| السروةُ إنكسَرَتْ كمئذنةٍ، ونامت في |
| الطريق على تَقَشُّف ظِلِّها، خضراءَ، داكنةً، |
| كما هِيَ. لم يُصَبْ أَحدٌ بسوء. مَرّت |
| العَرَباتُ مُسْرِعَةً على أغصانها. هَبَّ الغبارُ |
| على الزجاج السروةُ انكسرتْ، ولكنَّ |
| الحمامة لم تغيِّر عُشَّها العَلَنيَّ في دارٍ |
| مُجَاورةٍ. وحلّق طائران مهاجران على |
| كَفَاف مكانها، وتبادلا بعضَ الرموز. |
| وقالت امرأةٌ لجارتها تُرَى، شأهَدْتِ عاصفةً؟ |
| فقالت لا، ولا جرَّافةً والسروةُ |
| انكسرتْ. وقال العابرون على الحُطام |
| لعلَّها سَئِمَتْ من الإهمال أَو هَرِمَتْ |
| من الأيّام، فَهْيَ طويلةٌ كزرافةٍ، وقليلةُ |
| المعنى كمكنسةِ الغبار، ولا تُظَلِّلُ عاشِقَيْن. |
| وقال طفلٌ كنتُ أَرسمها بلا خطأ، |
| فإنَّ قوامَها سَهْلٌ. وقالت طفلةٌ إن |
| السماءَ اليوم ناقصةٌ لأن السروةٌ انكسرت. |
| وقال فتىً ولكنَّ السماءَ اليوم كاملةٌ |
| لأن السروةَ انكسرتْ. وقُلْتُ أَنا |
| لنفسي لا غُموضَ ولا وُضُوحَ، |
| السروة انكسرتْ، وهذا كُلُّ ما في |
| الأمرِ إنَّ السروة انكسرتْ. |
وقوع الغريب على نفسه في الغريب
| لا اسمَ لنا يا غريبةُ عند وُقُوع |
| الغريب على نفسه في الغريب لَنَا من |
| حديقتنا من أرض ليلك ولتُبْطِني |
| وما تشائين . جئنا على عَجَلٍ من غروب |
| مكانين في زمن واحد وبحثنا معاً |
| عن عناويننا: فاذهبي خَلْف ظلِّك |
| شَرْقَ نشيد الأَناشيد راعيةً للقطا |
| تجدي نجمةً سَكَنَتْ موتها فاصعدي جَبَلاً |
| مُهْمَلاً تجدي أَمسِ يُكْمِلُ دورتَهُ في غدي |
| تجدي أَين نكون معاً |
| واحدٌ نحن في اُثنين |
| فاذهب إلى البحر غَرْبَ كتابك |
| واغطُسْ خفيفاً خفيفاً كأنَّك تحمل |
| نَفْسَكَ عند الولادة في موجتين |
| تجدْ غابةً من حشائش مائيةٍ خفيفاً |
| خفيفاً كأنك لا شيء في أَيَّ سيء |
| تجدنا معاً |
| واحدٌ نحن في اُثنين |
| فاذهب إلى البحر غَرْبَ كتابك |
| واغطُسْ خفيفاً كأنَّك تحمل |
| نَفْسَكَ عند الولادة في موجتين |
| تجدْ غابةً من حشائش مائيةٍ وسماءً |
| من الماء كأنك لا شيء في أَيَّ شيء |
| تجدنا معاً |
| واحدٌ نحن في اُثنين |
| ينقُصُنا أَن نرى كيف كنا هنا يا |
| غريبةُ ظلِّين ينفتحانِ وينغلقانِ على ما |
| تشكَّل من شكلنا يختفي ثم يظهَرُ |
| في جَسَدٍ يختفي في التباس الثنائية |
| الأَبدية ينقُصُنا أَن نعودَ إلى اُثنين |
| كي نتعانق أكثر لا اسم لنا يا غريبة |
| عند وقوع الغريب على نفسه في الغريب |
هبيني امرءاً إن تحسني فهو شاكر
| هبيني امرءاً إِنْ تُحْسني فهو شاكرٌ | لِذَاكَ وإنْ لم تُحْسِني فَهُوَ صَافِحٌ |
| وإِنْ يَكَ أَقوامٌ أساؤوا وأهجروا | فإنَّ الذي بيني وبينكِ صالحُ |
| ومهما يكن فالقلب يا لُبْنُ ناشرٌ | عليكِ الهَوَى والجَيْب ما عشتُ ناصِحُ |
| وإنَّكِ مِنْ لُبْنَى العَشِيَّة َ رَائِحٌ | مَرِيضُ الذي تُطْوَى عليه الجَوَانِحُ |
| فما وَجِدَتْ وَجْدي بها أمُّ وَاحِدٍ | بِوَاحِدِهَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ صَفَائِحُ |
| وَجَدْتُ بِها وَجْدَ المُضِلِّ رِكَابَهُ | بمكَّة والرُّكبانُ غادٍ ورائِحُ |
قد قلت للقلب لا لبناك فاعترف
| قَد قُلتُ لِلقَلبِ لا لُبناكَ فاعترِفِ | واقضِ اللُّبانَة َ ما قَضَّيتَ وانصَرِفِ |
| قَدْ كُنْتُ أحْلِفُ جَهْداً لا أفَارِقُها | أُفٍّ لِكَثْرَة ِ ذَاكَ القِيلِ والحَلِفِ |
| حَتَّى تَكَنَّفَنِي الوَاشُونَ فَاِفتُلِتَت | لا تَأمَنَن رَبَداً مِن غِشِّ مُكتَنِفِ |
| هَيهاتَ هَيهاتَ قَد أَمسَت مُجاوِرَةً | أهْلَ العَقِيقِ وأمْسَيْنا على سَرَفِ |
| هَيٌّ يَمانونَ وَالبَطحاءُ مَنزِلُنا | هذا لَعَمْرُكَ شَمْلٌ غَيْرُ مُؤْتَلِفِ |
جزى الرحمن أفضل ما يجازي
| جَزَى الرَّحْمن أفْضَلَ ما يُجَازِي | على الإحسانِ خَيراً مِنْ صَديقِ |
| فَقَد جَرَّبتُ إخواني جميعاً | فما ألْفَيْتُ كابْنِ أبي عَتِيقِ |
| سَعَى في جَمعِ شَملي بَعدَ صَدعٍ | وَرَأْيٍ هدْتُ فيهِ عَنِ الطَّرِيقِ |
| وَأطفأ لَوعَة ً كانَت بِقَلبي | أغَصَّتني حَرَارَتُها بِرِيقي |
بليغ إذا يشكو إلى غيرها الهوى
| بَليغٌ إذا يَشكو إلى غَيرِها الهَوَى | وإنْ هُوَ لاَقَاهَا فَغَيْرُ بَلِيغِ |