| هَدِيَّةٌ مِن شاعِرٍ بائِسٍ | إِلى الدِمِرداشي وَلِيِّ النِعَم |
| يُشرِكُ بِاللَهِ وَلا يَشتَرِك | في نُسخَةٍ فيها ضُروبُ الحِكَم |
قصائد حافظ ابراهيم
قصائد الشاعر الكبير شاعر النيل و شاعر الشعب الشاعر المصري حافظ ابراهيم.
لا غرو إن أشرق في منزلي
| لا غَروَ إِن أَشرَقَ في مَنزِلي | في لَيلَةِ القَدرِ مُحَيّا الوَزير |
| فَالبَدرُ في أَعلى مَداراتِهِ | لِلعَينِ يَبدو وَجهُهُ في الغَدير |
يا من خلقت الدمع لطفاً
| يا مَن خَلَقتَ الدَمعَ لُط | فاً مِنكَ بِالباكي الحَزين |
| بارِك لِعَبدِكَ في الدُمو | عِ فَإِنَّها نِعمَ المُعين |
أيا صوفيا حان التفرق فاذكري
| أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري | عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا |
| إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ | وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ |
| وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ | مِنَ الرومِ في محرابِهِ يَتَرَنَّمُ |
| فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ | عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ |
| تَبارَكتَ بَيتُ القُدسِ جَذلانُ آمِنٌ | وَلا يَأمَنُ البَيتُ العَتيقُ المُحَرَّمُ |
| أَيُرضيكَ أَن تَغشى سَنابِكُ خَيلِهِم | حِماكَ وَأَن يُمنى الحَطيمُ وَزَمزَمُ |
| وَكَيفَ يَذلُّ المُسلِمونَ وَبَينَهُم | كِتابُكَ يُتلى كُلَّ يَومٍ ويُكرَمُ |
| نَبيُكَ مَحزونٌ وَبَيتُكَ مُطرِقٌ | حَياءً وَأَنصارُ الحَقيقَةِ نُومُ |
| عَصَينا وَخالَفنا فَعاقَبتَ عادِلاً | وَحَكَّمتَ فينا اليَومَ مَن لَيسَ يَرحَمُ |
سكن الظلام وبات قلبك يخفق
| سَكَنَ الظَلامُ وباتَ قَلبُكَ يَخفِقُ | وَسطا عَلى جَنبَيكَ هَمٌّ مُقلقُ |
| حارَ الفِراشُ وَحِرتُ فيهِ فَأَنتُما | تَحتَ الظَلامِ مُعَذَبٌ وَمُؤرَّقُ |
| دَرَجَ الزَمانُ وَأَنتَ مَفتونُ المُنى | وَمَضى الشَبابُ وَأَنتَ ساهٍ مُطرِقُ |
| عَجَباً يَلَذُّ لَكَ السُكوتُ مَعَ الهَوى | وَسِواكَ يَبعَثُهُ الغَرامُ فَيَنطِقُ |
| خُلِقَ الغَرامُ لِأَصغَرَيكَ وَطالَما | ظَنّوا الظُنونَ بِأَصغَرَيكَ وَأَغرَقوا |
| وَرَمَوكَ بِالسَلوى وَلَو شَهِدوا الذي | تَطويهِ في تِلكَ الضُلوعِ لَأَشفَقوا |
