| ماتَتْ لُبَيْنَى فموتها موتي | هَلْ تَنْفَعَنْ حَسْرَة ٌ على الفَوْتِ |
| وَسَوْفَ أبْكِي بُكَاءَ مُكْتَئِبٍ | قَضَى حياة ً وجداً على مَيْتِ |
مجنون لبنى
هو الشاعر قيس بن ذريح و لقب بمجنون لبنى لكثرة أشعاره و حبه لـ لبنى.
تعلق روحي روحها قبل خلقنا
| تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا – وَمِن بَعدِ أَن كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ |
| فَزادَ كَما زِدنا فَأَصبَحَ نامِيا – فَلَيسَ وَإِن مُتنا بِمُنفَصِمِ العَهدِ |
| وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حادثِ – وَزائِرُنا في ظَلمَةِ القَبرِ وَاللَحدِ |
| يَكادُ حُباب الماءِ يَخدِشُ جِلدَها – إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَّةِ الجِلدِ |
| وَإِنّي لَمُشتاقٍ إِلى ريحِ جَيبِها – كَما اِشتاقَ إِدريسٌ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ |
| وَلَو لَبِسَت ثَوباً مِنَ الوَردِ خالِصاً – لَخَدَّشَ مِنها جِلدَها وَرَقُ الوَردِ |
| يُثَقِّلُها لُبسُ الحَريرِ لِلينِها – وَتَشكو إِلى جاراتِها ثِقَلَ العِقدِ |
| وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُها – حِذاراً لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ |
وددت من الشوق الذي بي أنني
| وددت من الشوقِ الذي بي أنني ~ أعار جناحي طائر فأطير |
| فما في نعيم بعد فقدك لذة ~ ولا في سرور لست فيه سرور |
| وإن امرأ في بلدة نصف نفسه ~ ونصف بأخرى إنه لَصبور |
| تعرفت جثماني أسيراً ببلدة ~ ٍ وقلبي بأخرى غير تلك أسير |
| ألا يا غراب البين ويحك نبني ~ بعلمك في لبنى وأَنت خبير |
| فإن أنت لم تخبر بشيء علمته ~ فلا طرت إلا والجناح كسير |
| ودرت بأعداء حبيبك فيهم ~ كما قد تراني بالحبيب أدور |
أرى بيت لبنى أصبح اليوم يهجر
| أرى بيت لبنى أصبح اليوم يهجر ~ وهجران لبنى يا لك الخير منكر |
| أتبكي على لبنى وأنت تركتها ~ ؟ وكنت عليها بالملاَ أنت أقدر |
| فإن تكن الدنيا بلبنى تقلبت ~ علي فللدنيا بطون وأظهر |
| لقد كان فيها للأَمانة موضع ~ وللكف مرتاد وللعينِ منظر |
| وللحائم العطشان ري بريقها ~ وللمرح المختال خمر ومسكر |
| كأَني في أرجوحة بين أحبل ~ إذا ذكرة منها على القلب تخطر |
لقد نادى الغراب ببين لبنى
| لقد نادى الغراب ببين لبنى ~ فطار القلب من حذر الغراب |
| وقال: غدا تباعد دار لبنى ~ وتنأَى بعد ود وأقتراب |
| فقلت: تعست ويحك من غراب ~ وَكان الدَهر سعيك في تباب |
| لقد أولعت لا لاقَيت خيراً ~ بتفريق المحب عن الحباب |
وما أحببت أرضكم ولكن
| وما أحببت أرضكم وَلكن ~ أقبِل إثر من وطىء الترابا |
| لقد لاقَيت من كلفي بلبنى ~ بلاء ما أسيغ به الشرابا |
| إذا نادى المنادي باسم لبنى ~ عييت فما أطيق له جوابا |
| فهذا فعلُ شيخينا جميعاً ~ أرَادا لي البلية والعذابا |