لداري عظيمُ الشَّانِ في القلبِ والأممْ | منارٌ لعزٍ منذُ أن رفرف العَلمْ |
ومهبطُ وحيٍ كان فوق تُرابها | وفي مكَّةَ اقرأ أُنزِلت ثمَّ والقَلمْ |
هنا الغارُ موطنٌ لخيرِ رسالةٍ | وفي طيبةَ التَّاريخُ إرثٌ قد ارتسمْ |
بهِجرةِ خيرِ الخلقِ شَعَّت بنورهِ | ميادينُها والنَّخلُ والرَّاسيَ الأشَمْ |
هنا مولدُ الإسلامِ والحَقُّ ظاهرٌ | بطولاتُ شُجعانٍ لها أدَّوا القسَمْ |
لها فدَّوا النَّفسَ كِراماً وعَجَّلوا | لموردِ موتٍ لم تُبَطِِّ بِهم قَدَمْ |
وما من فِعال الخيرِ إلَّا لها يدُ | ولا من شريف السَّبقِ إلا لها القِممْ |
لها في صُروحِ المَجدِ أعلى مكانةٍ | دويُّ اسمها وَعاهُ حتى ذَوِي الصَّمَمْ |
لها شدَّتِ الأفذاذُ جَمعاً لتطلُبَ | عُلوماً وإنها لنَبعٌ لذي الهِمَمْ |
وحُكَّامها في الخَيرِ جدَّوْا تَسابقُوا | حَمَوْا بيتَ ربِّهم وكانوا لهُ خدمْ |
فَضجَّت ضُيوفُ اللهِ تدعو مُلبِّيهْ | بِشاراتِ توحيدٍ على أرضِها الحَرَمْ |
بحُبِّكَ موطِني فإنِّي مُفاخرُ | وعيشٌ بحُضنكَ لَمِن أكبرِ النِّعمْ |
أجمل الابيات الشعرية
أجمل أبيات الشعر العربية الحديثة و القديمة قصائد خالدة في التاريخ وأبيات شعر لاتنسى.
ياله في الرجال من رجل
يَا لَهُ فِـي الرِّجَالِ مِنْ رَجُلِ | خَافِقِ القَلبِ سَاهِدِ المُقَلِ |
يَلْعَبُ الوَجْودُ فِي جَوَانِحِهِ | لِعْبَ رِيحٍ هَبَّتْ عَلَى شُـعَلِ |
رَقَّ رُوحًـا ورَقَّ عَـاطِـفَـةً | فَـهُمَا فِــيـهِ عِـلَّةُ العِلَلِ |
عَـلَّـمَ الـماءَ أَنْ يَئِنَّ كَـمَـا | لَـقَّـنَ الـطيرَ نَـوْحَـةَ الثَّكَلِ |
يَعْشَقُ الـحُسْـنَ فَـهْوَ خَمْرَتُهُ | وَهْــوَ مِنْهَا كَالشَّارِبِ الثَّمِلِ |
يَـتَـغَنَّـى بِالـشِّــعْـرِ مُبْتَسِمًا | وَيُـغَــنِّـي لِلأَعْيُنِ الـنُّجُـلِ |
ذَاعَ فِـي الكَونِ صِيتُهُ وَغَدَا | شِــعْرُهُ فِــيـهِ مَـضْرِبَ المَثَلِ |
مَـعَ هَذَا مَا زَالَ مُمْتَهَنَ الـ | ـــــقَدْرِ رَهْنَ الشَّقَاءِ وَالفَشَلِ |
غَاصَ فِي أَبْحُرِ القَرِيضِ فَمِنْ | كَـامِـــلٍ وَافِرٍ إِلَـى رَمَـلِ |
أَبْــحُــرٍ رَحبَةِ العُبَـابِ وَلَـمْ | يُـغْنِهِ مَـا بِهَا عَنِ الوَشَلِ |
كَـمْ بُيُوتٍ بَنَتْ قَرِيحَتُهُ | بِالمَعَانِي تَـــزْهُـو وَبِالجُمَلِ |
ظَـنَّ فِيهَا الغِنَى فَمَا قَدَرَتْ | أَنْ تَقِيهِ نَـوْمًا عَلَى السُّبُلِ |
أَلْبَسَ الطِّرْسَ مِنْ خَوَاطِرِهِ | حُلَلًا وَهْــوَ مُعْدَمُ الحُلَلِ |
