| تَمَادَى عَبْدُكَ العَاصِي كَثَيّرَا | وَأَقْبَلَ نَادِمَاً وَجِلاً كَسِيّرَا |
| يَجُودُ بِدَمْعهِ سُحُبَاً أَفَاضَتْ | عَلَى وجَنَاتِهِ مَطَرَاً غَزِيّرَا |
| يَمُدُّ يَدَيّهِ نَحْوَكَ مُسْتَغِيّثَاً | أَغِثْنِي ثُمْ جَنِّبْنِي السَّعِيّرَا |
| أَتَيّتُكَ تَائِبَاً أَرّجُو نَجَاةً | وَمَغْفِرَةً وَعَافِيَةً وَنُورَا |
| فِإِنِّي مَاعَصَيّتَكَ عَنْ تَعَالٍ | وَمَا أَنَا بِالّذِي يَعْصِي غُرُوْرَا |
| وَلَكِنِّيْ عِلِمْتُكَ ذَاتِ عَفْوٍ | فَقَارَفْتُ المَعَاصِيَ والشُّرُوْرَا |
| لِظَنِّيْ فِيْكَ خَيّرَاً يَاإِلَهِيْ | وَأَنَّكَ كُنْتَ لِلّعَاصِيْ غَفُوْرَا |
| وِإِنِّيْ تَائِبٌ مَنْ كَلِّ ذَنْبٍ | أُأَنِّبُ فِيْ ضَمَائِرِيَ. الضَّمِيّرا |
| لَأَنّكَ رُغْمَ عَفْوِكَ ذُو عَذَابٍ | أَتَيّتُكَ مِنْ عَذَابِكَ مُسْتَجِيّرَا |
قصائد سامي العياش الزكري
قصائد الشاعر العربي اليمني سامي العياش الزكري في مكتبة قصائد العرب.
فتيات اليوم
| أرى فتياتِ اليوم صِرنْ طرائدا | ويطردنَ صيداً لا يُحاذرن صائدا |
| فما حيلةُ. الصيادِ إلا اصطيادها | إذا ما رأى بين الشّباكِ الطرائدا |
| أيتركُ غُزْلاناً تجودُ بنفسها | وتَرّمِي أليه الطُعْمَ، ساقاً وساعداً |
| وفي لحظِها سهمٌ إذا ما رمتْ بهِ | أصابتْ بهِ قلباً فأردتهُ هامدا |
| وفي ثغرها العُنابُ يُقطرُ حُمْرةً | وفي جيدِها عقدٌ تحلى قلائدا |
| وقد أسدلت شَعراً وأرخت ظفائراً | كما باسقاتِ النخلِ ارخت جرائدا |
| وفي العينِ كحلٌ لايفارق رمشها | وفي وجهِها خدُ يُريحُ الوسائدا |
| وفي كفها نقشُ يذوّبُ لحمهُ | ليصبح لون الدمِ و العظمِ أسودا |
| وليت المفاتن هذهِ طُعْمَ صيدها | ولكنّ تعرتْ فوق هذا وأزيدا |
| فصارت كزوجٍ بين أحضانِ زوجها | حلالٌ على الزوجينِ ريّاً ومُوردا |
| حرامٌ. على مادونهم لو تزينتْ | ولو كان إبناً في صباهُ ووالدا |
| أيسلمُ. هذا لو رَمَتْهُ غزالةٌ | بألحاظِ طرفٍ لا ولو كان عابدا |
| ولو كان أعمى للأذانِ مرتلاً | ويسمعٌ صوتاً ناعماً يتركُ الندا |
| فهنْ فتنةُ الدنيا وزهرةُ عيشِها | يميلُ لهن القلبُ لو كان جلمدا |
| فهاهنّ في كل الشوارعِ لو ترى | ترى ما يسوءُ العينُ منهُ مشاهِدا |
| نزعنِ جلابيبَ الحياءِ ومُرطَها | وألقيّنَ. بُردَ الإحشتامِ مع الرِدَا |
| وأبدينَ عن شغلِ البيوتِ .تمرداً | ليحجزن في شُغلِ الرجالِ مقاعدا |
| ترى للنساء في كل سوقِ.ومحفلٍ | وفي كل أعمال الرجال تواجدا |
| فمادام هذا الحالُ حالُ نساءِنا | ضعوا فوق أعناق الرجال القلائدا |
| وجزوا شواربهم لكي لا .نلومهمْ | يعدون في البيت الغدا والموائدا |
| أغلظتُ قولي غاضباً عن فعالهم | لقد أشعلوا مابين صدري..مواقدا |
| أهذي نساهم لا يغارون ويحهم | يخالطنْ كلَ الناس بَراً وفاسدا |
| أقول لهم عُفوا نساكمْ وحافظوا | على عرضكم وابنوا لهن المراقدا |
| وأهمس في أذن الذي لايطيعني | أفدتُكَ لكن لا تحبُ الفوائدا |
سلبت عقلي
| سلبتَ عقلي ياغصناً من السُّمَلِ | يازهرةَ الروح ياأحلى من العسلِ |
