فراغ فسيح

فراغ فسيح. نحاس. عصافير حنطيَّة
اللون. صفصافَة. كَسَل. أفق مهْمَل
كالحكايا الكبيرة. أَرض مجعَّدة الوجه
صَيْف كثير التثاؤب كالكلب في ظلِّ
زيتونة يابس عرَق في الحجارة
شمس عمودية لا حياة ولا موت
حول المكان جفاف كرائحة الضوء في القمح
لا ماء في البئر و القلب
لا حبَّ في عَمَل الحبِّ – كالواجب الوطنيِّ
هو الحبّ صحراء غير سياحيَّةٍ غير
مرئيَّةٍ خلف هذا الجفاف جفاف
كحرية السجناء بتنظيف أعلامهم من
براز الطيور جفاف كحقِّ النساء
بطاعة أزواجهنَّ وهجر المضاجع, لا
عشب أَخضر، لا عشب أَصفر, لا
لون في مَرَض اللون, كلّ الجهات
رمادٌية
لا انتظارٌ إذاً
للبرابرة القادمين إلينا
غداة احتفالاتنا بالوطنْ
أشعار محمود درويش

قد قلت للقلب لا لبناك فاعترف

قَد قُلتُ لِلقَلبِ لا لُبناكَ فاعترِفِواقضِ اللُّبانَة َ ما قَضَّيتَ وانصَرِفِ
قَدْ كُنْتُ أحْلِفُ جَهْداً لا أفَارِقُهاأُفٍّ لِكَثْرَة ِ ذَاكَ القِيلِ والحَلِفِ
حَتَّى تَكَنَّفَنِي الوَاشُونَ فَاِفتُلِتَتلا تَأمَنَن رَبَداً مِن غِشِّ مُكتَنِفِ
هَيهاتَ هَيهاتَ قَد أَمسَت مُجاوِرَةًأهْلَ العَقِيقِ وأمْسَيْنا على سَرَفِ
هَيٌّ يَمانونَ وَالبَطحاءُ مَنزِلُناهذا لَعَمْرُكَ شَمْلٌ غَيْرُ مُؤْتَلِفِ
أبيات شعر قيس بن ذريح

جزى الرحمن أفضل ما يجازي

جَزَى الرَّحْمن أفْضَلَ ما يُجَازِي على الإحسانِ خَيراً مِنْ صَديقِ
فَقَد جَرَّبتُ إخواني جميعاًفما ألْفَيْتُ كابْنِ أبي عَتِيقِ
سَعَى في جَمعِ شَملي بَعدَ صَدعٍوَرَأْيٍ هدْتُ فيهِ عَنِ الطَّرِيقِ
وَأطفأ لَوعَة ً كانَت بِقَلبيأغَصَّتني حَرَارَتُها بِرِيقي
قصيدة مجنون لبنى قيس بن ذريح

خذوا بدمي إن مت كل خريدة

خُذُوا بِدَمِي إنْ مُتُّ كُلَّ خَرِيدة ٍمَرِيضَة ِ جَفْنِ العَيْنِ والطَّرْفُ فاتِرُ
شعر قصير لمجنون لبنى قيس بن ذريح

وأنتِ معي

وأنتِ معي لا أَقول هنا الآن
نحن معاً بل أَقول أَنا أَنتِ
والأَبديةُ نسبح في لا مكانْ
هواءٌ وماءٌ نفكُّ الرموز نُسَمِّي
نُسَمَّى ولا نتكلّم إلاّ لنعلم كم
نَحْنُ نَحْنَ وننسى الزمانْ
ولا أَتذكَّرُ في أَيَّ أرضٍ وُلدتِ
ولا أَتذكر من أَيّ أَرض بُعثتُ
هواءٌ وماء ونحن على نجمة طائرانْ
وأَنتِ معي يَعْرَقُ الصمتُ يغرورقُ
الصَّحْوْ بالغيم، والماءُ يبكي الهواء
على نفسه كلما اُتَّحد الجسدانْ
ولا حُبَّ في الحبِّ
لمنه شَبَقُ الروح للطيرانْ
قصيدة حب محمود درويش

زيديني عشقا زيديني

زيديني عِشقاً.. زيدينييا أحلى نوباتِ جُنوني
يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتييا غَلغَلةَ السِّكِّينِ
زيديني غرقاً يا سيِّدتيإن البحرَ يناديني
زيديني موتاًعلَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني
جِسمُكِ خارطتي.. ما عادتخارطةُ العالمِ تعنيني
أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّوجُرحي نقشٌ فرعوني
وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍمن بيروتَ.. إلى الصِّينِ
وجعي قافلةٌ.. أرسلهاخلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ
في القرنِ السَّابعِ للميلادوضاعت في فم تَنّين
عصفورةَ قلبي، نيسانييا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ
يا طعمَ الثلج، وطعمَ النارونكهةَ شكي، ويقيني
أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآوينيأشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُميني
أشعرُ بالبردِ.. فغطينيإحكي لي قصصاً للأطفال
وظلّي قربيغنِّيني
فأنا من بدءِ التكوينِأبحثُ عن وطنٍ لجبيني
عن حُبِّ امرأةيكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني
عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذنيلحدودِ الشمسِ.. ويرميني
عن شفة امرأة تجعلنيكغبار الذهبِ المطحونِ
نوَّارةَ عُمري، مَروحتيقنديلي، بوحَ بساتيني
مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِوضعيني مشطاً عاجياً
في عُتمةِ شعركِ.. وانسينيأنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ
بقيت في دفترِ تشرينِيدهسني حبك
مثل حصانٍ قوقازيٍ مجنونِيرميني تحت حوافره
يتغرغر في ماء عيونيمن أجلكِ أعتقتُ نسائي
وتركتُ التاريخَ ورائيوشطبتُ شهادةَ ميلادي.. وقطعتُ جميعَ شراييني
قصيدة حب لنزار قباني