أقول لأصحابي هي الشمس ضوءها

أَقولُ لِأَصحابي هِيَ الشَمسُ ضَوءُها ~ قَريبٌ وَلَكِن في تَناوُلِها بُعدُ
لَقَد عارَضَتنا الريحُ مِنها بِنَفحَةٍ ~ عَلى كَبِدي مِن طيبِ أَرواحِها بَردُ
فَما زِلتُ مَغشِيّاً عَليَّ وَقَد مَضَت ~ أَناةٌ وَما عِندي جَوابٌ وَلا رَدُّ
أُقَلَّبُ بِالأَيدي وَأَهلي بِعَولَةٍ ~ يُفدونَني لَو يَستَطيعونَ أَن يَفدوا
وَلَم يَبقَ إِلّا الجِلدُ وَالعَظمُ عارِياً ~ وَلا عَظمَ لي إِن دامَ ما بي وَلا جِلدُ
أَدُنيايَ مالي في اِنقِطاعي وَغُربَتي ~ إِلَيكِ ثَوابٌ مِنكِ دَينٌ وَلا نَقدُ
عِديني بِنَفسي أَنتِ وَعداً فَرُبَّما ~ جَلا كُربَةَ المَكروبِ عَن قَلبِهِ الوَعدُ
وَقَد يُبتَلى قَومٌ وَلا كَبَلِيَّتي ~ وَلا مِثلَ جَدّي في الشَقاءِ بِكُم جَدُّ
غَزَتني جُنودُ الحُبِّ مِن كُلِّ جانِبٍ ~ إِذا حانَ مِن جُندٍ قُفولٌ أَنى جُندُ
قصيدة لمجنون ليلى شاعر العصر الأموي قيس بن الملوح

سرت في سواد القلب حتى إذا انتهى

سَرَت في سَوادِ القَلبِ حَتّى إِذا اِنتَهى ~ بِها السَيرُ وَاِرتادَت حِمى القَلبِ حَلَّتِ
فَلِلعَينِ تَهمالٌ إِذا القَلبُ مَلَّها ~ وَلِلقَلبِ وِسواسٌ إِذا العَينُ مَلَّتِ
وَوَاللَهِ ما في القَلبِ شَيءٌ مِنَ الهَوى ~ لِأُخرى سِواها أَكثَرَت أَم أَقَلَّتِ
قصيدة لمجنون ليلى شاعر العصر الأموي قيس بن الملوح

أجبت بليلى من دعاني تجلدا

أَجَبتُ بِلَيلى مَن دَعاني تَجَلُّداً ~ عَسى أَنَّ كَربي يَنجَلي فَأَعودُ
وَتَرجِعُ لي روحُ الحَياةِ فَإِنَّني ~ بِنَفسِيَ لَو عايَنتَني لَأَجودُ
سَقى حَيَّ لَيلى حينَ أَمسَت وَأَصبحَت ~ مِنَ الأَرضِ مُنهَل الغَمامِ رَعودُ
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعدت ~ أَنا كَلِفٌ صَب بِها وعميد
فَلا البُعدُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي ~ وَلَيلي طَويلٌ وَالسُهادُ شَديدُ
يَقولُ لِيَ الواشونَ إِذ يَرصُدونَني ~ وَمِنهُم عَلَينا أَعيُنٌ وَرُصودُ
سَلا كُلُّ صَبٍّ حِبَّهُ وَخَليلَه ~ وَأَنتَ لِلَيلى عاشِقٌ وَوَدود
فَدَعني وَما أَلقاهُ مِن أَلَمِ الهَوى ~ بِنارٍ لَها بَينَ الضُلوعِ وَقودُ
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَة ~ عَلى رِمَّتي وَالروحُ فِيَّ تَجود
أبيات لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

وددت من الشوق الذي بي أنني

وددت من الشوقِ الذي بي أنني ~ أعار جناحي طائر فأطير
فما في نعيم بعد فقدك لذة ~ ولا في سرور لست فيه سرور
وإن امرأ في بلدة نصف نفسه ~ ونصف بأخرى إنه لَصبور
تعرفت جثماني أسيراً ببلدة ~ ٍ وقلبي بأخرى غير تلك أسير
ألا يا غراب البين ويحك نبني ~ بعلمك في لبنى وأَنت خبير
فإن أنت لم تخبر بشيء علمته ~ فلا طرت إلا والجناح كسير
ودرت بأعداء حبيبك فيهم ~ كما قد تراني بالحبيب أدور
قصيدة للشاعر الأموي قيس بن ذريح في حب لبنى

أرى بيت لبنى أصبح اليوم يهجر

أرى بيت لبنى أصبح اليوم يهجر ~ وهجران لبنى يا لك الخير منكر
أتبكي على لبنى وأنت تركتها ~ ؟ وكنت عليها بالملاَ أنت أقدر
فإن تكن الدنيا بلبنى تقلبت ~ علي فللدنيا بطون وأظهر
لقد كان فيها للأَمانة موضع ~ وللكف مرتاد وللعينِ منظر
وللحائم العطشان ري بريقها ~ وللمرح المختال خمر ومسكر
كأَني في أرجوحة بين أحبل ~ إذا ذكرة منها على القلب تخطر
قصيدة الشاعر الأموي قيس بن ذريح في حب لبنى

لقد نادى الغراب ببين لبنى

لقد نادى الغراب ببين لبنى ~ فطار القلب من حذر الغراب
وقال: غدا تباعد دار لبنى ~ وتنأَى بعد ود وأقتراب
فقلت: تعست ويحك من غراب ~ وَكان الدَهر سعيك في تباب
لقد أولعت لا لاقَيت خيراً ~ بتفريق المحب عن الحباب
قصيدة للشاعر قيس بن ذريح في حب لبنى