غدوت وقد أزمعت وثبة ماجد

غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍلأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا
غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِوَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا
وَكنتُ ابن أشياخٍ يُجيرُونَ مَن جنىوَيُحيُونَ بالغَيْثِ العِظامَ البَوَالِيَا
يُداوُونَ بالأحلامِ وَالجَهْلِ مِنهُمُوَيُؤسَى بِهمْ صَدعُ الذي كان وَاهِيَا
رَهَنْتُ بَني السِّيدِ الأشائِمِ مُوفِياًبمَقْتُولهِمْ عِنْدَ المُفاداةِ غَالِيَا
وَقُلتُ أشِطّوا يا بَني السِّيد حَكَمَكُمْعَلَيّ فَإني لا يَضِيقُ ذِرَاعِيَا
إذا خُيّرَ السّيدِيُّ بَينَ غَوَايَةٍوَرُشْدٍ أتَى السيِّديُّ ما كانَ غاوِيَا
ولَوْ أنّني أعطَيْتُ ما ضَمّ وَاسِطٌأبَى قَدَرُ الله الّذِي كَانَ مَاضِيَا
وَلمّا دَعاني وَهوَ يَرْسُفُ لمْ أكُنْبَطِيئاً عَنِ الدّاعي وَلا مُتَوَانِيَا
شَدْدتُ على نِصْفي إزِارِي وَرُبّماشَدَدْتُ لأحْداثِ الأمُورِ إزَارِيَا
دَعَاني وَحدُّ السّيْفِ قَد كانَ فوْقَهفأعطَيتُ مِنه ابني جَميعاً وَمَالِيَا
وَلمْ أرَ مِثْلي إذْ يُنَادَى ابنُ غالِبٍمُجيباً، ولا مِثْلَ المُنادي مُنَادِيَا
فما كانَ ذَنْبي في المَنِيّةِ إنْ عصَتْولَمْ أتّرِكْ شَيْئاً عَزيزاً وَرَائِيَا
قصيدة شعر الفرزدق

لصفراء في قلبي من الحب شعبة

لِصَفراءَ في قَلبي مِنَ الحُبِّ شُعبَةٌهَوىً لَم تَرُمهُ الغانِياتُ صَميمُ
بِهِ حَلَّ بَيتَ الحَيِّ ثُمَّ اِنثَنى بِهِفَزالَت بُيوتُ الحَيِّ وَهوَ مُقيمُ
وَمَن يَتَهيَّض حُبَّهُنَّ فُؤادَهُيَمُت وَيَعِش ما عاشَ وَهوَ سَقيمُ
فَحَرّانَ صادٍ ذيدَ عَن بَردِ مَشرَبٍوَعَن بَلَلاتِ الماءِ وَهوَ يَحومُ
بَكَت دارُهُم مِن فَقدِهِم وَتَهَلَّلَتدُموعي فَأَيَّ الجازِعَينِ أَلومُ
أَهَذا الَّذي يَبكي مِنَ الهونِ وَالبَلاأَم آخَرَ يَبكي شَجوَهُ وَيَهيمُ
إِلى اللَهِ أَشكو حُبَّ لَيلى كَما شَكاإِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ
يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَعَظمُهُكَسيرٌ وَفَقدُ الوالِدَينِ عَظيمُ
أَفي الحَقِّ هَذا أَنَّ قَلبَكَ فارِغٌوَقَلبِيَ مِمّا قَد أُجَنَّ يَهيمُ
إِذا ذُكِرَت لَيلى أَإِنُّ لِذِكرِهاكَما أَنَّ بَينَ العائِداتِ سَقيمُ
عَلَيَّ دِماءُ البُدنِ إِن كانَ حُبُّهاعَلى النَأيِ في طولِ الزَمانِ يَريمُ
دَعوني فَما عَن رَأيِكُم كانَ حُبُّهاوَلَكِنَّهُ حَظٌّ لَها وَقَسيمُ
قصيدة قيس بن الملوح

أغنية زفاف

وانتقلتُ إليكَ كما انتقل الفلكيّونَ
من كوكبٍ نحو آخرَ. روحي تُطلُّ
على جسدي من أَصابعك العَشْر
خُذْني إليك اُنطلق باليمامة حتى
أَقاصي الهديل على جانبيك: المدى
والصدى. وَدَعِ الخَيْلَ تركُضْ ورائي
سدى فأنا لا أَرى صورتي بَعْدُ
في مائها – لا أَرى أَحدا
لا أَرى أَحداً لا أَراكَ . فماذا
صنعتَ بحريتي؟ مَنْ أَنا خلف
سًورِ المدينةِ؟ أُمَّ تعجنُ شَعْري
الطويلَ بحنّائها الأَبديّ ولا أُخْتَ
تضفِرُهُ . مَنْ أَنا خارج السور بين
حقولٍ حياديَّةٍ وسماء رماديّةٍ, فلتكن
أَنتَ أُمِّيَ في بَلَد الغُرَبَاء . وخذني
برفق إلى مَنْ أَكونُ غدا
مَنْ أكونُ غداً؟ هل سأُولَدُ من
ضلعِكَ اُمرأةً لا هُمُومَ لها غيرُ زينةِ
دُنْيَاكَ. أمْ سوف أَبكي هناك على
حَجَرٍ كان يُرْشِدُ غيمي إلى ماء بئرك
خذني إلى آخر
الأرض قبل طلوع الصباح على قَمَرٍ كان
يبكي دماً في السرير وخُذْني برفق
كما تأخُذُ النجمةُ الحالمين إليها سُدىً
وسُدى
وسدىً أَتطلَّعُ خلف جبال مُؤَاب
فلا ريح تُرْجعُ ثوب العروس, أُحبُّكَ
لكنَّ قلبي يرنّ برجع الصدى ويحنُّ
إلى سَوْسَنٍ آخر, هل هنالك حُزْنٌ أَشدُّ
التباساً على النفس من فَرَ البنت
في عُرْسها؟ وأُحبك مهما تذكرتُ
أَمسِ ومهما تذكرتُ أَني نسيتُ
الصدى في الصدى
أَلصدى في الصدى وانتقلتُ إليكَ
كما انتقلَ من كائنٍ نحو آخر
كنا غريبين في بلدين بعيدين قبل قليل
فماذا أكون غداةَ غد عندما أُصبحُ
اثنين؟ ماذا صَنَعْتَ بحُريَّتي؟ كلما
ازداد خوفيَ منك اندفعتُ إليك
ولا فضل لي يا حبيبي الغريب سوى
وَلَعي فلتكن ثعلباً طيِّباً في كرومي
وحدِّق بخُضْرة عينيك في وجعي, لن
أعود إلى اُسمي وبرِّيتي أَبداً
أَبداً
شعر محمود درويش

حي الأميرة ربة النسب

حي الأميرة ربة النسبحي الأميرة ربة الحسب
حي التي انتظمت فواصلهافي البر شمل العجم والعرب
حي التي أخذت مناقبهاعن خير والدة وخير أب
وأعز جد شاد مملكةسامى بها العليا من الشهب
يا من هواها مجد أمتهامهما يجشمها من النصب
ما يبلغ المداح من شيمأكملتها بالعلم والأدب
جاوزت آمال العفاة بماتسدينهم من غير ما طلب
فإليك شكرهم وأجملهطي القلوب وليس في الكتب
وإليك أدعية النفوس بأنتحيي معظمة مدي الحقب
وبأن تثابي عن نداك ومنيقرض جميلا ربه يثب
شعر جبران خليل جبران

وافي الكتاب فأحيا

وافي الكتاب فأحياقلب المشوق الكئيب
بنظرة من صديقعن أعيني محجوب
ورجع صوت رقيقحرمته في المغيب
كأنما أنت فيهمخاطبي عن قريب
أذكرتني غير ناسيوم الفتاة اللعوب
بين الأوانس والتربحب القلوب
في مسرح ضاق رحبابكل غاو أديب
توحي المحاسن فيهمقدمات الذنوب
أدماء كالشمس تبدووالوقت بعد الغروب
مليكة ذات وجهسمح وطرف مذيب
بالنور تنزل آياتحكمها المرهوب
مثالها من ضميريفي مقدس محجوب
مسيج من غراميوغيرتي بلهيب
يجثو فؤادي فيهبين اللظى المشبوب
ويعبد الطيف منهفي مأمن من رقيب
لكن أغار عليهامن ذي دهاء أريب
أخي مزاح ورفقمستلطف التشبيب
وما عنيت حبيباحاشا وفاء حبيب
Khalil Gibran Poem

صوت من الغابة

من غابة الزيتون
جاء الصدى
وكنت مصلوبا على النار
أقول للغربان لا تنهشي
فربما أرجع للدار
وربما تشتي السما
ربما
تطفيء هذا الخشب الضاري
أنزل يوما عن صليبي
ترى
كيف أعود حافيا.. عاري
شعر محمود درويش