إلى أمي

أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي
خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبٍ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي
بخصلةِ شَعر
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع
لعشِّ انتظاركْ
محمود درويش في حب الأم

فرحا بشيء ما

فرحا بشيء ما خفيٍّ، كنْت أَحتضن
الصباح بقوَّة الإنشاد، أَمشي واثقا
بخطايَ، أَمشي واثقا برؤايَ، وَحْي ما
يناديني: تعال كأنَّه إيماءة سحريَّة
وكأنه حلْم ترجَّل كي يدربني علي أَسراره
فأكون سيِّدَ نجمتي في الليل… معتمدا
علي لغتي. أَنا حلْمي أنا. أنا أمّ أمِّي
في الرؤي، وأَبو أَبي، وابني أَنا
فرحا بشيء ما خفيٍّ، كان يحملني
علي آلاته الوتريِّة الإنشاد . يَصْقلني
ويصقلني كماس أَميرة شرقية
ما لم يغَنَّ الآن
في هذا الصباح
فلن يغَنٌي
أَعطنا، يا حبّ، فَيْضَكَ كلَّه لنخوض
حرب العاطفيين الشريفةَ، فالمناخ ملائم
والشمس تشحذ في الصباح سلاحنا
يا حبُّ! لا هدفٌ لنا إلا الهزيمةَ في
حروبك.. فانتصرْ أَنت انتصرْ، واسمعْ
مديحك من ضحاياكَ: انتصر سَلِمَتْ
يداك! وَعدْ إلينا خاسرين… وسالما
فرحا بشيء ما خفيٍّ، كنت أَمشي
حالما بقصيدة زرقاء من سطرين من
سطرين… عن فرح خفيف الوزن
مرئيٍّ وسرِّيٍّ معا
مَنْ لا يحبّ الآن
في هذا الصباح
فلن يحبَّ
قصيدة حب لمحمود درويش

أجمل حب

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
وكانت سماء الربيع تؤلف نجما … و نجما
وكنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
ونمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
وتبكي على أختها
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
ونعلم أن العناق، و أن القبل
طعام ليالي الغزل
وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
يسير بنا
ومن أين لملم أقدامنا
فحسبي، و حسبك أنا نسير
معا، للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم
ونسأل يا حبنا هل تدوم
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
وحب الفقير الرغيف
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
ونبقى رفيقين دوما
قصيدة حب رومانسية لمحمود درويش

أكرهها و أشتهي وصلها

أكرهها وأشتهي وصلَهاوإنني أحب كرهي لها
أحب هذا اللؤمَ في عينِهاوزورََها إن زوَّرتْ قولَها
وألمحُ الكذبةَ في ثغرِهادائرةً باسطةً ظلََّها
عينٌ كعينِ الذئبِ محتالةٌطافتْ أكاذيبُ الهوى حولَها
تقولُ: أهواكَ، و أهدابُهاتقولُ: لا أهوى
فياويلَهاقد سكنَ الشيطانُ أحداقَها
وأطفأتْ شهوتُهأ عقلَهاأشكّ في شكّي إذا أقبلتْ باكيةً
شارحةً ذلَّهافإنْ ترفَّقتُ بها استكبرتْ
وجرَّرت ضاحكةً ذيلَهاإن عانقتني كسّرتْ أضلعي
وأفرغتْ على فمي غلَّهايحبّها حِقدي ويا طالما وَدِدتُ .. إذ طوقتُها قتلَها
أبيات حب رومانسية لنزار قباني

زيديني عشقا زيديني

زيديني عِشقاً.. زيدينييا أحلى نوباتِ جُنوني
يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتييا غَلغَلةَ السِّكِّينِ
زيديني غرقاً يا سيِّدتيإن البحرَ يناديني
زيديني موتاًعلَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني
جِسمُكِ خارطتي.. ما عادتخارطةُ العالمِ تعنيني
أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّوجُرحي نقشٌ فرعوني
وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍمن بيروتَ.. إلى الصِّينِ
وجعي قافلةٌ.. أرسلهاخلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ
في القرنِ السَّابعِ للميلادوضاعت في فم تَنّين
عصفورةَ قلبي، نيسانييا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ
يا طعمَ الثلج، وطعمَ النارونكهةَ شكي، ويقيني
أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآوينيأشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُميني
أشعرُ بالبردِ.. فغطينيإحكي لي قصصاً للأطفال
وظلّي قربيغنِّيني
فأنا من بدءِ التكوينِأبحثُ عن وطنٍ لجبيني
عن حُبِّ امرأةيكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني
عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذنيلحدودِ الشمسِ.. ويرميني
عن شفة امرأة تجعلنيكغبار الذهبِ المطحونِ
نوَّارةَ عُمري، مَروحتيقنديلي، بوحَ بساتيني
مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِوضعيني مشطاً عاجياً
في عُتمةِ شعركِ.. وانسينيأنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ
بقيت في دفترِ تشرينِيدهسني حبك
مثل حصانٍ قوقازيٍ مجنونِيرميني تحت حوافره
يتغرغر في ماء عيونيمن أجلكِ أعتقتُ نسائي
وتركتُ التاريخَ ورائيوشطبتُ شهادةَ ميلادي.. وقطعتُ جميعَ شراييني
قصيدة حب لنزار قباني

ولم أر شيئا بعد ليلى ألذه

وَلَم أَرَ شَيئاً بَعدَ لَيلى أَلَذُّهُوَلا مَشرَباً أُروى بِهِ فَأَعيجُ
كَوَسطَي لَيالي الشَهرِ لا مُقسَئِنَّةًوَلا وَثَبى عَجلى القِيامِ خَروجُ
شعر حب قصير لمجنون ليلى