يا من تجلت فالعباد عبادها

يَا مَنْ تَجَلَّتْ فالْعِبَادُ عِبَادُهَالِلهِ مَا فَعَلَتْ بِهِمْ عَيْنَاكِ
شَبَّهتِ نَفْسَكِ بِالزُّمُرُّدِ فازْدَهِيبَيْنَ الْحُلِيِّ بِأَنَّهُ حَاكاكِ
فِيهِ مَخايِلُ مِنْ سَناكِ بَعِيدةٌفإِذا دنوْتِ فمَنْ لهُ بِسَناكِ
شهِدَ العُدولُ بِأَنَّكِ الأَوْلى وَمَاقالوا سِوَى حَقٍّ فأَنتِ كذاكِ
رِيعُوا بِوَجْهِ الشَّمْسِ جَلَّلَهُ الدُّجَىيَفْتَرّ ثَغْراً عَن نَدًى ضَحَّاكِ
فُتِنُوا بِسِرٍّ فِي ابْتِسَامِكِ ساحِرٍلَمْ يَجْلُهُ لِلنَّاظِرِينَ سِوَاكِ
وَجَدُوا بِهِ رُوحَ الجَمَالِ وأَدْرَكُوامَعْنَى هَوى يَسْمُو عَنْ الإدْرَاكِ
Khalil Gibran Poem

يا من نأى عني وكان مرادي

يا من نأى عني وكان مراديأتركتني أحيا جريح فؤادي
إن غبت وا ولداه عن عيني فمنزين الشباب ومن ضياء النادي
ولمن عنائي زارعا أو صانعاأو شائدا صرحا رفيع عماد
أو محرزا جاها عريضا قلماسمحت به الأيام للافراد
قد كنت أذخر كل ذلك للذيسيكون من نسلي عميد بلادي
ويكون أول من يلبي إن دعاداعي العلى في الفتية الامجاد
ستظل يا ولداه ملء حشاشتيمهما أعش وتظل نور سوادي
بت في النعيم قرير عين خالداوعداك تبريجي وطول سهادي
شعر جبران خليل جبران

كتابة بالفحم المحترق

مدينتنا – حوصرت في الظهيرة
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار
لقد كذب اللون
لا شأن لي يا أسيرة
بشمس تلمّع أوسمة الفاتحين
وأحذية الراقصين
ولا شأن لي يا شوارع إلا
بأرقام موتاك
فاحترقي كالظهيرة
كأنك طالعة من كتاب المراثي
ثقوب من الضوء في وجهك الساحليّ
تعيد جبيني إليّ
وتملأني بالحماس القديم إلى أبويّ
و ما كنت أؤمن إلاّ
بما يجعل القلب مقهى و سوق
ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب
لأبحث عن مصدر آخر للبروق
وشكل جديد لوجه الحبيب
رأيت الشوارع تقتل أسماءها
وترتيبها
وأنت تظلين في الشرفة النازلة
إلى القاع
عينين من دون وجه
ولكن صوتك يخترق اللوحة الذابلة
مدينتنا حوصرت في الظهيرة
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار
شعر محمود درويش

رفقا بأعصابي

شَرَّشْتِ
في لحمي و أعْصَابي
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي و في لُغَتي
ودَفَاتري و خُيُوطِ أَثوابي
شَرَّشْتِ بي … شمساً و عافيةً
وكسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي
شَرَّشْتِ … حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
وسنابلاً و كرومَ أعنابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ … و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ … من شَفَتِي
والقمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفي … رِفْقاً بأعصابي
قصيدة نزار قباني

المستحيل

أموت اشتياقا
أموت احتراقا
وشنقا أموت
وذبحا أموت
ولكنني لا أقول
مضى حبنا و انقضى
حبنا لا يموت
قصيدة محمود درويش

ألا إن أخلاق الفتى كزمانه

ألا إنّ أخلاقَ الفتى كزمانِهفمنْهَنّ بِيضٌ في العيون وسودُ
وتأكلنا أيّامُنا، فكأنّماتمرّ بنا الساعاتُ وهي أُسودُ
وقد يَخمُلُ الإنسانُ في عنفوانِهويَنْبَهُ من بعد النُّهَى، فيسود
فلا تحسُدَنْ يوماً على فضلِ نعمةٍفحسبُكَ عاراً أن يقال حسود
أشعار أبو العلاء المعري