إلى صديقة جديدة

قصيدة الى صديقة جديدة واحدة من قصائد نزار قباني المميزة التي تلتزم بحدود أدبية محددة لا يمكن الخروج عنها، وهذا ما قد عهدناه في كتابات ذلك الشاعر المخضرم الذي يتسم بسمات الشرف في الكتابة، حيث إنه لا يقوم بوصف الجسد عند المرأة.

قام نزار بانتقاء أفضل الأساليب اللفظية التي تتلاءم مع قصيدة إلى صديقة جديدة، والتي تتماشي مع الأبيات الشعرية، وتشير الآراء أن نزار قباني قد نجح في إعادة الكرامة للمرأة العربية على عكس بعض الشعراء الآخرين الذين قد أهانوا من كرامتها.

ودعتك الأمس، وعدت وحدي .. مفكراً ببوحك الأخير

آتيت عن عينيك ألف شيء .. آتيت بالضوء وبالعبيرِ

آتيت أشياء بدون معنى .. جميعها مكتوبة بنور

مَن أنت من رماكِ في طريقي؟ .. من حرك المياه في جذوري؟

وكان قلبي قبل أن تلوحي .. مقبرة ميتةَ الزهور

مشكلتي أني لست أدري .. حداً لأفكاري ولا شعوري

أضعت تاريخي، وأنت مثلي .. بغير تاريخ ولا مصير

محبتي نارٌ فلا تـجــنـي .. لا تفتحي نوافذ السعير

 شفتان معصيتان أصفح عنهما .. ما دام يرشح منهما الياقوت

إن الشفاه الصابرات أحبها .. ينهار فوق عقيقها الجبروت

كرز الحديقة عندنا متفتح .. قبلته في جرحه ونسيت

شفتان للتدمير، يا لي منهما .. بهما سعدت، وألاف ألف شقيت

 شفتان مقبرتان، شقهما الهوى .. في آل شطر أحمر تابوت

شفة آآبار النبيذ مليئة .. آم مرة أفنيتها وفنيت

الفلقة العليا دعاء سافر .. والدفء في السفلى

 فأين الموت؟

إلى عينين شماليتين

تعتبر قصيدة إلى عينين شماليتين للشاعر نزار قباني من إحدى القصائد التصويرية التي نجح الشاعر في تجسيدها ليتم تصوير الشخصيات خلال إلقاء القصيدة، وتدل القصيدة على براعة الشاعر في تخيل المرأة ومدى اللباقة التي يعبر بها نزار عن مدى إعجابه بها.

في خلال مسيرة نزار قباني في تأليف القصائد الشعرية، قد كان الاهتمام الأكبر له خلال ذلك المشوار الطويل للمرأة، حيث إنه كان يمتلك نظرة وأسلوبا خاصا يقوم بالتحدث عنه خلال كتاباته، وذلك من خلال التحدث عن الأم أو الزوجة أو الحبيبة وحتى عن الطفلة، وتكون كلمات قصيدة إلى عينين شماليتين على النحو التالي:

استوقفتني، والطريق لنا .. ذات العيون الخضر تشكرني

 آرمتني- قالت – بأغنية .. والشعر يكرم إذ يكرمني

لا تشكريني واشكري أفقاً .. نجماته نزلت تطوقني

وجنينة خضراء إن ضحكت .. فعلى حدود النجم تزرعي

شاء الصنوبر أن أصوره .. أأرد مطلبه.. أيمكنني؟

ونظرت في عيني محدثي .. والمد يطويني وينشرني

فإذا الكروم هناك عارشة .. وإذا القلوع الخضر تحملني

هذه بحار أنت أجهلها .. لأبر- بعد اليوم- يا سفني

معنا الرياح  فقل لأشرعتي .. عبي المدى الزيتي، واحتضني

خجل إذا لم ترس صاريتي في مرفأين بآخر الزمن ماذا؟

أيتعبك المدى؟ أبداً .. لا شيء في عينيك يتعبني

أرجو الضياعَ، وأستريح له .. يا ويل درب لا يضيعني..

وتطلعت فطريق ضيعتنا .. مازلت أعرفها وتعرفني

بيتي وبيت أبي وبيدرنا .. وشجيرة النارنج تحضنني

تاهت بعينيها وما علمت .. إني عبدت بعينها وطني

قصيدة نيسان 22

تعتمد قصيدة نيسان 22 للشاعر نزار قباني على الاهتمام بتكرار تصبحي التي تتركز على الفن والأسلوب المعبر ، وهذا من أهم الأساليب التي كان يعتمد عليها الشاعر في طرح جميع قصائده الشعرية ، ولقد ترك ذلك أثر واضح على المعاني الظاهرة في تصبحي.

