أرى بيت لبنى أصبح اليوم يهجر

أرى بيت لبنى أصبح اليوم يهجر ~ وهجران لبنى يا لك الخير منكر
أتبكي على لبنى وأنت تركتها ~ ؟ وكنت عليها بالملاَ أنت أقدر
فإن تكن الدنيا بلبنى تقلبت ~ علي فللدنيا بطون وأظهر
لقد كان فيها للأَمانة موضع ~ وللكف مرتاد وللعينِ منظر
وللحائم العطشان ري بريقها ~ وللمرح المختال خمر ومسكر
كأَني في أرجوحة بين أحبل ~ إذا ذكرة منها على القلب تخطر
قصيدة الشاعر الأموي قيس بن ذريح في حب لبنى

لمن الديار غشيتها بسحام

لمن الديار غشيتها بسحام ~ فعمايتين فهضب ذي أقدام
فصفا الاطيطِ فصاحتين فغاضر ~ تمشي النعاج بها مع الآرام
دار لهند والرباب وفرتنى ~ ولميس قبل حوادث الأيام
عوجا على الطلل المحيل لأننا ~ نبكي الديار كما بكى ابن خذام
أو ما ترى أضغانهن بواكراً ~ كالنخل من شوكان حين صرام
حوراً تعللُ بالعبير جلودها ~ وأنا المعالي صفحة النوام
فظللت في دمن الديار كأنني ~ نشوان باكره صبوح مدام
أنفٍ كلونِ دم الغزال معتق ~ من خمر عانة أو كروم شبام
وكأن شاربها أصاب لسانه ~ مومٌ يخالط جسمه بسقام
ومجدة نسأتها فتكمشت ~ رنك النعامة في طريق حام
تخذي على العلاتِ سامٍ رأسها ~ روعاء منسمها رثيم دام
جالت لتصرعني فقلتُ لها اقصري ~ إني امرءٌ صرعي عليك حرام
فجزيتِ خيرَ جزاء ناقة واحدٍ ~ ورجعت سالمة القرا بسلام
وكأنما بدر وصيل كتيفة ~ وَكأنما من عاقل أرمام
أبلغ سبيعاً أن عرضت رسالة ~ إني كهمك إن عشوت أمامي
أقصر إليك من الوعيد فَأنّني ~ مِمّا أُلاقي لا أشد حزامي
وأنا المبنهُ بعدَ ما قد نوّموا ~ وأنا المعالنُ صفحة َ النوام
وأنا الذي عرفت معدٌ فضلهُ ~ ونشدتُ عن حجر ابن أمِّ قطام
وأنازل البطل الكرية نزاله ~ وإذا أناضل لا تطيش سهامي
خالي ابن كبشة قد علمت مكانه ~ وأبو يزيد ورهطه أعمامي
وإذا أذيت ببلدة ودعتها ~ ولا أقيم بغير دار مقام
قصيدة من العصر الجاهلي للشاعر امرؤ القيس الكندي

ألما على الربع القديم بعسعسا

ألما على الربع القديم بعسعسا ~ كأني أنادي أو أكلم أخرسا
فلو أن أهل الدّار فيها كعهدنَا ~ وجدت مقيلاً عندهم ومعرسا
فلا تنكروني إنني أنا ذاكم ~ ليالي حل الحي غولاً فألعسا
فإما تريني لا أغمض ساعة ~ من الليل إلا أن أكب فأنعسا
تأوبني دائي القديم فغلسا ~ أحاذر أن يرتد دائي فأنكسا
فيا رب مكروب كررت وراءه ~ وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا
ويا رب يوم قد أروح مرجلاً ~ حبيبا إلى البيض الكواعب أملسا
يرعنَ إلى صوتي إذا ما سمعنه ~ كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا
أراهن لا يحببن مَن قل ماله ~ ولا من رأين الشيب فيه وقوا
وما خفتُ تبريح الحياة كما أرى ~ تضيق ذراعي أن أقوم فألبسا
فلو أنها نفس تموت جميعة ~ ولكنها نفس تساقط أنفسا
وبدلت قرحاً دامياً بعد صحة ~ فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤسا
لقد طمح الطماح من بعد أرضه ~ ليلبسني من دائه ما تلبسا
ألا إن بعد العُدم للمرء قنوة ~ وَبعد المشيب طول عمر وملبسا
قصيدة لشاعر العصر الجاهلي امرؤ القيس الكندي

