سلبتَ عقلي ياغصناً من السُّمَلِ | يازهرةَ الروح ياأحلى من العسلِ |
فصرتُ مجنونُ فيكِ يامعذبتي | ألهو بِحُبكِ كالسكرانِ والثملِ |
خذي فوأدي. لايُغني.. بمفردهِ | مادام. والعقلُ مسلوباً مع المقلِ |
حُليُّ قلبي وأسورُ الفوأدِ لكِ | وزينةُ الروحِ مبذولٌ لخيرِ حُلِيّ |
ياأم أسعد. أنتِ السَّعدُ أكملهُ | بكِ سُعدتُ فقلبي فارحٌ وسلي |
أنتي الحقيقةُ زوجٌ صالحٌ ولكِ | باعٌ طويلٌ من الأخلاقِ. والعملِ |
إذا أمرتُكِ. أو ناديتُ.. ياقمري | أجبتِ لبيكَ ياشمسي وتمتثلي |
تقاسميني همومي. تبعثي أملاً | تخففي كآفةَ الألامِ .. والعِللِ |
تودعيني إذا ماسِرتُ في عملٍ | وتنظُريني على الأبوابِ بالقُبلِ |
وإن أنا غِبتُ عنكِ تحْمِلي قلقاً | وتسألي كلَّ من يأتي وتتصلي |
تدلليني كطفلٍ. لا شقيقَ. لهُ | أتى لأمٍ. على دهرٍ. من الحِبَلِ |
مهما يقولون عنكِ لن أصدقهم | وهل لواشيكِ إلا خيبةُ الأملِ |
نعم يقولون: ياليلى. فأزجرهم | قصيرةُ. الطولِ خلخالٌ. بلا ثِقَلِ |
فابتسمْ- لا أبالي- بل أُعنفهمْ | ياقوم إن قصارَ الطولِ كالعَسَلِ |
سأظل أهتف في أوساطهم علناً | سلبتَ غقلي ياغصناً من السُّمَلِ |
قصائد سامي العياش الزكري
قصائد الشاعر العربي اليمني سامي العياش الزكري في مكتبة قصائد العرب.
لا تدعي حباً
لاتَدَّعِي حُباً وأ نتَ مُقَصِّرُ |
في حقِ من أحببتَ أو مُتكبرُ |
فالحبُ لو شغفَ الفؤادَ حقيقةً |
ماكنتَ تبخلُ بالوصالِ وتهجرُ |
ولو كُنْتَ مِمِنْ يَصْدُقُون بحبِهم |
لَبَذَلْتَ ماتسطع عليه وتقدرُ |
فالحبُ ليس عِبارةً. مَعْسُولَةً |
وكفى بَلْ ماتَحُسُ وتَشْعُرُ |
قد ربما تَفْدِي بروحِكَ رُوحَهُ |
وتموتُ من أَجْلِ الحبيبِ وتُقْبَرُ |
ولا خيرَ في. حُبٍ تبؤءُ بإثمهِ |
وتَصّلَى. بهِ في النَّارِ حين تُسَعْرُ |
فللحبِ طَعْمٌ في الحلالِ ولَذّةٌ |
ودِفْءٌ وأمّنٌ .يامُحِبُ وتُؤجَرُ |
فلا تلفتْ نحو الحرامِ. وتشتهي |
حلوى الرذيلةِ والحلالُ مُيَسّرُ |
الحياة الجميلة
إن الحياةَ جميلةٌ ومليحةْ | ووسيعةٌ أرجاؤها و فَسِيّحَةَ |
في ظلِ موعظةٍ بِحَلّقَةِ عَالِمٍ | ذكرى وعلمِِ نافعٍ. ونَصِيّحَةْ |
وبرِ أمِّ أو أبٍ بِتَذَلُّلٍ | عن طيبِ نفسِ سهلةٍ ومُريحةْ |
وحنان أبناءٍ وزوجٍ صالحٍ | ذات الدلالِ صغيرةٍ ومليّحَةْ |
وصحبةِ خيرٍ ووصلِ أقاربٍ | وطِيّبةِ جارٍ ودارِ فسِيّحَةْ |
ووفرةِ مالٍ بالحلالِ لِحَاجَةٍ | وإطلاقِ كَفٍّ بالعطاءِ شَحِيّحَةْ |
وقناعةٍ ورضىً بكلِ مُقَدَّرٍ | وَصَبْرٍ وإلا فالحياةُ قَبِيّحَةْ |
هذي السَّعَادَةُ ظاهراً وخفاؤها | غُفرانُ ذنبٍ ..وسترُ فَضِيّحَةْ |
مابالها عن ناظري تتلثم
مابالُها عن ناظري تتلثمُ | وأنا المحبُ لقلبِها والمُغرمُ |
ألأنّنِي وَلِهٌ بها ومُعَذَبٌ | تُملي عليّ دلالَها وتُتَرجِمُ |
سلبتْ فؤادي نظرةٌ خَطَّافَةٌ | من طرفِها فغدتْ به تتحكمُ |
أغنتني عن حلو الكلامِ بصمتِها | وحياءِها…..فكيف لو تتكلمُ |
عَبَسَتْ بوجهي للعتابِ كأنما | ملكتَ قلبي فكيف لو تتبسمُ |
فَكِلْمَةٌ منها لجرحي بَلسمٌ | وبسمةٌ من ثغرها لي مرهمُ |
