رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ | مَكَارِمَ فَضْلٍ لا تَنَالُ فَواضِلُهْ |
هُوَ المُشْتَرِي مَا لا يُنَالُ بما غَلا | مِنَ المَجدِ، والمَنضُولُ رَامٍ يُناضِلُهْ |
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسْعاةَ مَا قَدْ بَنى له | أبُوهُ أبُو مُوسى تَصَعّدْ أوائِلُهْ |
رَأيْتُ أكُفّاً قَصّرَ المَجدُ دُونَها | وَكَفّا بِلالٍ فِيهِمَا الخَيرُ كامِلُهْ |
هُما خَيرُ كَفّيْ مُستَغاثٍ وَغٍيرِهِ | إذا ما بَخِيلُ القَوْمِ عَرّدَ نَائِلُهْ |
يُطِيعُ رِجَالٌ نَاهِياتٍ عن العُلى | وَيَأبى بِلالٌ ما تُطَاعُ عَوَاذِلُهْ |
فتىً يهَبُ الجُرْجُورُ، تحتَ ضُرُوعِها | بَناتُ دَجُوجيٍّ، صِغارٌ جَواثِلُهْ |
جَرَى مِنْ مَدىً فوْقَ المئِينَ فلم تجدْ | لَهُ إذْ جَرَى منهُنّ فَحْلاً يُقابِلُهْ |
وَجَاءَ، وَما مَسّ الغُبَارُ عِنَانَهُ | مُلِحّاً على الشّأوِ البَعِيدِ مَناقِلُهْ |
فدُونَكَ هَذي يا بِلالُ، فَإنّهَا | إلَيْكَ بما تَنْمي الكَرِيمَ أوائِلُهْ |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
إلهي أعدني
إلهي أعدني إلى وطني عندليب |
على جنح غيمة |
على ضوء نجمة |
أعدني فلّة |
ترف على صدري نبع وتلّة |
إلهي أعدني إلى وطني عندليب |
عندما كنت صغيراً وجميلاً |
كانت الوردة داري والينابيع بحاري |
صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ |
هل تغيرت كثيراً |
ما تغيرت كثيراً |
عندما نرجع كالريح الى منزلنا |
حدّقي في جبهتي |
تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق |
تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا |
أغنيات حب إلى إفريقيا
هل يأذن الحُرّاس لي بالانحناءْ فوق القبور البيض يا إفريقيا؟ ألقتْ بنا ريح الشمال إليك واختصر المساء أسماءنا الأولى وكُنّا عائدين من النهار بكآبة التنقيب عن تاريخنا الآتي وكنّا متعبين ضاع المغنّي والمحاربُ والطريق إلى النهار من أنت؟ ~~~~ عصفور يجفّفُ ريشه الدامي وكيف دخلت؟ كان الأفق مفتوحاً؟ وكان الأوكسجين ملء الفضاء وما تريد الآن؟ ريشةَ كبرياء وأريد أن أرث الحشائش والغناء فوق القبور البيض.. يا إفريقيا ~~~~ هل يأذن الحراس لي بالاقتراب من جُثَّة الأبنوس.. يا إفريقيا؟ ألقتْ بنا ريح الشمال إليك، واختبأ السحابْ في صدرك العاري ولم تُعلن صواعقنا حدود الاغترابْ ~~~~ والشمسُ بالمجّان مثل الرمل والدم والطريق إلى النهار يمحو ملامحنا، ويتركنا نعيد لانتظار صَفّاً من الأشجار والموتى تحّبكِ نشتهي الموت المؤقّت نشتهيه ويشتهينا نلتف بالمدن البعيدة والبحار لنفسر الأمل المفاجئ والرجوعَ إلى المرايا من أنتَ؟ جنديُّ يعود من التراب بهمزيمة أُخرى وصورة قائد ماذا تريد؟ بيتاً لأمعائي وطفلاً من حديد وأُريد صكَّ براءتي ~~~~ وأريد يا إفريقيا ماذا تريد؟ أريد أن أرث السحاب من جُثَّة الأبنوس.. يا إفريقيا ألقت بنا ريح الشمال إليك يا إفريقيا ألقتْ بنا ريح الشمال لنكون عُشّاقاً وقتلى وبدون ذاكرةٍ ذكرنا كل شيء عن ملامحنا ووجُهك فوق خارطة الظلال مرّ المغني تحت نافذةٍ وخبّأ صوته في راحتيه سرّاً يحبّك أو علانيةً يمرّ وينحني كالقوس، يا إفريقيا وحشيّتان عيناك-يا إفريقيا- وحزينتان ~~~~ عيناك كالحبّ المفاجئ كالبراءة حين تُفترعُ البراءة مرّ المغني تحت نافذة وأعلن يأسه من أنت؟ عاشق من أين جئت؟ أنا من سلالات الزنابق والمشانق والريح تحبل.. ثم تُنجبني وترميني على كل الجهات ماذا تريد؟ أُريد ميلاداً جديد وأريد نافذة جديدهْ لأحبّها سرّاً وتقتلني علانيةً وأرحل عنك.. يا إفريقيا |
أعظم أعمالي
إذا سألوني عن أهم قصيدة |
سكبت بها نفسي وعمري وآمالي |
كتبت بخطٍ فارسيٍ مذهَّبٍ |
على كلِّ نجمٍ أنتِ أعظمُ أعمالي |
تعالي البارحة
إن كان لا يمكنك الحضور | لأي عذرٍ طارئٍ |
سأكتفي بالرائحة | إن كان لا يمكن أن تأتي غداً |
لموعدي | إذن تعالي البارحة |
هتمت قريبة يا أخا الأنصار
هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِ | فَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ |
وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذي | أصْبَحَتْ فِيهِ مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ |
إنّ الحَلِيلَةَ لا يَحِلّ حَرِيمُهَا | وَحَلِيلُهَا يَرْعَى حِمى الأحْرَارِ |
ولَعَمْرُ هَاتِمِ في قَرِيبَةَ ظَالِماً | مَا خَافَ صَوْلَةَ بعْلِهَا البَرْبَارِ |
وَلَوَ أنّهُ خَشِيَ الدَّهَارِس عِنْدَهُ | لَمْ تَرْمِهِ بِهَوَاتِكِ الأسْتَارِ |
وَلَوْ أنّهُ في مَازِنٍ لَتَنَكّبَتْ | عَنْهُ الغَشِيمَةُ آخِرَ الأعْصَارِ |
وَلَخَافَ فَرْسَتَهُ، وَهَزّتَنَا بِهِ | وَشَبَاةَ مِخْلَبِهِ الهِزَبرُ الضّارِي |
وَلَبُلّ هَاتِمُ في قَعِيدَةِ بَيْتِهِ | مِنْهُ، بِأرْوَعَ فَاتِكٍ مِغْيَارِ |
طَلاّعِ أوْدِيَةٍ يُخَافُ طِلاعُهَا | يَعظِ العَزِيمَةِ مُحْصَدِ الأمْرَارِ |
مُتَفَرِّدٍ في النّائِبَاتِ بِرَأيِهِ | إنْ خَافَ فَوْتَ شَوَارِدِ الآثَارِ |
لا يَتّقي إنْ أمْكَنَتْهُ فُرْصَةٌ | دُوَلَ الزّمَانِ، نَظارِ قالَ نَظارِ |
وَلَما أقَامَ وَعِرْسُهُ مَهْتُومَةٌ | مُتَضَمِّخاً بِجَدِيّةِ الأوْتَارِ |
مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللّسَانِ مُفَوَّهاً | مُتَمَثِّلاً بِغَوَابِرِ الأشْعَارِ |
يُهْدِي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَرِيمَهُ | كَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ الدّارِ |