| فصرتُ مجنونُ فيكِ يامعذبتي | ألهو بِحُبكِ كالسكرانِ والثملِ |
| خذي فوأدي. لايُغني.. بمفردهِ | مادام. والعقلُ مسلوباً مع المقلِ |
| حُليُّ قلبي وأسورُ الفوأدِ لكِ | وزينةُ الروحِ مبذولٌ لخيرِ حُلِيّ |
| ياأم أسعد. أنتِ السَّعدُ أكملهُ | بكِ سُعدتُ فقلبي فارحٌ وسلي |
| أنتي الحقيقةُ زوجٌ صالحٌ ولكِ | باعٌ طويلٌ من الأخلاقِ. والعملِ |
| إذا أمرتُكِ. أو ناديتُ.. ياقمري | أجبتِ لبيكَ ياشمسي وتمتثلي |
| تقاسميني همومي. تبعثي أملاً | تخففي كآفةَ الألامِ .. والعِللِ |
| تودعيني إذا ماسِرتُ في عملٍ | وتنظُريني على الأبوابِ بالقُبلِ |
| وإن أنا غِبتُ عنكِ تحْمِلي قلقاً | وتسألي كلَّ من يأتي وتتصلي |
| تدلليني كطفلٍ. لا شقيقَ. لهُ | أتى لأمٍ. على دهرٍ. من الحِبَلِ |
| مهما يقولون عنكِ لن أصدقهم | وهل لواشيكِ إلا خيبةُ الأملِ |
| نعم يقولون: ياليلى. فأزجرهم | قصيرةُ. الطولِ خلخالٌ. بلا ثِقَلِ |
| فابتسمْ- لا أبالي- بل أُعنفهمْ | ياقوم إن قصارَ الطولِ كالعَسَلِ |
| سأظل أهتف في أوساطهم علناً | سلبتَ غقلي ياغصناً من السُّمَلِ |
لا تدعي حباً
| لاتَدَّعِي حُباً وأ نتَ مُقَصِّرُ |
| في حقِ من أحببتَ أو مُتكبرُ |
| فالحبُ لو شغفَ الفؤادَ حقيقةً |
| ماكنتَ تبخلُ بالوصالِ وتهجرُ |
| ولو كُنْتَ مِمِنْ يَصْدُقُون بحبِهم |
| لَبَذَلْتَ ماتسطع عليه وتقدرُ |
| فالحبُ ليس عِبارةً. مَعْسُولَةً |
| وكفى بَلْ ماتَحُسُ وتَشْعُرُ |
| قد ربما تَفْدِي بروحِكَ رُوحَهُ |
| وتموتُ من أَجْلِ الحبيبِ وتُقْبَرُ |
| ولا خيرَ في. حُبٍ تبؤءُ بإثمهِ |
| وتَصّلَى. بهِ في النَّارِ حين تُسَعْرُ |
| فللحبِ طَعْمٌ في الحلالِ ولَذّةٌ |
| ودِفْءٌ وأمّنٌ .يامُحِبُ وتُؤجَرُ |
| فلا تلفتْ نحو الحرامِ. وتشتهي |
| حلوى الرذيلةِ والحلالُ مُيَسّرُ |
الحياة الجميلة
| إن الحياةَ جميلةٌ ومليحةْ | ووسيعةٌ أرجاؤها و فَسِيّحَةَ |
| في ظلِ موعظةٍ بِحَلّقَةِ عَالِمٍ | ذكرى وعلمِِ نافعٍ. ونَصِيّحَةْ |
| وبرِ أمِّ أو أبٍ بِتَذَلُّلٍ | عن طيبِ نفسِ سهلةٍ ومُريحةْ |
| وحنان أبناءٍ وزوجٍ صالحٍ | ذات الدلالِ صغيرةٍ ومليّحَةْ |
| وصحبةِ خيرٍ ووصلِ أقاربٍ | وطِيّبةِ جارٍ ودارِ فسِيّحَةْ |
| ووفرةِ مالٍ بالحلالِ لِحَاجَةٍ | وإطلاقِ كَفٍّ بالعطاءِ شَحِيّحَةْ |
| وقناعةٍ ورضىً بكلِ مُقَدَّرٍ | وَصَبْرٍ وإلا فالحياةُ قَبِيّحَةْ |
| هذي السَّعَادَةُ ظاهراً وخفاؤها | غُفرانُ ذنبٍ ..وسترُ فَضِيّحَةْ |
مابالها عن ناظري تتلثم
| مابالُها عن ناظري تتلثمُ | وأنا المحبُ لقلبِها والمُغرمُ |
| ألأنّنِي وَلِهٌ بها ومُعَذَبٌ | تُملي عليّ دلالَها وتُتَرجِمُ |
| سلبتْ فؤادي نظرةٌ خَطَّافَةٌ | من طرفِها فغدتْ به تتحكمُ |
| أغنتني عن حلو الكلامِ بصمتِها | وحياءِها…..فكيف لو تتكلمُ |
| عَبَسَتْ بوجهي للعتابِ كأنما | ملكتَ قلبي فكيف لو تتبسمُ |
| فَكِلْمَةٌ منها لجرحي بَلسمٌ | وبسمةٌ من ثغرها لي مرهمُ |
| إنّ الهوى قَتْلٌ لمن يهوى | بلا وصلٍٍ يدومُ ومأتمُ |
| ويموتُ لكن لايزالُ مُمَنِيَاً | ليتَ الحبيبَ بقبرِ. يترحمُ |