| أَخفَيتَ أَسرارَ الفُؤادِ وَإِنَّما | سِرُّ الفُؤادِ مِنَ النَواظِرِ يُسرَقُ |
| نَفِّس بِرَبِّكَ عَن فُؤادِكَ كَربَهُ | وَاِرحَم حَشاكَ فَإِنَّها تَتَمَزَّقُ |
| وَاِذكُر لَنا عَهدَ الَّذينَ بِنايِهِم | جَمَعوا عَلَيكَ هُمومَهُم وَتَفَرَّقوا |
| ما لِلقَوافي أَنكَرَتكَ وَلَم تَكُن | لِكَسادِها في غَيرِ سوقِكَ تَنفُقُ |
| ما لِلبَيانِ بِغَيرِ بابِكَ واقِفاً | يَبكي وَيُعجِلُهُ البُكاءُ فَيَشرَقُ |
| إِنّي كَهَمِّكَ في الصَبابَةِ لَم أَزَل | أَلهو وَأَرتَجِلُ القَريضَ وَأَعشَقُ |
| نَفسي بِرَغمِ الحادِثاتِ فَتِيَّةٌ | عودي عَلى رَغمِ الكَوارِثِ مورِقُ |
| إِنَّ الَّذي أَغرى السُهادَ بِمُقلَتي | مُتَعَنِّتٌ قَلبي بِهِ مُتَعَلِّقُ |
| واثَقتُهُ أَلّا أَبوحَ وَإِنَّما | يَومَ الحِسابِ يُحَلُّ ذاكَ المَوثِقُ |
| وَشَقيتُ مِنهُ بِقُربِهِ وَبِعادِهِ | وَأَخو الشَقاءِ إِلى الشَقاءِ مُوَفَّقُ |
| صاحَبتُ أَسبابَ الرِضا لِرُكوبِهِ | مَتنَ الخِلافِ لِما بِهِ أَتَخَلَّقُ |
| وَصَبَرتُ مِنهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ | حِلمُ الحَليمِ وَيَتَّقيهِ الأَحمَقُ |
| أَصبَحتُ كَالدَهرِيِّ أَعبُدُ شَعرَهُ | وَجَبينَهُ وَأَنا الشَريفُ المُعرِقُ |
| وَغَدَوتُ أَنظِمُ مِن ثَنايا ثَغرِهِ | دُرَراً أُقَلِّدُها المَها وَأُطَوِّقُ |
| صَبري اِستَثَرتَ دَفائِني وَهَزَزتَني | وَأَرَيتَني الإِبداعَ كَيفَ يُنَسَّقُ |
| فَأَبَحتَ لي شَكوى الهَوى وَسَبَقتَني | في مَدحِ عَبّاسٍ وَمِثلُكَ يَسبِقُ |
| قالَ الرَئيسُ فَما لِقَولٍ بَعدَهُ | باعٌ تَطولُ وَلا لِمَدحٍ رَونَقُ |
| شَوقي نَسَبتَ فَما مَلَكتُ مَدامِعي | مِن أَن يَسيلَ بِها النَسيبُ الشَيِّقُ |
| أَعجَزتَ أَطواقَ الأَنامِ بِمَدحِهِ | سَجَدَ البَيانُ لِرَبِّها وَالمَنطِقُ |
| لَم تَترُكا لي في المَدائِحِ فَضلَةً | يَجري بِها قَلَمي الضَعيفُ وَيَلحَقُ |
| نَفسي عَلى شَوقٍ لِمَدحِ أَميرِها | وَيَراعَتي بَينَ الأَنامِلِ أَشوَقُ |
| ماذا أَقولُ وَأَنتُما في مَدحِهِ | بَحرانِ باتَ كِلاهُما يَتَدَفَّقُ |
| العَجزُ أَقعَدَني وَإِنَّ عَزائِمي | لَولاكُما فَوقَ السِماكِ تُحَلِّقُ |
| فَليَهنَئِ العَبّاسُ أَنَّ بِكَفِّهِ | عَلَمَينِ هَزَّهُما الوَلاءُ المُطلَقُ |
| وَليَبقَ ذُخراً لِلبِلادِ وَأَهلِها | يَعفو وَيَرحَمُ مَن يَشاءُ وَيُعتِقُ |
