الحياة الرقطاء

يبدو لنا الثعبانُ ينفثُ سُمَّهُوتخفى علينا الحيةُ الرقطاءُ
فنقارعُ الثعبانَ ندهسُ رأسَهُوتنهشنا الحيّاتُ كيف تشاءُ
وترفع باسم الدين رأيةَ نصرِهاعلينا.فنحنُ الشَّهدُ والشُّهداءُ
يتعجبُ الثعبانُ كيف تفوقُهُخُبثاً. ففيها حِنْكةٌ ودهاءُ
فيضمها خلاً الى. أحضانهوتَضُمُّهُ منها مودةٌ وولاء ُ
فيُمدها بالسُّم تلدغُنا بهِفبخبثها يستنصر الأعداءُ
فمن الحماقةِ أن تقارعَ أفعةًوالحيةُ الرقطاءْ عليك رداءُ
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٣م

غدا تتحدث العصافير

غدا تتحدث العصافير
هدنة بين فصلين
خريف على أهبة الاستعداد للتراجع
تنازل مرغما عن تاجه المذهب
لشتاء دمعها يزهر الحياة
في الغابة الرياح العاتية تدق طبول الحرب
على جناح الحمام مات السلام
غدا تتحدث العصافير
عن طوفان نوح
عن الجودي الذي يسرد الفجيعة
عن الأزواج التي ضلت الطريق
عن هجرة الطيور من أعشاشها
عن الفجيعة تنسج اليباب بكف النار
عن أكوام الرماد من بقايا جثث وبعض صور
عن نبوءات الجائعين
عن أوراق الشجر التي مات عنها النهار
وعن النظرات الشاخصة من الموت على أشجار الحور
غدا تتحدث العصافير
عن سردية خريف لم يستطع الانحناء لاستعادة تاجه
كُسر كبرياءه الممشوق
بلعه الطوفان !!
كتبتها الشاعرة صباح القصير من المغرب في 2023/10/21م

بحبك موطني

لداري عظيمُ الشَّانِ في القلبِ والأممْمنارٌ لعزٍ منذُ أن رفرف العَلمْ
ومهبطُ وحيٍ كان فوق تُرابهاوفي مكَّةَ اقرأ أُنزِلت ثمَّ والقَلمْ
هنا الغارُ موطنٌ لخيرِ رسالةٍوفي طيبةَ التَّاريخُ إرثٌ قد ارتسمْ
بهِجرةِ خيرِ الخلقِ شَعَّت بنورهِميادينُها والنَّخلُ والرَّاسيَ الأشَمْ
هنا مولدُ الإسلامِ والحَقُّ ظاهرٌبطولاتُ شُجعانٍ لها أدَّوا القسَمْ
لها فدَّوا النَّفسَ كِراماً وعَجَّلوالموردِ موتٍ لم تُبَطِِّ بِهم قَدَمْ
وما من فِعال الخيرِ إلَّا لها يدُولا من شريف السَّبقِ إلا لها القِممْ
لها في صُروحِ المَجدِ أعلى مكانةٍدويُّ اسمها وَعاهُ حتى ذَوِي الصَّمَمْ
لها شدَّتِ الأفذاذُ جَمعاً لتطلُبَعُلوماً وإنها لنَبعٌ لذي الهِمَمْ
وحُكَّامها في الخَيرِ جدَّوْا تَسابقُواحَمَوْا بيتَ ربِّهم وكانوا لهُ خدمْ
فَضجَّت ضُيوفُ اللهِ تدعو مُلبِّيهْبِشاراتِ توحيدٍ على أرضِها الحَرَمْ
بحُبِّكَ موطِني فإنِّي مُفاخرُوعيشٌ بحُضنكَ لَمِن أكبرِ النِّعمْ
قصيدة الشاعر عبدالرحمن غوماندر

مقبرة الصمت

ضمير الأمة سكرانوالقدس مازالت خربة
تنعق فيها الغربانآكلات الجيفة تملأها
وصقور،،بوم،،عقبانقد صارت معلم اومرتع
لوحوش الطير وارضاءلضمير العالم النائم
ونادينا يا أمما شتىليصحو ضمير الإنسان
فارتد الصوت إليناورفعنا له الأحزان
فضمير العالم قد ماتوالذئب البشري قد فات
في بحور الدم وقد باتينهش من جسدي و من عرضى
وبكائ لم يرحم طفليفرقيب العالم قد مات
اليوم أموت بأحزانىوضمير العالم اكفانى
وصراخ الطفل يشيعنىونشيج المرأة يودعنى
فوداعا يا بيتى وحرمىوداعاً يا أهلي وسكنى
فالقدس ستبقى يا ولديمقبرة الصمت إلى الأبد
قصيدة الشاعر عمر فتحي منصور فواز غنيم