إنّ الهوى قَتْلٌ لمن يهوى | بلا وصلٍٍ يدومُ ومأتمُ |
ويموتُ لكن لايزالُ مُمَنِيَاً | ليتَ الحبيبَ بقبرِ. يترحمُ |
وغزة وتداعي الأمم عليها
يَمُوجُ بي في شراييني دمي | كأنَّ بينَ ضُلوعي ثورةُ الحُمَمِ |
فيضمُني ألمٌ يُحَطّمٌ أضْلُعِي | فتزلُ بي من قامتي قدمي |
وأكادُ أفقدُ عقلي في مَدَارِكِهِ | من سطوةِ الأوجاعِ الأَلمِ |
وتلك بعضُ جراحي النازفاتِ | دماً …لِمَا يجري من النِقَمِ |
في أرض غزة والنيرانُ تَلْفَحُهَا | وقد تداعتْ عليها سائرُ الأُممِ |
موتٌ يداهِمُهَا من كلِ زاويةٍ | هدمٌ وحرقٌ وقتلٌ غير مُحترمِ |
خوفٌ وجوعٌ وداءٌ لا دواءَ لهُ | من الحصارِ ومنعِ الماءِ واللُّقَمِ |
غدرٌ بليلٍ وقتلُ الأبرياءِ ضُحَىً | إبادةٌ وانتهاكاتٌ لذي الحُرَمِ |
مجازرٌ تُذهلُ الأحلامَ رؤيتُها | فيفقدُ العقلَ أهلُ الرأي والحِكمِ |
جرائمُ لم ترى عيني بشاعتَها | يَشيبُ لها الولدانُ في الرَّحِمِ |
وكلُ هذا لِأَنَ القدس قبلتُنا | الأولى ومسرى سيّدُ الأُممِ |
قد دنسوهُ وداسوا طُهرِ تربتهِ | وهم يُريدونَ منا ثالثَ الحَرَمِ |
مُستأجرٌ طامعٌ بالبيتِ أآخذهُ | لنفسهِ عنوةً بالغدرِ والتُهَمِ |
حتى إذا نالَ صَكَاً في تَمَلُّكِهِ | كَذِبَاً وزُوراً من التدليسِ الوَهَمِ |
أسلَ سيفاً على من كان يَمْلِكُهُ | حقاً وصِدقَاً بأِصْكَاكٍ من القِدمِ |
فالظلمُ والعنفُ والأرهابِ عادتُهُ | إن لمْ نُنَازِلُهُ بالسيفِ واللَّؤَمِ |
محتلُ غازٍ ظلومٌ لاأمانَ لهُ | قردٌ قبيحٌ وهل للقردِ من ذِمَمِ |
هم يحشدون لحربٍ لازمامَ لها | ونحنُ نحشدُ للأراءِ والقِمَمَ |
إلى متى يابني الأسلامِ.ويحكمُ | تقوى علينا علوج الكفر والقُزُمِ |
نرى المجازرَ في أوطانِنا علناً | منهم فنتهمُ القربى وذا الرَحِمِ |
لابد للعزِ والتمكينِ من رجلٍ | يُسَعِّرُ الحربَ بين العُرْبِ والعَجَمِ |
فينصرُ اللهُ من يَنْصُرْهُ مُتَشِحَاً | سيفَ الجهادِ مع الأصرارِ والهِمَمَ |
ولن يكون بلا. دينٍ ولا سُنَنٍ | ولن يكون بلا رأيٍ ولا حِكَمِ |
ولن يكون بلا إقدامِ مُقْتَدِرٍ | من عزمِ خالدَ أو. أصرارِ مُعتصمِ |
عودوا لدِينِكُمُ نبراسِ عِزّكُمُ | يأمتي. وجهادِ السيفِ. والقلمِ |
أطلال غزة
عَزَّ الجبانُ فذّلْ | قلبُ الشُجاعِ البطلْ |
في أمةٍ سيفُها | في غِمدِها لم يُسَلْ |
تخشى على جُنْدِها | حرَ الوغى والأَجَلْ |
الثعلُ يغزو الحمى | والليثُ يُبْدِي الوَجَلْ |
والفأرُ في زحفهِ | يفرُ منهُ الجَمَلْ |
يامن يُسَائِلُنِي | أصار هذا ؟ أَجَلْ |
أنظر إلى .غزةٍ | ترمي لظَاهَا الشُّعَلْ |
وهل…..سُيُطفِئُها | إلا الغَرَقْ…. والبَلَلْ |
وليس. إلا دَمَاً | يجري ودمعَ المُقَلْ |
أنظر إلى طِفْلةٍ | يهوي عليها الجَبِلْ |
أو شيبةٍ عاجزٍ | أونسوةٍ في الحُلَلْ |
أو أَعْزَلٍ حائرٍ | ألقى السَّلامَ رحلْ |
أنظرْ … لأشلائِهم | وأنظرْ لصمت الدول |
كانت هنا غزةٌ | واليوم أضحتْ طَلَلْ |
أنظرْ …. لأَِطْلِالَها | رسمٌ وذكرى وَطَلْ |
سألتُ من سَائَلَنِي | أصار ذاكَ ؟ أَجَلْ |
الخوف داءٌ عُضَالْ | والجبنُ أمُّ العِلَلْ |