| عَبّاسُ وَالعيدُ الكَبيرُ كِلاهُما | مُتَأَلِّقٌ بِإِزائِهِ مُتَأَلِّقُ |
| هَذا لَهُ تَجري الدِماءُ وَذا لَهُ | تَجري القَرائِحُ بِالمَديحِ وَتُعنِقُ |
| صَدَقَ الَّذي قَد قالَ فيهِ وَحَسبُهُ | أَنَّ الزَمانَ لِما يَقولُ مُصَدِّقُ |
| لَكَ مِصرُ ماضيها وَحاضِرُها مَعاً | وَلَكَ الغَدُ المُتَحَتِّمُ المُتَحَقِّقُ |
أعجمي كاد يعلو نجمه
| أَعجَمِيٌّ كادَ يَعلو نَجمُهُ – في سَماءِ الشِعرِ نَجمَ العَرَبي |
| صافَحَ العَلياءَ فيها وَاِلتَقى – بِالمَعَرّي فَوقَ هامِ الشُهُبِ |
| ما ثُغورُ الزَهرِ في أَكمامِها – ضاحِكاتٍ مِن بُكاءِ السُحُبِ |
| نَظَمَ الوَسمِيُّ فيها لُؤلُؤاً – كَثَنايا الغيدِ أَو كَالحَبَبِ |
| عِندَ مَن يَقضي بِأَبهى مَنظَراً – مِن مَعانيهِ الَّتي تَلعَبُ بي |
| وَجَلَتها حِكمَةً بالِغَةً – أَعجَزَت أَطواقَ أَهلِ المَغرِبِ |
| سائِلوا الطَيرَ إِذا ما هاجَكُم – شَدوُها بَينَ الهَوى وَالطَرَبِ |
| هَل تَغَنَّت أَو أَرَنَّت بِسِوى – شِعرِ هوغو بَعدَ عَهدِ العَرَبِ |
| كانَ مُرَّ النَفسِ أَو تَرضى العُلا – تَظمَأُ الأَفلاكُ إِن لَم يَشرَبِ |
| عافَ في مَنفاهُ أَن يَدنو بِهِ – عَفوُ ذاكَ القاهِرِ المُغتَصِبِ |
| بَشَّروهُ بِالتَداني وَنَسوا – أَنَّهُ ذاكَ العِصامِيُّ الأَبي |
| كَتَبَ المَنفِيُّ سَطراً لِلَّذي – جاءَهُ بِالعَفوِ فَاِقرَأ وَاِعجَبِ |
| أَبَريءٌ عَنهُ يَعفو مُذنِبٌ – كَيفَ تُسدي العَفوَ كَفُّ المُذنِبِ |
| جاءَ وَالأَحلامُ في أَصفادِها – ما لَها في سِجنِها مِن مَذهَبِ |
| طَبَعَ الظُلمُ عَلى أَقفالِها – بِلَظاهُ خاتَماً مِن رَهَبِ |
| أَمعَنَ التَقليدُ فيها فَغَدَت – لا تَرى إِلّا بِعَينِ الكُتُبِ |
| أَمَرَ التَقليدُ فيها وَنَهى – بِجُيوشٍ مِن ظَلامِ الحُجُبِ |
| جاءَها هوغو بِعَزمٍ دونَهُ – عِزَّةُ التاجِ وَزَهوُ المَوكِبِ |
| وَاِنبَرى يَصدَعُ مِن أَغلالِها – بِاليَراعِ الحُرِّ لا بِالقُضُبِ |
| هالَهُ أَلّا يَراها حُرَّةً – تَمتَطي في البَحثِ مَتنَ الكَوكَبِ |
| ساءَهُ أَلّا يَرى في قَومِهِ – سيرَةَ الإِسلامِ في عَهدِ النَبي |
| قُلتَ عَن نَفسِكَ قَولاً صادِقاً – لَم تَشُبهُ شائِباتُ الكَذِبِ |
| أَنا كَالمَنجَمِ تِبرٌ وَثَرىً – فَاِطرَحوا تُربي وَصونوا ذَهَبي |