خذي فرسي واذبحيها

أَنتِ لا هَوَسي بالفتوحات عُرْسي
تَرَكْتُ لنفسي و أقرانها من شياطين نفسِكِ
حُريَّةَ الامتثال لما تطلبين
خُذي فَرسي
واُذبحيها
لأَمشي مثلَ المُحَارِبِ بَعْدَ الهزيمةِ
من غيْرِ حُلم وحسِّ
سلاماً ما تُريدين من تَعبٍ
للأَمير الأسير ومن ذهبٍ لاحتفال
الوصيفات بالصيف أَلْفَ سلام عَلَيْكِ
جميعك حافلةً بالمُريدين من كُلِّ جنِّ وإنسِ
سلاماً نفسك دَبُّوسُ شَعْرِكِ يكسر
سيفي وتُرْسي
وزرُّ قميصك يحمل في ضَوْئه
لفظةَ السرِّ للطير من كُلِّ جنسِ
خُذي نَفَسِي أَخْذَ جيتارَةٍ تستجيبُ
لما تطلبين من الريح . أَندلسي كُلُّها
في يديك فلا تَدَعي وَتَراً واحداً
للدفاع عن النفس في أَرْض أَندَلُسِي
سوف أُدرك في زمن آخر
سوف أدرك أَني انتصرتُ بيأسي
وأَني وجدت حياتي هنالك
خارجها قرب أَمي
خذي فَرسي
واُذبحيها لأَحمل نفسيَ حيّاً ومَيْتاً
بنفسي
شعر محمود درويش