هويت القانون

إنِّي هَويتُ تعلُّمَ القانونِحُبَّاً زرعتُ بأرضهِ آمالي
وطَمحتُ أن أرقى العُلا بِنَوالهاخترته شَغفاً يَكونُ مَجالي
فبدأتُ نشرَ العِلمِ تِلك أمانةٌلا يَعذُرنَّ بِجهلها الجُهَّالِ
وأقمتُ وَحيَ اللهِ لي دُستوراًهو حُجَّتي وبَيانُ صِدقِ مَقالي
حقّ النُّفوسِ تموتُ تحيا حُرةًاللهُ كفَّلها بِلا إذلالي
اللهُ حرَّم قتلها إن أسرَفَتْإلا بحقٍ أو جَزاءِ قِتالِ
إنفاذُ حُكمٍ للجَريمةِ لازمٌوالدَّينُ يُوفى حقُّهُ في الحالِ
فالعَقدُ شرعٌ لازمٌ فاعمَل بهواحذر خِلافَ العَهدِ والأقوالِ
وارعَ الأمانة كُن بِها مُتخلقاوالصِّدقُ يبقى سيدُ الأفضالِ
فضُّ النِّزاع مَهمةٌ وبدَورنافصلُ الخصومِ لتُقيةِ الإشكالِ
إلا إذا كان الحبيبُ مُخاصِميفالحُكم للأحبابِ دُونَ نِزالِ
ورِسالتي سَطَّرتُها بأنامليدارت رِحاها في رُبى الأطفالِ
حقٌّ لهم عيشٌ كريمٌ آمنٌأرضُ الحُروب مَعاقِلٌ لرِجالِ
كيفَ الفَتى يلقَى النِّزالَ بصَدرهأينَ العدالةُ تحتَ وطءِ نبالِ
يا صاحِ قُم وارفع بِعدلكَ رايةًتبقى تَرُفُّ على مَدى الأجيالِ
قصيدة للشاعر عبدالرحمن غوماندر

ياله في الرجال من رجل

يَا لَهُ فِـي الرِّجَالِ مِنْ رَجُلِخَافِقِ القَلبِ سَاهِدِ المُقَلِ
يَلْعَبُ الوَجْودُ فِي جَوَانِحِهِلِعْبَ رِيحٍ هَبَّتْ عَلَى شُـعَلِ
رَقَّ رُوحًـا ورَقَّ عَـاطِـفَـةًفَـهُمَا فِــيـهِ عِـلَّةُ العِلَلِ
عَـلَّـمَ الـماءَ أَنْ يَئِنَّ كَـمَـالَـقَّـنَ الـطيرَ نَـوْحَـةَ الثَّكَلِ
يَعْشَقُ الـحُسْـنَ فَـهْوَ خَمْرَتُهُوَهْــوَ مِنْهَا كَالشَّارِبِ الثَّمِلِ
يَـتَـغَنَّـى بِالـشِّــعْـرِ مُبْتَسِمًاوَيُـغَــنِّـي لِلأَعْيُنِ الـنُّجُـلِ
ذَاعَ فِـي الكَونِ صِيتُهُ وَغَدَاشِــعْرُهُ فِــيـهِ مَـضْرِبَ المَثَلِ
مَـعَ هَذَا مَا زَالَ مُمْتَهَنَ الــــــقَدْرِ رَهْنَ الشَّقَاءِ وَالفَشَلِ
غَاصَ فِي أَبْحُرِ القَرِيضِ فَمِنْكَـامِـــلٍ وَافِرٍ إِلَـى رَمَـلِ
أَبْــحُــرٍ رَحبَةِ العُبَـابِ وَلَـمْيُـغْنِهِ مَـا بِهَا عَنِ الوَشَلِ
كَـمْ بُيُوتٍ بَنَتْ قَرِيحَتُهُبِالمَعَانِي تَـــزْهُـو وَبِالجُمَلِ
ظَـنَّ فِيهَا الغِنَى فَمَا قَدَرَتْأَنْ تَقِيهِ نَـوْمًا عَلَى السُّبُلِ
أَلْبَسَ الطِّرْسَ مِنْ خَوَاطِرِهِحُلَلًا وَهْــوَ مُعْدَمُ الحُلَلِ
وَتَرَاهُ صِـفرَ اليَدَيْنِ وَكَمْنَظَمَتْ كَـفُّهُ عقودَ حُلِي
أَسْكَرَ النَّاسَ وَهْــوَ بَيْنَهُمُفَـاقِدُ الزَّهوِ خَائِبُ الأمَلِ
هُــمُ يَتْلُونَ آهِ مِنْ طَرَبٍوَهْوَ يَتْلُو آهًا مِنَ المَلَلِ
إِنَّ هَـذَا، وَأَنْتَ تَعْرِفُهُشَاعِرُ الأَمْسِ شَاعِرُ الأَزَلِ
كَـانَ أَشْقَى الوَرَى بِحَالَتِهِوَسَيَبْقَى كَـذَا وَلَمْ يَزَلِ
هُــوَ «أَعْشًى» يَنُوحُ مُكْتَئِبًاوَ«زهير» يَشْدُو عَلَى الجَمَلِ
هُــوَ «قَيْسٌ» يُجِنُّ مِنْ وَلَهٍوَ«ابْنُ حُجْرٍ» يَبْكِي عَلَى الطَّلَلِ
حَكَمَ الـدَّهْرُ أَنْ نمَاشيَهُفَلَكَ البَعْضُ مِنْ شَقَاهُ وَلِي
فِي زَمَانٍ يُرْدِي النُّبُوغَ وَلَافَـرْقَ بِالشِّعْرِ فِيهِ وَالزَّجَلِ
شَقِيَتْ حَـالَةُ الأدِيبِ فَهَاأَنَا أَجْفُو طِرْسِي إِلَـى أَجَلِ
قُـلْ مَعِي يَا حَلِيمُ مِنْ لَهَفٍدَوْلَةُ الشِّعْرِ أَتْعَسُ الدُّوَلِ
قصيدة للشاعر فوزي المعلوف