَحِرتُ فيهِ فَأَنتُما | تَحتَ الظَلامِ مُعَذَبٌ وَمُؤرَّقُ |
| دَرَجَ الزَمانُ وَأَنتَ مَفتونُ المُنى | وَمَضى الشَبابُ وَأَنتَ ساهٍ مُطرِقُ |
| عَجَباً يَلَذُّ لَكَ السُكوتُ مَعَ الهَوى | وَسِواكَ يَبعَثُهُ الغَرامُ فَيَنطِقُ |
| خُلِقَ الغَرامُ لِأَصغَرَيكَ وَطالَما | ظَنّوا الظُنونَ بِأَصغَرَيكَ وَأَغرَقوا |
| وَرَمَوكَ بِالسَلوى وَلَو شَهِدوا الذي | تَطويهِ في تِلكَ الضُلوعِ لَأَشفَقوا |
| أَخفَيتَ أَسرارَ الفُؤادِ وَإِنَّما | سِرُّ الفُؤادِ مِنَ النَواظِرِ يُسرَقُ |
| نَفِّس بِرَبِّكَ عَن فُؤادِكَ كَربَهُ | وَاِرحَم حَشاكَ فَإِنَّها تَتَمَزَّقُ |
| وَاِذكُر لَنا عَهدَ الَّذينَ بِنايِهِم | جَمَعوا عَلَيكَ هُمومَهُم وَتَفَرَّقوا |
| ما لِلقَوافي أَنكَرَتكَ وَلَم تَكُن | لِكَسادِها في غَيرِ سوقِكَ تَنفُقُ |
| ما لِلبَيانِ بِغَيرِ بابِكَ واقِفاً | يَبكي وَيُعجِلُهُ البُكاءُ فَيَشرَقُ |
| إِنّي كَهَمِّكَ في الصَبابَةِ لَم أَزَل | أَلهو وَأَرتَجِلُ القَريضَ وَأَعشَقُ |
| نَفسي بِرَغمِ الحادِثاتِ فَتِيَّةٌ | عودي عَلى رَغمِ الكَوارِثِ مورِقُ |
| إِنَّ الَّذي أَغرى السُهادَ بِمُقلَتي | مُتَعَنِّتٌ قَلبي بِهِ مُتَعَلِّقُ |
| واثَقتُهُ أَلّا أَبوحَ وَإِنَّما | يَومَ الحِسابِ يُحَلُّ ذاكَ المَوثِقُ |
| وَشَقيتُ مِنهُ بِقُربِهِ وَبِعادِهِ | وَأَخو الشَقاءِ إِلى الشَقاءِ مُوَفَّقُ |
| صاحَبتُ أَسبابَ الرِضا لِرُكوبِهِ | مَتنَ الخِلافِ لِما بِهِ أَتَخَلَّقُ |
| وَصَبَرتُ مِنهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ | حِلمُ الحَليمِ وَيَتَّقيهِ الأَحمَقُ |
| أَصبَحتُ كَالدَهرِيِّ أَعبُدُ شَعرَهُ | وَجَبينَهُ وَأَنا الشَريفُ المُعرِقُ |
| وَغَدَوتُ أَنظِمُ مِن ثَنايا ثَغرِهِ | دُرَراً أُقَلِّدُها المَها وَأُطَوِّقُ |
| صَبري اِستَثَرتَ دَفائِني وَهَزَزتَني | وَأَرَيتَني الإِبداعَ كَيفَ يُنَسَّقُ |
| فَأَبَحتَ لي شَكوى الهَوى وَسَبَقتَني | في مَدحِ عَبّاسٍ وَمِثلُكَ يَسبِقُ |
| قالَ الرَئيسُ فَما لِقَولٍ بَعدَهُ | باعٌ تَطولُ وَلا لِمَدحٍ رَونَقُ |
| شَوقي نَسَبتَ فَما مَلَكتُ مَدامِعي | مِن أَن يَسيلَ بِها النَسيبُ الشَيِّقُ |
| أَعجَزتَ أَطواقَ الأَنامِ بِمَدحِهِ | سَجَدَ البَيانُ لِرَبِّها وَالمَنطِقُ |
| لَم تَترُكا لي في المَدائِحِ فَضلَةً | يَجري بِها قَلَمي الضَعيفُ وَيَلحَقُ |
| نَفسي عَلى شَوقٍ لِمَدحِ أَميرِها | وَيَراعَتي بَينَ الأَنامِلِ أَشوَقُ |
| ماذا أَقولُ وَأَنتُما في مَدحِهِ | بَحرانِ باتَ كِلاهُما يَتَدَفَّقُ |
| العَجزُ أَقعَدَني وَإِنَّ عَزائِمي | لَولاكُما فَوقَ السِماكِ تُحَلِّقُ |
| فَليَهنَئِ العَبّاسُ أَنَّ بِكَفِّهِ | عَلَمَينِ هَزَّهُما الوَلاءُ المُطلَقُ |
| وَليَبقَ ذُخراً لِلبِلادِ وَأَهلِها | يَعفو وَيَرحَمُ مَن يَشاءُ وَيُعتِقُ |
| عَبّاسُ وَالعيدُ الكَبيرُ كِلاهُما | مُتَأَلِّقٌ بِإِزائِهِ مُتَأَلِّقُ |
| هَذا لَهُ تَجري الدِماءُ وَذا لَهُ | تَجري القَرائِحُ بِالمَديحِ وَتُعنِقُ |
| صَدَقَ الَّذي قَد قالَ فيهِ وَحَسبُهُ | أَنَّ الزَمانَ لِما يَقولُ مُصَدِّقُ |
| لَكَ مِصرُ ماضيها وَحاضِرُها مَعاً | وَلَكَ الغَدُ المُتَحَتِّمُ المُتَحَقِّقُ |