رفقا بأعصابي

شَرَّشْتِ
في لحمي و أعْصَابي
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي و في لُغَتي
ودَفَاتري و خُيُوطِ أَثوابي
شَرَّشْتِ بي … شمساً و عافيةً
وكسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي
شَرَّشْتِ … حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
وسنابلاً و كرومَ أعنابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ … و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ … من شَفَتِي
والقمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفي … رِفْقاً بأعصابي
قصيدة نزار قباني