لم أنتظر أحدا

سأعرفُ مهما ذَهَبْتَ مَعَ الريح كيفَ
أُعيدُكَ. أَعرفُ من أَين يأتي بعيدُكَ
فذهَب كما تذهب الذكرياتُ إلى بئرها
الأَبديَّةِ لن تَجدَ السومريَّةَ حاملةً جَرَّة
للصدى في انتظارِكَ
أَمَّا أَنا فسأعرف كيف أُعيدُكَ
فاذهبْ تقودُكَ ناياتُ أَهل البحار القدامى
وقافلةُ الملح في سَيْرِها اللانهائيِّ واذهبْ
نشيدُكَ يُفْلِتُ منِّي ومنك ومن زَمَني
باحثاً عن حصان جديدٍ يُرَقِّصُ إِيقاعَهُ
الحُرَّ. لن تجد المستحيل َ كما كان يَوْمَ
وَجَدْتُكُ يوم وَلَدْتُكَ من شهوتي
جالساً في انتظارِك
أَمَّا أَنا فسأعرف كيف أُعيدُكَ
واُذهب مع النهر من قَدَرٍ نحو
آخر فالريحُ جاهزة لاقتلاعك من
قمري والكلامُ الأخيرُ على شجري جاهزٌ
للسقوط على ساحة الترو كاديرو تَلَفَّتْ
وراءك كي تجد الحُلْمَ واذهب
إلى أَيِّ شَرْقٍ وغربٍ يزيدُك منفىً
ويُبْعدُني خطوةً عن سريري وإحدى
سماوات نفسي الحزينةِ إنَّ النهاية
أُختُ البداية فاذهب تَجِدْ ما تركتَ
هنا في انتظارك
لم أَنتظِرْكَ ولم أَنتظر أَحداً
كان لا بُدَّ لي أَن أُمشِّطَ شعري
على مَهَلٍ أُسْوَةً بالنساء الوحيدات
في ليلهنَّ وأَن أَتدبَّرَ أَمري وأكسِرَ
فوق الرخام زجاجةَ ماء الكولونيا وأَمنعَ
نفسي من الانتباه إلى نفسها في
الشتاء كأني أَقولُ لها: دَفِّئيني
أُدفِّئْكِ يا اُمرأتي واُعْتَني بيديك
فنا هو شأنُهما بنزول السماء إلى
الأرض أَو رحْلةِ الأرض نحو السماء
اُعتني بيديك لكي تَحْمِلاَك يَدَاكِ
هُما سَيِّداكِ كما قال إيلور فاذهب
أُريدُكَ أو أريدُك
لمَ أنتظِرْكَ ولم أنتظر أَحداً
كان لا بُدَّ لي أَن أَصبَّ النبيذَ
بكأسين مكسورتين وأَمنعَ نفسي من
الانتباه إلى نفسها في انتظارك
قصيدة محمود درويش

يوم أحد أزرق

تجلس المرأة في أغنيتيتغزل الصوف
تصبّ الشايوالشبّاك مفتوح على الأيّام
والبحر بعيد ترتدي الأزرق في يوم الأحد
تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوبتقرأ الشعر الرومنتيكي
تستلقي على الكرسيوالشبّاك مفتوح على الأيّام
والبحر بعيد تسمع الصوت الذي لا تنتظر
تفتح البابترى خطوة إنسان يسافر
تغلق البابترى صورته تسألها: هل أنتحر
تنتقي موزاتترتاح مع الأرض السماويّة
والشبّاك مفتوح على الأيّاموالبحر بعيد
و التقيناووضعت البحر في صحن خزف
واختفت أغنيتيأنت، لا أغنيتي
والقلب مفتوح على الأيّاموالبحر سعيد
قصيدة محمود درويش

أقول لصاحبي والعيس تهوي بنا

أقول لصاحبي والعيس تهوي ~ بنا بين المنيفة فالضمار
تمَتع من شميم عرار نجد ~ فما بعد العشية من عرار
ألا حبذا نفحات نجد ~ وريا روضه غب القطار
وأهلك إذ يحل الحي نجدا ~ وأنت على زمانك غير زار
شهور ينقضين وما شعرنا ~ بأنصاف لهن ولا سرار
فأما ليلهن فخير ليل ~ وأطول ما يكون من النهار
أبيات للشاعر قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى

متى يشتفي منك الفؤاد المعذب

متى يشتفي منك الفؤاد المعذب ~ وسهم المنايا من وصالك أَقرب
فبعد ووجد واشتياق ورجفة ~ فلا أَنت تدنيني ولا أَنا أَقرب
كعصفورة في كف طفل يزمها ~ تذوق حياض الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها ~ ولا الطير ذو ريش يطير فيذهب
ولي أَلف وجه قد عرَفت طريقه ~ ولكن بلا قلب إِلى أَين أَذهب
شعر قيس بن الملوح الشهير بمجنون ليلى

ألا يا غراب البين هيجت لوعتي

ألا يا غراب البين هيجت لوعتي ~ فويحك خبرني بما أنت تصرخ
أبالبين من ليلى فإن كنت صادقا ~ فلا زال عظم من جناحك يفسخ
ولازال رام فيك فوق سهمه ~ فلا أنت في عش ولا أَنت تفرخ
ولا زلت عن عذب المياه منفراً ~ ووكرك مهدوماً وبيضك يرضخ
فإن طرت أردتك الحتوف وإن تقع ~ تقيض ثعبان بوجهك ينفخ
وعانيت قبل الموت لحمك مشدخا ~ على حر جمر النار يشوى ويطبخ
ولا زلت في شر العذاب مخلدا ~ وريشك منتوف ولحمك يشرخ
من أشعار مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

أرى أهل ليلى أورثوني صبابة

أرى أهل ليلى أورثوني صبابة ~ ومالي سِوى ليلى الغداة طبيب
إِذا ما رأوني أظهروا لي مودة ~ ومثل سيوف الهند حين أغيب
فإِن يمنعوا عيني منها فمن لهم ~ بقلب له بين الضلوع وجيب
إِن كان يا ليلى اشتياقي إليكم ~ ضلالا وفي برئي لأَهلك حوب
فما تبت من ذنب إِذا تبت منكم ~ وما الناس إلا مخطئ ومصيب
بنفسي وأهلي من إِذا عرضوا له ~ ببعض الأَذى لم يدر كيف يجيب
ولم يعتذر عذر البَريء ولم يزل ~ به سكنة حتى يقال مريب
فلا النفس يسليها البعاد فتنثني ~ ولا هي عما لا تنال تَطيب
وَكم زفرَة لي لو على البحر أَشرقت ~ لَأَنشفه حر لها ولهيب
ولو أَن ما بي بالحصى فلق الحَصى ~ وبالريح لم يسمع لهنَ هبوب
وأَلقى من الحب المبرِح لوعة ~ لها بين جلدي والعظام دبيب
قصيدة مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح