ألما على الربع القديم بعسعسا

ألما على الربع القديم بعسعسا ~ كأني أنادي أو أكلم أخرسا
فلو أن أهل الدّار فيها كعهدنَا ~ وجدت مقيلاً عندهم ومعرسا
فلا تنكروني إنني أنا ذاكم ~ ليالي حل الحي غولاً فألعسا
فإما تريني لا أغمض ساعة ~ من الليل إلا أن أكب فأنعسا
تأوبني دائي القديم فغلسا ~ أحاذر أن يرتد دائي فأنكسا
فيا رب مكروب كررت وراءه ~ وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا
ويا رب يوم قد أروح مرجلاً ~ حبيبا إلى البيض الكواعب أملسا
يرعنَ إلى صوتي إذا ما سمعنه ~ كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا
أراهن لا يحببن مَن قل ماله ~ ولا من رأين الشيب فيه وقوا
وما خفتُ تبريح الحياة كما أرى ~ تضيق ذراعي أن أقوم فألبسا
فلو أنها نفس تموت جميعة ~ ولكنها نفس تساقط أنفسا
وبدلت قرحاً دامياً بعد صحة ~ فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤسا
لقد طمح الطماح من بعد أرضه ~ ليلبسني من دائه ما تلبسا
ألا إن بعد العُدم للمرء قنوة ~ وَبعد المشيب طول عمر وملبسا
قصيدة لشاعر العصر الجاهلي امرؤ القيس الكندي

اترك تعليقاً