أبهج بحسنك يا سماء وحبذا | هذي النجوم وهذه الأقمار |
أنضر بنبتك يا جنان وحبذا | هذي الغصون وهذه الأزهار |
اليوم باهرة المعاني والحلى | تجلى وقد قرت بها الأبصار |
إفلين في ثوب العروس شبيهة | بمليكة إكليلها النوار |
ودثارها الوضاح فوق بياضها | غزل الأشعة صيغ فهو دثار |
تهفو القلوب إلى مواقع لحظها | فتصيب منه وإنه لنثار |
هيفاء إن خطرت فربت قامة | راعت وما راع القنا الخطار |
لجبينها صبح يطل ذكاؤها | فتهل من إصباحها أنوار |
فإذا انجلت بعد التقنع شمسه | تمت إضاءته وكان نهار |
في لفظها الشهد الذي تشتاره | أسماعنا والسمع قد يشتار |
هي بالكمال فريدة يزهى بها | عقد اللدات ودره مختار |
زفت إلى شهم لبيب فاضل | ينميه من خير الأصول نجار |
هو نعمة الله الذي آدابه | وعلومه شهدت بها الأسفار |
عالي المقام على حداثة سنه | والقيمة الأعمال لا الأعمار |
عاش العروسان اللذان تعاهدا | عهدا ستذكر يومه الأزها |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
على قدر الهوى يأتي العتاب
على قدر الهوى يأتي العتاب | ومن عاتبت تفديه الصحاب |
أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسي | فَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ |
وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ | وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ |
وَلي قَلبٌ بِأَن يَهوى يُجازى | وَمالِكُهُ بِأَن يَجني يُثابُ |
وَلَو وُجِدَ العِقابُ فَعَلتُ لَكِن | نِفارُ الظَبيِ لَيسَ لَهُ عِقابُ |
يَلومُ اللائِمونَ وَما رَأَوهُ | وَقِدماً ضاعَ في الناسِ الصَوابُ |
صَحَوتُ فَأَنكَرَ السُلوانَ قَلبي | عَلَيَّ وَراجَعَ الطَرَبَ الشَبابُ |
كَأَنَّ يَدَ الغَرامِ زِمامُ قَلبي | فَلَيسَ عَلَيهِ دونَ هَوىً حِجابُ |
كَأَنَّ رِوايَةَ الأَشواقِ عَودٌ | عَلى بَدءٍ وَما كَمُلَ الكِتابُ |
كَأَنِّيَ وَالهَوى أَخَوا مُدامٍ | لَنا عَهدٌ بِها وَلَنا اِصطِحابُ |
إِذا ما اِعتَضتُ عَن عِشقٍ بِعِشقِ | أُعيدَ العَهدُ وَاِمتَدَّ الشَرابُ |
يا من تجلت فالعباد عبادها
يَا مَنْ تَجَلَّتْ فالْعِبَادُ عِبَادُهَا | لِلهِ مَا فَعَلَتْ بِهِمْ عَيْنَاكِ |
شَبَّهتِ نَفْسَكِ بِالزُّمُرُّدِ فازْدَهِي | بَيْنَ الْحُلِيِّ بِأَنَّهُ حَاكاكِ |
فِيهِ مَخايِلُ مِنْ سَناكِ بَعِيدةٌ | فإِذا دنوْتِ فمَنْ لهُ بِسَناكِ |
شهِدَ العُدولُ بِأَنَّكِ الأَوْلى وَمَا | قالوا سِوَى حَقٍّ فأَنتِ كذاكِ |
رِيعُوا بِوَجْهِ الشَّمْسِ جَلَّلَهُ الدُّجَى | يَفْتَرّ ثَغْراً عَن نَدًى ضَحَّاكِ |
فُتِنُوا بِسِرٍّ فِي ابْتِسَامِكِ ساحِرٍ | لَمْ يَجْلُهُ لِلنَّاظِرِينَ سِوَاكِ |
وَجَدُوا بِهِ رُوحَ الجَمَالِ وأَدْرَكُوا | مَعْنَى هَوى يَسْمُو عَنْ الإدْرَاكِ |
جزى الرحمن أفضل مايجازى
جَزَى الرَّحْمن أفْضَلَ ما يُجَازِى | على الإحسانِ خَيراً مِنْ صَديقِ |
فَقَد جَرَّبتُ إخواني جميعاً | فَما أَلفَيتُ كَاِبنَ أَبي عَتيقِ |
سَعَى في جَمعِ شَملي بَعدَ صَدعٍ | وَرَأْيٍ هدْتُ فيهِ عَنِ الطَّرِيقِ |
وَأطفأ لَوعَة ً كانَت بِقَلبي | أَغَصَّتني حَرارَتُها بَريقي |
أنا لا أخاف ولا أرجي
أَنَا لاَ أَخَافُ وَلاَ أُرَجِّي | فَرَسِي مُؤَهَّبَةٌ وَسَرْجِي |
فَإِذَا نَبَا بِيَ مَتْنُ برٍّ | فَالمَطِيَّةُ بَطْنُ لُجِّ |
لاَ قَوْلَ غَيْرَ الْحَقِّ لِي | قَوْلٌ وَهَذا النَّهْجُ نَهْجِي |
أَلْوَعْدُ والإيعَادُ مَا كَانَا | لَدَيَّ طَرِيقَ فُلْجِ |
كتابة بالفحم المحترق
مدينتنا – حوصرت في الظهيرة |
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار |
لقد كذب اللون |
لا شأن لي يا أسيرة |
بشمس تلمّع أوسمة الفاتحين |
وأحذية الراقصين |
ولا شأن لي يا شوارع إلا |
بأرقام موتاك |
فاحترقي كالظهيرة |
كأنك طالعة من كتاب المراثي |
ثقوب من الضوء في وجهك الساحليّ |
تعيد جبيني إليّ |
وتملأني بالحماس القديم إلى أبويّ |
و ما كنت أؤمن إلاّ |
بما يجعل القلب مقهى و سوق |
ولكنني خارج من مسامير هذا الصليب |
لأبحث عن مصدر آخر للبروق |
وشكل جديد لوجه الحبيب |
رأيت الشوارع تقتل أسماءها |
وترتيبها |
وأنت تظلين في الشرفة النازلة |
إلى القاع |
عينين من دون وجه |
ولكن صوتك يخترق اللوحة الذابلة |
مدينتنا حوصرت في الظهيرة |
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار |