أأترك ليلى ليس بيني وبينها

أَأَترُكُ ليلى ليس بيني وبينها ~ سوى ليلة إِني إِذا لَصبور
هبوني امرأ منكم أضل بعيره ~ له ذمة إِن الذمام كبير
ولِلصاحب المَتروك أَعظم حرمة ~ على صاحب من أَن يضل بعير
عفا اللَه عن ليلى الغداة فإِنها ~ إِذا وَلِيَت حكما علي تجور
أبيات مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

شكوت إلى سرب القطا إذ مررن بي

شَكَوتُ إِلى سِربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي ~ فَقُلتُ وَمِثلي بِالبُكاءِ جَديرُ
أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ ~ لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطير
فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَة ~ أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعير
وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُعِركَ جَناحَها ~ فَعاشَت بِضُرٍّ وَالجَناحُ كَسير
وَإِلّا فَمَن هَذا يُؤَدّي رِسالَة ~ فَأَشكُرَهُ إِنَّ المُحِبَّ شَكور
إِلى اللَهِ أَشكو صَبوَتي بَعدَ كُربَتي ~ وَنيرانُ شَوقي ما بِهِنَّ فُتور
فَإِنّي لَقاسي القَلبِ إِن كُنتَ صابِرا ~ غَداةَ غَدٍ فيمَن يَسيرُ تَسير
فَإِن لَم أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَة ~ يُعاوِدُني بَعدَ الزَفيرِ زَفير
إِذا جَلَسوا في مَجلِسٍ نَدَروا دَمي ~ فَكَيفَ تُراها عِندَ ذاكَ تُجير
وَدونَ دَمي هَزُّ الرِماحِ كَأَنَّها ~ تَوَقَّدُ جَمرٍ ثاقِبٍ وَسَعير
وَزُرقُ مَقيلِ المَوتِ تَحتَ ظُباتِها ~ وَنَبلٌ وَسُمرٌ ما لَهُنَّ مُجير
إِذا غُمِزَت أَصلابُهُنَّ تَرَنَّمَت ~ مُعَطَّفَةٌ لَيسَت بِهِنَّ كُسور
قَطَعنَ الحَصى وَالرَملَ حَتّى تفلَقَت ~ قَلائِدُ في أَعناقِها وَضُفور
وَقالَت أَخافُ المَوتَ إِن يَشحَطِ النَوى ~ فَيا كَبِداً مِن خَوفِ ذاكَ تَغور
سَلوا أُمَّ عَمروٍ هَل يُنَوَّلُ عاشِق ~ أَخو سَقَمٍ أَم هَل يُفَكُّ أَسير
أَلا قُل لِلَيلى هَل تُراها مُجيرَتي ~ فَإِنّي لَها فيما لَدَيَّ مُجير
أَظَلُّ بِحُزنٍ إِن تَغَنَّت حَمامَة ~ مِنَ الوُرقِ مِطرابُ العَشِيِّ بَكور
بَكَت حينَ دَرَّ الشَوقُ لي وَتَرَنَّمَت ~ فَلا صَحَلٌ تُربي بِهِ وَصَفير
لَها رُفقَةٌ يُسعِدنَها فَكَأَنَّما ~ تَعاطَينَ كَأساً بَينَهُنَّ تَدور
بِجِزعٍ مِنَ الوادي فَضاءٍ مَسيلُه ~ وَأَعلاهُ أَثلٌ ناعِمٌ وَسَدير
بِهِ بَقَرٌ لا يَبرَحُ الدَهرَ ساكِناً ~ وَآخَرُ وَحشِيُّ السِخالِ يَثور
قصيدة لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

أجبت بليلى من دعاني تجلدا

أَجَبتُ بِلَيلى مَن دَعاني تَجَلُّداً ~ عَسى أَنَّ كَربي يَنجَلي فَأَعودُ
وَتَرجِعُ لي روحُ الحَياةِ فَإِنَّني ~ بِنَفسِيَ لَو عايَنتَني لَأَجودُ
سَقى حَيَّ لَيلى حينَ أَمسَت وَأَصبحَت ~ مِنَ الأَرضِ مُنهَل الغَمامِ رَعودُ
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعدت ~ أَنا كَلِفٌ صَب بِها وعميد
فَلا البُعدُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي ~ وَلَيلي طَويلٌ وَالسُهادُ شَديدُ
يَقولُ لِيَ الواشونَ إِذ يَرصُدونَني ~ وَمِنهُم عَلَينا أَعيُنٌ وَرُصودُ
سَلا كُلُّ صَبٍّ حِبَّهُ وَخَليلَه ~ وَأَنتَ لِلَيلى عاشِقٌ وَوَدود
فَدَعني وَما أَلقاهُ مِن أَلَمِ الهَوى ~ بِنارٍ لَها بَينَ الضُلوعِ وَقودُ
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَة ~ عَلى رِمَّتي وَالروحُ فِيَّ تَجود
أبيات لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

أظن هواها تاركي بمضلة

أَظن هواها تاركي بمضلة ~ من الأَرض لا مال لدي ولا أهل
ولا أحد أفضي إليه وصيتي ~ ولا صاحب إِلا المطية والرحل
محا حبها حب الأُلى كن قبلها ~ وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
فحبي لها حب تمكن في الحشا ~ فما إِن أرى حباً يكون له مثل
قصيدة للشاعر الأموي قيس بن الملوح مجنون ليلى

لعمرك إن البيت بالقبل الذي

لعمرك إن البيت بالقبل الذي ~ مررت ولم ألمم عليه لشائق
وبالجزع من أَعلى الجنينة منزل ~ شجا حزنا صدري به متضايق
كأني إذا لم ألق ليلى معلق ~ بسبين أهفو بين سهل وحالق
على أنني لو شئت هاجت صبابتي ~ علي رسوم عي فيها التناطق
لعمرك إن الحب يا أم مالك ~ بقلبي يراني اللَه منه للاصق
يضم علي الليل أطراف حبِكم ~ كما ضم أَطراف القميص البنائق
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ~ سوى أن يقولوا إِنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت حبيبة ~ إِلي وإِن لم تصف منك الخَلائق
أمستقبلي نفح الصبا ثم شائقي ~ ببرد ثنايا أم حسان شائق
كأَن عَلى أنيابها الخمر شجها ~ بماء سحاب آخر الليل غابق
وما ذقته إِلا بعيني تفرسا ~ كما شيم في أعلى السحابة بارق
قصيدة للشاعر الأموي قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى

أمن أجل غربان تصايحن غدوة

أمن أجل غربان تصايحن غدوة ~ ببينونة الأحباب دمعك سافح
نعم جادت العينان مني بعبرة ~ كما سل من نظم اللآلي تطارح
ألا يا غراب البين لا صحت بعده ~ وأمكن من أوداج حلقك ذابح
يروع قلوب العاشقين ذوى الهوى ~ إذا أمنوا الشحاج أنك صائح
وعد سواء الحب واتركه خالياً ~ وكن رجلاً واجمح كما هو جامح
شعر مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح