سلبتَ عقلي ياغصناً من السُّمَلِ | يازهرةَ الروح ياأحلى من العسلِ |
فصرتُ مجنونُ فيكِ يامعذبتي | ألهو بِحُبكِ كالسكرانِ والثملِ |
خذي فوأدي. لايُغني.. بمفردهِ | مادام. والعقلُ مسلوباً مع المقلِ |
حُليُّ قلبي وأسورُ الفوأدِ لكِ | وزينةُ الروحِ مبذولٌ لخيرِ حُلِيّ |
ياأم أسعد. أنتِ السَّعدُ أكملهُ | بكِ سُعدتُ فقلبي فارحٌ وسلي |
أنتي الحقيقةُ زوجٌ صالحٌ ولكِ | باعٌ طويلٌ من الأخلاقِ. والعملِ |
إذا أمرتُكِ. أو ناديتُ.. ياقمري | أجبتِ لبيكَ ياشمسي وتمتثلي |
تقاسميني همومي. تبعثي أملاً | تخففي كآفةَ الألامِ .. والعِللِ |
تودعيني إذا ماسِرتُ في عملٍ | وتنظُريني على الأبوابِ بالقُبلِ |
وإن أنا غِبتُ عنكِ تحْمِلي قلقاً | وتسألي كلَّ من يأتي وتتصلي |
تدلليني كطفلٍ. لا شقيقَ. لهُ | أتى لأمٍ. على دهرٍ. من الحِبَلِ |
مهما يقولون عنكِ لن أصدقهم | وهل لواشيكِ إلا خيبةُ الأملِ |
نعم يقولون: ياليلى. فأزجرهم | قصيرةُ. الطولِ خلخالٌ. بلا ثِقَلِ |
فابتسمْ- لا أبالي- بل أُعنفهمْ | ياقوم إن قصارَ الطولِ كالعَسَلِ |
سأظل أهتف في أوساطهم علناً | سلبتَ غقلي ياغصناً من السُّمَلِ |
قصيدة حب
قصيدة حب وقصائد الحب القصيرة و الطويلة شعر نزار قباني في الحب و قصائد مجنون ليلى في الغزل.
لا تدعي حباً
لاتَدَّعِي حُباً وأ نتَ مُقَصِّرُ |
في حقِ من أحببتَ أو مُتكبرُ |
فالحبُ لو شغفَ الفؤادَ حقيقةً |
ماكنتَ تبخلُ بالوصالِ وتهجرُ |
ولو كُنْتَ مِمِنْ يَصْدُقُون بحبِهم |
لَبَذَلْتَ ماتسطع عليه وتقدرُ |
فالحبُ ليس عِبارةً. مَعْسُولَةً |
وكفى بَلْ ماتَحُسُ وتَشْعُرُ |
قد ربما تَفْدِي بروحِكَ رُوحَهُ |
وتموتُ من أَجْلِ الحبيبِ وتُقْبَرُ |
ولا خيرَ في. حُبٍ تبؤءُ بإثمهِ |
وتَصّلَى. بهِ في النَّارِ حين تُسَعْرُ |
فللحبِ طَعْمٌ في الحلالِ ولَذّةٌ |
ودِفْءٌ وأمّنٌ .يامُحِبُ وتُؤجَرُ |
فلا تلفتْ نحو الحرامِ. وتشتهي |
حلوى الرذيلةِ والحلالُ مُيَسّرُ |
فراغ فسيح
فراغ فسيح. نحاس. عصافير حنطيَّة |
اللون. صفصافَة. كَسَل. أفق مهْمَل |
كالحكايا الكبيرة. أَرض مجعَّدة الوجه |
صَيْف كثير التثاؤب كالكلب في ظلِّ |
زيتونة يابس عرَق في الحجارة |
شمس عمودية لا حياة ولا موت |
حول المكان جفاف كرائحة الضوء في القمح |
لا ماء في البئر و القلب |
لا حبَّ في عَمَل الحبِّ – كالواجب الوطنيِّ |
هو الحبّ صحراء غير سياحيَّةٍ غير |
مرئيَّةٍ خلف هذا الجفاف جفاف |
كحرية السجناء بتنظيف أعلامهم من |
براز الطيور جفاف كحقِّ النساء |
بطاعة أزواجهنَّ وهجر المضاجع, لا |
عشب أَخضر، لا عشب أَصفر, لا |
لون في مَرَض اللون, كلّ الجهات |
رمادٌية |
لا انتظارٌ إذاً |
للبرابرة القادمين إلينا |
غداة احتفالاتنا بالوطنْ |
وأنتِ معي
وأنتِ معي لا أَقول هنا الآن |
نحن معاً بل أَقول أَنا أَنتِ |
والأَبديةُ نسبح في لا مكانْ |
هواءٌ وماءٌ نفكُّ الرموز نُسَمِّي |
نُسَمَّى ولا نتكلّم إلاّ لنعلم كم |
نَحْنُ نَحْنَ وننسى الزمانْ |
ولا أَتذكَّرُ في أَيَّ أرضٍ وُلدتِ |
ولا أَتذكر من أَيّ أَرض بُعثتُ |
هواءٌ وماء ونحن على نجمة طائرانْ |
وأَنتِ معي يَعْرَقُ الصمتُ يغرورقُ |
الصَّحْوْ بالغيم، والماءُ يبكي الهواء |
على نفسه كلما اُتَّحد الجسدانْ |
ولا حُبَّ في الحبِّ |
لمنه شَبَقُ الروح للطيرانْ |
كمقهى صغير هو الحب
كمقهي صغير علي شارع الغرباء |
هو الحبّ يفتح أبوابه للجميع |
كمقهي يزيد وينقص وفق المناخ |
إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده |
وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا |
أَنا هاهنا يا غريبة في الركن أجلس |
ما لون عينيكِ ما إسمك كيف |
أناديك حين تمرِّين بي وأَنا جالس |
في انتظاركِ |
مقهي صغيرٌ هو الحبّ أَطلب كأسيْ |
نبيذ وأَشرب نخبي ونخبك أَحمل |
قبَّعتين وشمسيَّة إنها تمطر الآن |
تمطر أكثر من أيِّ يوم ولا تدخلينَ |
أَقول لنفسي أَخيرا لعلَّ التي كنت |
أنتظر انتظَرتْني أَو انتظرتْ رجلا |
آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه عليَّ |
وكانت تقول أَنا هاهنا في انتظاركَ |
ما لون عينيكَ أَيَّ نبيذٍ تحبّ |
وما اَسمكَ كيف أناديكَ حين |
تمرّ أَمامي |
كمقهي صغير هو الحب |
أكرهها و أشتهي وصلها
أكرهها وأشتهي وصلَها | وإنني أحب كرهي لها |
أحب هذا اللؤمَ في عينِها | وزورََها إن زوَّرتْ قولَها |
وألمحُ الكذبةَ في ثغرِها | دائرةً باسطةً ظلََّها |
عينٌ كعينِ الذئبِ محتالةٌ | طافتْ أكاذيبُ الهوى حولَها |
تقولُ: أهواكَ، و أهدابُها | تقولُ: لا أهوى |
فياويلَها | قد سكنَ الشيطانُ أحداقَها |
وأطفأتْ شهوتُهأ عقلَها | أشكّ في شكّي إذا أقبلتْ باكيةً |
شارحةً ذلَّها | فإنْ ترفَّقتُ بها استكبرتْ |
وجرَّرت ضاحكةً ذيلَها | إن عانقتني كسّرتْ أضلعي |
وأفرغتْ على فمي غلَّها | يحبّها حِقدي ويا طالما وَدِدتُ .. إذ طوقتُها قتلَها |