تتميز قصدية نيسان 22 لشاعر نزار قباني باحتوائها على العديد من الجمل المتجانسة التي تترك إيقاع موسيقي على النص لتسمعها الأذن ، وذلك يأتي بهدف التأكيد على فكرة ومعنى معينة يرغب الشاعر في توصيلها إلى المتلقي ، وذلك التكرار يتم توضيحه من خلال تصبحي التالية:

المسا ، شلال فيروز ثري .. وبعينيك ، ألوف الصور

ضوء عينيك .. وضوء القمر .. وبعينيك مرايا اشتعلت

وانفتاحات على صحو .. على .. رحلتي طالت .. أما من مرفأ

فيه أرسو ، عسلي الحجر؟ .. قبل بدء البدء ، قبل الأعصر

أنا بعثرت نجومي فيهما .. ما المصابيح التي لاحت على

فتحتي عينيك .. إلا فكري .. إعقدي الشال .. فلو أنت معي

مرة ، غيرت مجرى القدر .. بعد .. تدعوك ، فلا تفتكري

رجع الصيف لعينيك.. ولي .. وأراجيح لنا معقودة

نحن منثور الربي .. زنبقيها .. شهقة النجمات في المنحدر

بالأغاني .. برفوف الزهر .. انه أول صيف مر بي

من تكونين أيا أغنية .. أنت يا وعدا يصحو مقبل

بعطايا فوق وسع البيدر .. وافتكار بإنائي جوهر..

وتوقعتك دهرا .. فإذا .. فوق ما يحلم ثلج بذري

وتراب برجوع المطر .. لو معي حبك .. لاجتحت الدري

ولحركت ضمير الحجر .. في عري هذا القميص الأحمر

تنبئي الليل بهذا الخبر .. واتركيه .. واتركينى نبا

أي فضل لك في الدنيا إذا .. ضل إزميلي .. إذا لم تصبحي

قمرا .. أو شرفة في القمر .. وتوقعتك دهرا.. فإذا

بك فوق المرتجى المنتظر .. فوق ما يحلم ثلج بذري

وتراب برجوع المطر .. لو معي حبك .. لاجتحت الدري

ولحركت ضمير الحجر .. ولجمعت الدنا .. كل الدنا

في عري هذا القميص الأحمر .. اننى أعبد عينيك .. فلا تتبئي الليلَ بهذا الخبر

واتركيه .. واتركينى نبا .. لم يجل بعد بفكر المضمر

أي فضل لك في الدنيا إذا .. أنت لم تحترقي كشرار

ضل إزميلي .. إذا لم تصبحي .. قمرا .. أو شرفة في قمر

سأصبر حتى يعلم الناس

سَأَصبِرُ حَتّى يَعلَمَ النَّاسُ أَنَّني … عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهرِ أَقوَى مِنَ الصَّخرِ

سَلامٌ عَلَى مَن لا أَمَلُّ حَدِيثَها … وَ لَو عَاشَرَتها النَّفسُ عَشراً إِلى عَشرِ

عَزائي وَ صَبري أَسعَداني عَلى الأَسى … فَأَحمَدُ ما جَرَّبتُ عاقِبَةَ الصَّبرِ

وَ في كُلِّ يَومٍ غَشيَةٌ مِن صُدورِها … أَبيتُ عَلى جَمرٍ وَ أُضحي عَلى جَمرِ

عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما طارَ طائِرٌ … وَ ما سارَتِ الرُّكبانُ في البَرِّ وَ البَحرِ

أجمل قصائد العرب في الغزل

قصائد قيس ابن الملوح -مجنون ليلى- في الغزل :

ألا يا حمامات العراق أعنني
على شجني، وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضةٌ
فياليتني كنت الطبيب المداويا

~~~~~~~~~~~~

يقولون ليلى بالعراق مريضة
فمالك لاتضني وانت صديقُ
سقى الله مرضى بالعراق فأنني
على كلِّ مرضى بالعراق شفيقُ
فأن تك ليلى بالعراق مريضة
فأني في بحر الحتوف غريقُ
أهِيم بأقْطارِ البلادِ وعَرْضِهَا
ومالي إلى ليلى الغداة طريـقُ