بِنَفْسِيَ مَنْ قَلْبِي لَهُ الدَّهْرَ ذَاكِرُوَمَنْ هو عَنِّي مُعْرِضُ القَلْبِ صَابِرُ
وَمَنْ حُبُّهُ يَزْدَادُ عِنْدِي جِدَّة ًوحُبِّي لديهِ مُخلِقُ العَهْدِ دَاثِرُ
قصيدة مجنون لبنى قيس بن ذريح

ماتت لبينى فموتها موتي

ماتَتْ لُبَيْنَى فموتها موتيهَلْ تَنْفَعَنْ حَسْرَة ٌ على الفَوْتِ
وَسَوْفَ أبْكِي بُكَاءَ مُكْتَئِبٍقَضَى حياة ً وجداً على مَيْتِ
قصيدة قيس بن ذريح

يا دار ماوية بالحائل

يَا دَارَ مَاوِيّة َ بِالحَائِلِفَالسَّهْبِ فَالخَبْتَينِ من عاقِل
صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَاوَاسْتَعجَمَت عن منطِقِ السائلِ
قولا لدودانَ عبيد العصاما غركم بالاسد الباسل
قد قرتِ العينانِ من مالكٍومن بني عمرو ومن كاهل
ومن بني غنم بن دودان إذنقذفُ أعلاهُم على السافل
نطعنهم سُلكى ومَخلوجَةًً كرََك لأمينِ على نابلِ
إذْ هُنّ أقسَاطٌ كَرِجْلِ الدَّبىأو كقطا كاظمة َ الناهلِ
حَتى تَرَكْنَاهُمْ لَدَى مَعْرَكٍأرْجُلُهْمْ كالخَشَبِ الشّائِلِ
حَلّتْ ليَ الخَمرُ وَكُنتُ أمْرَأًعَنْ شُرْبهَا في شُغُلٍ شَاغِلِ
فَاليَوْمَ أُسْقَى غَيرَ مُسْتَحْقِبٍإثماً من الله ولا واغلِ
قصيدة امرؤ القيس

أمل

ما زال في صحونكم بقية من العسل
ردوا الذباب عن صحونكم
لتحفظوا العسل
ما زال في كرومكم عناقد من العنب
ردوا بنات آوى
يا حارسي الكروم
لينضج العنب
ما زال في بيوتكم حصيرة .. وباب
سدوا طريق الريح عن صغاركم
ليرقد الأطفال
الريح برد قارس .. فلتغلقوا الأبواب
ما زال في قلوبكم دماء
لا تسفحوها أيّها الآباء
فإن في أحشائكم جنين
مازال في موقدكم حطب
وقهوة .. وحزمة من اللهب
قصيدة محمود درويش

الجميلات هن الجميلات

الجميلات هن الجميلات
نقش الكمنجات في الخاصرة
الجميلات هن الضعيفات
عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة
الجميلات هن القويات
يأسٌ يضيء ولا يحترق
الجميلات هن الأميرات
ربَّاتُ وحي قلق
الجميلات هن القريبات
جاراتُ قوس قزح
الجميلات هن البعيدات
مثل أغاني الفرح
الجميلات هن الفقيرات
مثل الوصيفات في حضرة الملكة
الجميلات هن الطويلات
خالات نخل السماء
الجميلات هن القصيرات
يُشرَبْنَ في كأس ماء
الجميلات هن الكبيرات
مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق
الجميلات هن الصغيرات
وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق
الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت ِ
إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبل القاتلات
أبيات شاعر فلسطين محمود درويش

أهديها غزالا

وشاح المغرب الوردي فوق ضفائر الحلوة
وحبة برتقال كانت الشمس
تحاول كفها البيضاء أن تصطادها عنوة
وتصرخ بي، و كل صراخها همس
أخي! يا سلمي العالي
أريد الشمس بالقوة
و في الليل رماديّ، رأينا الكوكب الفضي
ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت
وقالت، و هي حين تقول، تدفعني إلى الصمت
تعال غدا لنزرعه.. مكان الشوك في الأرض
أبي من أجلها صلّى و صام
وجاب أرض الهند و الإغريق
إلها راكعا لغبار رجليها
وجاع لأجلها في البيد.. أجيالا يشدّ النوق
وأقسم تحت عينيها
يمين قناعة الخالق بالمخلوق
تنام، فتحلم اليقظة في عيني مع السّهر
فدائيّ الربيع أنا، و عبد نعاس عينيها
وصوفي الحصى، و الرمل، و الحجر
سأعبدهم، لتلعب كالملاك، و ظل رجليها
على الدنيا، صلاة الأرض للمطر
حرير شوك أيّامي،على دربي إلى غدها
حرير شوك أيّامي
وأشهى من عصير المجد ما ألقى.. لأسعدها
وأنسى في طفولتها عذاب طفولتي الدامي
وأشرب، كالعصافير، الرضا و الحبّ من يدها
سأهديها غزالا ناعما كجناح أغنية
له أنف ككرملنا
وأقدام كأنفاس الرياح، كخطو حريّة
وعنق طالع كطلوع سنبلنا
من الوادي ..إلى القمم السماويّة
سلاما يا وشاح الشمس، يا منديل جنتنا
ويا قسم المحبة في أغانينا
سلاما يا ربيعا راحلا في الجفن! يا عسلا بغصتنا
ويا سهر التفاؤل في أمانينا
لخضرة أعين الأطفال.. ننسج ضوء رايتنا
قصيدة محمود درويش