تكبر تكبر |
فمهما يكن من جفاك |
ستبقى بعيني و لحمي ملاك |
وتبقى كما شاء لي حبنا أن أراك |
نسيمك عنبر |
وأرضك سكر |
وإني أحبك .. أكثر |
يداك خمائل |
ولكنني لا أغني |
ككل البلابل |
فإن السلاسل |
تعلمني أن أقاتل |
أقاتل .. أقاتل |
لأني أحبك أكثر |
غنائي خناجر ورد |
وصمتي طفولة رعد |
وزنبقة من دماء |
فؤادي |
وأنت الثرى والسماء |
وقلبك اخضر |
وجزر الهوى فيك مد |
فكيف إذن لا أحبك أكثر |
وأنت كما شاء لي حبنا أن أراك |
نسيمك عنبر |
وأرضك سكر |
وقلبك أخضر |
وغني طفل هواك |
على حضنك الحلو |
أنمو وأكبر |
عابرون في كلام عابر
أيها المارون بين الكلمات العابرة |
احملوا أسماءكم وانصرفوا |
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا |
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة |
وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا |
انكم لن تعرفوا |
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء |
ايها المارون بين الكلمات العابرة |
منكم السيف – ومنا دمنا |
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا |
منكم دبابة اخرى- ومنا حجر |
منكم قنبلة الغاز – ومنا المطر |
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء |
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا |
وادخلوا حفل عشاء راقص ~ وانصرفوا |
وعلينا، نحن، ان نحرس ورد الشهداء |
وعلينا، نحن، ان نحيا كما نحن نشاء |
ايها المارون بين الكلمات العابرة |
كالغبار المر مُرّوا اينما شئتم ولكن |
لا تمرّوا بيننا كالحشرات الطائرة |
فلنا في ارضنا ما نعمل |
ولنا قمح نربّيه ونسقيه ندى اجسادنا |
ولنا ما ليس يرضيكم هنا |
حجر ~ او خجل |
فخذوا الماضي، اذا شئتم الى سوق التحف |
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ان شئتم |
على صحن خزف |
لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل |
ايها المارون بين الكلمات العابرة |
كدِّسوا اوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا |
وأعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس |
او الى توقيت موسيقى المسدس |
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا |
ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف وشعب ينزف |
وطن يصلح للنسيان او للذاكرة |
ايها المارون بين الكلمات العابرة |
آن أن تنصرفوا |
وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا |
آن أن تنصرفوا |
ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا |
فلنا في ارضنا ما نعمل |
ولنا الماضي هنا |
ولنا صوت الحياة الاول |
ولنا الحاضر، والحاضر والمستقبل |
ولنا الدنيا هنا ~ والاخرة |
فاخرجوا من ارضنا |
من برنا ~ من بحرنا |
من قمحنا ~ من ملحنا ~ من جرحنا |
من كل شيء واخرجوا |
من مفردات الذاكرة |
ايها المارون بين الكلمات العابرة |
أمر باسمك
أمر باسمك إذ أخلو إلى نفس | كما يمرّ دمشقي بأندلسي |
هنا أضاء لك الليمون ملح دمي | وهاهنا وقعت ريحٌ على الفرسِ |
أمر باسمك لا جيشٌ يحاصرني | ولا بلاد كأني آخر الحرسِ |
أو شاعر يتمشّى في هواجسه | في دمشق تطير الحمامات |
خلف سياج الحرير | اثنتين ثنتين |
في دمشق ارى لغتي كلها على حبة قمح مكتوبة | بأبرة انثى ينقحها حجر الرافدين. |
في دمشق تطرز أسماء خيل العرب | من الجاهلية حتى القيامة أو بعدها |
بخيوط الذهب | في دمشق تسير السماء على الطرق القديمة |
حافية حافية | فما حاجة الشعراء الى الوحي و الوزن و القافية |
ضعف العزيمة لحد في سكينته
ضُعْفُ العزيمَةِ لَحْدٌ في سَكينَتِهِ | تقضي الحَيَاةُ بَنَاهُ اليأسُ والوجلُ |
وفي العَزيمَةِ قُوَّاتٌ مُسَخَّرَةٌ | يَخِرُّ دونَ مَدَاها الشَّامِخُ الجَبَلُ |
والنَّاسُ شَخْصانِ ذا يَسْعى بهِ قدَمٌ | من القُنُوطِ وذا يَسْعَى بهِ الأَمَلُ |
هذا إلى الموتِ والأَجداثُ ساخِرةٌ | وذا إلى المجدِ والدُّنيا لَهُ خَوَلُ |
مَا كلُّ فِعْلٍ يُجِلُّ النَّاسُ فاعِلَهُ | مَجْداً فإنَّ الوَرَى بي رأْيِهِمْ خَطَلُ |
ففي التَماجُدِ تَمْويهٌ وشَعْوَذَةٌ | وفي الحقيقَةِ مَا لا يُدْرِكُ الدَّجِلُ |
مَا المَجْدِ إلاَّ ابْتِساماتٌ يَفيضُ بها | فمُ الزمَّان إِذا مَا انسدَّتِ الحِيَلُ |
وليسَ بالمجدِ مَا تَشْقَى الحَيَاةُ بهِ | فَيَحْسُدُ اليَوْمَ أَمْساً ضَمَّهُ الأَزَلُ |
فما الحُرُوبُ سِوَى وَحْشيَّةٍ نَهَضَتْ | في أَنْفُسِ النَّاسِ فانْقادَتْ لها الدُّوَلُ |
وأَيْقَظَتْ في قُلوبِ النَّاسِ عاصِفَةً | غامَ الوُجودُ لها وارْبَدَّتِ السُّبُلُ |
فالدَّهْرُ مُنْتَعِلٌ بالنَّارِ مُلْتَحِفٌ | بالهوْلِ والويلِ والأَيامُ تَشْتَعِلُ |
والأَرضُ داميةٌ بالإِثْمِ طامِيَةٌ | ومارِدُ الشَّرِّ في أَرْجائِها ثَمِلُ |
والموتُ كالمَارِدِ الجبَّارِ مُنْتَصِبٌ | في الأَرضِ يَخْطُفُ من قَدْ خانَهُ الأَجَلُ |
وفي المَهَامِهِ أَشلاءٌ مُمَزَّقَةٌ | تَتْلو على القَفْرِ شِعْراً لَيْسَ يُنْتَحَلُ |
شمعة و نهد
ياصاحبي في الدفء | إني أختك الشمعة |
أنا .. وانت .. والهوى | في هذه البقعة |
أوزعُ الضوء .. أنا وأنت للمتعة | في غرفةٍ فنانةٍ .. تلفها الروعة |
يسكنُ فيها شاعرٌ .. أفكاره بدعة | يرمقنا .. وينحني |
يخط في رقعة | صنعته الحرف .. فيا لهذه الصنعة |
يانهدُ .. إني شمعهٌ | عذراءُ .. لي سمعة |
إلى متى؟ نحنُ هنا ياأشقر الطلعة | يادورق العطور .. لم يترك به جرعة |
أحلمهٌ حمراءُ .. هذا | الشيء .. أم دمعة |
أطعمته .. يانهدُ قلبي | قطعةً .. قطعة |
تلفت النهدُ لها | وقال: ياشمعة |
لا تبخلي عليه من | يعطي الورى ضلعه |
أكرهها و أشتهي وصلها
أكرهها وأشتهي وصلَها | وإنني أحب كرهي لها |
أحب هذا اللؤمَ في عينِها | وزورََها إن زوَّرتْ قولَها |
وألمحُ الكذبةَ في ثغرِها | دائرةً باسطةً ظلََّها |
عينٌ كعينِ الذئبِ محتالةٌ | طافتْ أكاذيبُ الهوى حولَها |
تقولُ: أهواكَ، و أهدابُها | تقولُ: لا أهوى |
فياويلَها | قد سكنَ الشيطانُ أحداقَها |
وأطفأتْ شهوتُهأ عقلَها | أشكّ في شكّي إذا أقبلتْ باكيةً |
شارحةً ذلَّها | فإنْ ترفَّقتُ بها استكبرتْ |
وجرَّرت ضاحكةً ذيلَها | إن عانقتني كسّرتْ أضلعي |
وأفرغتْ على فمي غلَّها | يحبّها حِقدي ويا طالما وَدِدتُ .. إذ طوقتُها قتلَها |