أجارتنا ان الخطوب تنوب

أجارتنا ان الخطوب تنوب ~ واني مقيم ما اقام عسيب
أجارتنا أنا غريبان هاهنا ~ وكل غريب للغريب نسيب
فإن تصلينا فالقرابة بيننا ~ وإن تصرمينا فالغريب غريب
اجارتنا مافات ليس يؤؤب ~ وما هو آت في الزمان قريب
وليس غريبا من تناءت دياره ~ ولكن من وارى التراب غريب
قصيدة لشاعر العصر الجاهلي امرؤ القيس الكندي

الخيل و الليل و البيداء تعرفني

واحر قلباه ممن قلبه شبم ~ ومن بجسمي وحالي عنده سقم
ما لي أُكتِم حبّاً قد برَى جسدي ~ وتَدعي حب سيف الدولة الأُمم
إن كَان يجمَعنا حب لِغرّته ~ فَليت أنّا بقدر الحب نقتسم
قد زرته وَسيوف الهند مغمدة ~ وقد نظرت إليه والسيوف دم
فكان أحسن خلق الله كلّهم ~ وَكان أحسن ما في الأحسن الشيم
فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ ~ في طَيّهِ أسَف في طيه نعم
قد نابَ عنكَ شديد الخوْف وَاصطنعت ~ لَك المَهابَة ما لا تَصنع البهم
أَلزَمتَ نَفسَك شَيئاً لَيس يَلزمها ~ أَن لا يوارِيَهُم أَرض ولا علم
أكلّما رمت جيْشاً فانْثَنى هَرَباً ~ تَصَرفَت بك في آثَارِه الهمم
عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ ~ وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ ~ تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّمم
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي ~ فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكم
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً ~ أن تحسبَ الشحم فيمن شحمه وَرم
وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ ~ إذا اسْتَوَتْ عندَه الأنْوار وَالظُلم
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا ~ بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى به قدم
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي ~ وَأسْمَعَتْ كَلِماتي من به صمم
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا ~ وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي ~ حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً ~ فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها ~ أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ ~ وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ ~ حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني ~ وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً ~ حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أن نفارقَهم ~ وجداننا كلَ شيءٍ بَعدَكم عدم
مَا كانَ أخلَقنَا منكم بتكرمَة ~ لَو أن أمرَكم مِن أمرنَا أمم
إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا ~ فَمَا لجرح إذا أرْضاكم ألم
وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ ~ إنّ المَعارِفَ في أهْل النُهَى ذمم
كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ ~ وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرم
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي ~ أنَا الثرَيّا وَذان الشيب وَالهرم
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ ~ يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ
أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ ~ لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيراً عَنْ مَيامِنِنا ~ لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا ~ أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ ~ وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ ~ شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ الشّعْرَ زِعْنِفَةٌ ~ تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ
هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ ~ قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ
قصيدة شهيرة للشاعر أبو الطيب المتنبي

أظن هواها تاركي بمضلة

أَظن هواها تاركي بمضلة ~ من الأَرض لا مال لدي ولا أهل
ولا أحد أفضي إليه وصيتي ~ ولا صاحب إِلا المطية والرحل
محا حبها حب الأُلى كن قبلها ~ وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
فحبي لها حب تمكن في الحشا ~ فما إِن أرى حباً يكون له مثل
قصيدة للشاعر الأموي قيس بن الملوح مجنون ليلى