لعمرك لا يفارق ما أقامت

لَعَمْرُكَ لا يُفَارِقُ ما أقامَتْفُقَيْماً لُؤمُهَا أُخْرَى اللّيالي
وَلَيْس بِزَائِلٍ عَنْهُمْ لحِينٍوَلَوْ زَالَتْ ذُرَى صُمّ الجِبَالِ
وأنْكَرَهُمْ فَتِينُ المَاءِ لَمّارَآهُمْ يَمْرُسُونَ على المَحَالِ
وَأقْداماً لَهُمْ جُرْداً قِصَاراًقَلِيلاً أخُذُهُنّ مِنَ النّعَالِ
شعر الفرزدق

رب رام من بني ثعل

ربَّ رامٍ من بني ثعلٍمُتلِجٍ كَفَّيهِ في قُتَرِه
عارض زوراء من نشمغَيرُ باناةٍ عَلى وَتَرِه
قد أتتهُ الوحشُ واردة ًفَتَنَحّى النَزعُ في يَسَرِه
فرماها في فرائصهابِإِزاءِ الحَوضِ أَو عُقُرِه
بِرَهيشٍ مِن كِنانَتِهِكَتَلَظّي الجَمرِ في شَرَرِه
راشه من ريش ناهضةثُمَّ أَمهاهُ عَلى حَجَرِه
فَهْوَ لاَ تَنْمي رَمِيّتُهُمالُهُ لا عُدَّ مِن نَفَرِه
مُطْعَمٌ للصَّيْدِ لَيْسَ لَهُغَيرُها كَسبٌ عَلى كِبَرِه
وخليلٍ قد أفارقهثُمَّ لا أَبكي عَلى أَثَرِه
وَابنِ عَمٍّ قَدْ تَرَكْتُ لَهُصَفوَ ماءِ الحَوضِ عَن كَدَرِه
وَحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُناًوَحَديثٌ ما عَلى قِصَرِه
وَبنُ عَمِّ قَدْ فُجِعْتُ بِهِمِثْلِ ضَوْءِ البَدْرِ في غُرَرِهْ
قصيدة امرؤ القيس الكندي

ألا أيها الناهي عن الورد ناقتي

ألا أيّهَا النّاهي عَنِ الوِرْدِ نَاقَتيوَرَاكِبَها سَدّدْ يَمِينَكَ للرُّشْدِ
فَأيَّ أيَادي الوَرْدِ فيهِ التي التقَتْتَخافُ عَليْنَا أنْ نُحْلَّقَ بالوِرْدِ
أكَفُّ ابنِ لَيْلى أمْ يدٌ عَامِرِيّةٌأمِ الفَاضِلاتُ النّاسِ أيدي بَني سعدِ
قصيدة شعر الفرزدق

رأيت بلالا يشتري بتلاده

رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِمَكَارِمَ فَضْلٍ لا تَنَالُ فَواضِلُهْ
هُوَ المُشْتَرِي مَا لا يُنَالُ بما غَلامِنَ المَجدِ، والمَنضُولُ رَامٍ يُناضِلُهْ
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسْعاةَ مَا قَدْ بَنى لهأبُوهُ أبُو مُوسى تَصَعّدْ أوائِلُهْ
رَأيْتُ أكُفّاً قَصّرَ المَجدُ دُونَهاوَكَفّا بِلالٍ فِيهِمَا الخَيرُ كامِلُهْ
هُما خَيرُ كَفّيْ مُستَغاثٍ وَغٍيرِهِإذا ما بَخِيلُ القَوْمِ عَرّدَ نَائِلُهْ
يُطِيعُ رِجَالٌ نَاهِياتٍ عن العُلىوَيَأبى بِلالٌ ما تُطَاعُ عَوَاذِلُهْ
فتىً يهَبُ الجُرْجُورُ، تحتَ ضُرُوعِهابَناتُ دَجُوجيٍّ، صِغارٌ جَواثِلُهْ
جَرَى مِنْ مَدىً فوْقَ المئِينَ فلم تجدْلَهُ إذْ جَرَى منهُنّ فَحْلاً يُقابِلُهْ
وَجَاءَ، وَما مَسّ الغُبَارُ عِنَانَهُمُلِحّاً على الشّأوِ البَعِيدِ مَناقِلُهْ
فدُونَكَ هَذي يا بِلالُ، فَإنّهَاإلَيْكَ بما تَنْمي الكَرِيمَ أوائِلُهْ
شعر الفرزدق

لوحة على الجدار

ونقول الأن أشياء كثيرة
عن غروب الشمس في الأرض الصغيرة
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
ليلة تمضي و لا نأخذ من عالمنا
غير شكل الموت
في عز الظهيرة
و لعينيك زمان آخر
ولجسمي قصة أخرى
وفي الحلم نريد الياسمين
عندما وزّعنا العالم من قبل سنين
كانت الجدران تستعصي على الفهم
وكان الأسبرين
يرجع الشبّاك و الزيتون و الحلم إلى أصحابه
كان الحنين
لعبة تلهيك عن فهم السنين
و نقول الآن أشياء كثيرة
عن ذبول القمح في الأرض الصغيرة
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
خنجرا يلمح كالحق و لا نأخذ عن عالمنا
غير لون الموت
في عز الظهيرة
في اشتعال القبلة الأولى
يذوب الحزن
والموت يغني
وأنا لا أحزن الآن
ولكني أغني
أي جسم لا يكون الآن صوتا
أي حزن
لا يضم الكرة الأرضية الآن
إلى صدر المغني
و نقول الآن أشياء كثيرة
عن عذاب العشب في الأرض الصغيرة
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
قبلة تنسى ولا نأخذ من عالمنا
غير طعم الموت
في عزّ الظهيرة
ألف نهر يركض الآن
وكل الأقوياء
يلعبون النرد في المقهى
ولحم الشهداء
يختفي في الطين أحيانا
وأحيانا يسلي الشعراء
وأنا يا امرأتي أمتصّ من صمتك
في الليل حليب الكبرياء
و نقول الآن أشياء كثيرة
عن ضياع اللون في الأرض الصغيرة
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
طفلة ماتت و لا نأخذ من عالمنا
غير صوت الموت
في عز الظهيرة
قصيدة محمود درويش

إلهي أعدني

إلهي أعدني إلى وطني عندليب
على جنح غيمة
على ضوء نجمة
أعدني فلّة
ترف على صدري نبع وتلّة
إلهي أعدني إلى وطني عندليب
عندما كنت صغيراً وجميلاً
كانت الوردة داري والينابيع بحاري
صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ
هل تغيرت كثيراً
ما تغيرت كثيراً
عندما نرجع كالريح الى منزلنا
حدّقي في جبهتي
تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق
تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا
قصيدة للشاعر محمود درويش