وَتَرَاهُ صِـفرَ اليَدَيْنِ وَكَمْ | نَظَمَتْ كَـفُّهُ عقودَ حُلِي |
أَسْكَرَ النَّاسَ وَهْــوَ بَيْنَهُمُ | فَـاقِدُ الزَّهوِ خَائِبُ الأمَلِ |
هُــمُ يَتْلُونَ آهِ مِنْ طَرَبٍ | وَهْوَ يَتْلُو آهًا مِنَ المَلَلِ |
إِنَّ هَـذَا، وَأَنْتَ تَعْرِفُهُ | شَاعِرُ الأَمْسِ شَاعِرُ الأَزَلِ |
كَـانَ أَشْقَى الوَرَى بِحَالَتِهِ | وَسَيَبْقَى كَـذَا وَلَمْ يَزَلِ |
هُــوَ «أَعْشًى» يَنُوحُ مُكْتَئِبًا | وَ«زهير» يَشْدُو عَلَى الجَمَلِ |
هُــوَ «قَيْسٌ» يُجِنُّ مِنْ وَلَهٍ | وَ«ابْنُ حُجْرٍ» يَبْكِي عَلَى الطَّلَلِ |
حَكَمَ الـدَّهْرُ أَنْ نمَاشيَهُ | فَلَكَ البَعْضُ مِنْ شَقَاهُ وَلِي |
فِي زَمَانٍ يُرْدِي النُّبُوغَ وَلَا | فَـرْقَ بِالشِّعْرِ فِيهِ وَالزَّجَلِ |
شَقِيَتْ حَـالَةُ الأدِيبِ فَهَا | أَنَا أَجْفُو طِرْسِي إِلَـى أَجَلِ |
قُـلْ مَعِي يَا حَلِيمُ مِنْ لَهَفٍ | دَوْلَةُ الشِّعْرِ أَتْعَسُ الدُّوَلِ |
ابتسمت عن ثغر لؤلؤي
اِبۡتَسَمَتۡ عَنۡ ثَغۡرٍ لُؤلُؤيّ | رَوَىٰ ٱلۡزَّرۡعَ ٱلۡأَخۡضَرۡ |
وَيلِي أَنَٱ مِنۡ أَسۡنَٱنِهَٱ | إِذَٱ أَظهَرَتۡهَٱ تُنِرۡ |
يُجۡرَحُ ثَغۡرُهَٱ مِنَ ٱلۡرُّمَّٱنِ | وَمِنۡ كُلِّ شَيءٍ لَهُ ثُمُرۡ |
أَحۡسِدُ بَيتَهَٱ عَلَىَ وُجُوُدِهَٱ | وَمِنۡ كُلِّ شَيءٍ لَٱ تَذَرۡ |
وَكَٱسَٱتٍ تُقَبِّلُ ثَغۡرَهَٱ | وَنَسِيمُ ٱلۡهَوَٱءِ كُلَّمَٱ عَبَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ إِذَٱ اِبۡتَسَمۡ | أَضۡحَكَ ٱلۡوَرۡدَ وَٱلۡشَّجَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ سَيِّدَتِي | يُلَيِّنِ ٱلۡقَلۡبَ لَوۡ حَجَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ ٱلۡسُّكَرۡ | أَفۡقَدَ ٱلۡعَقلَ وَأَسَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ آنِسَتِي | عَجَبًا لِثَغۡرِكِ ٱلۡمَأثَرۡ |
أَعۡلَنَ ٱلۡحَرۡبَ ٱلۡكُبۡرَىٰ | هَيَّجَ ٱلۡبَحۡرَ ٱلۡأَحۡمَرۡ |
عَجَبًا لِثَغۡرِكِ قٱتِلَتِي | ثَغۡرٌ مِنۡ أَجۡمَلِ ٱلۡثُّغَرۡ |
غَيَّرَ شَخۡصِي حَرۡفِيَّا | غَيَّرَ طَبۡعي ٱلۡأَسۡمَرۡ |
طيف وجفاء
طَيْفُ مِنَّة غَرِيْبٌ يَأتِي | صُبْحًا عَصْرًا حَتَّىٰ اللّيَالِيَا |
كَأَنَّهُ المَاءُ فِي زِيَارَاتِهِ | لِعَبْدٍ قَائِمٍ صَائِمٍ وَالِيَا |
العَيْنُ نَاظِرَة لِلأَمَامِ | وَمَا البَطْنُ إِلّا خَالِيَا |
كَأَنَّهُ البَرْقُ فِي حُضُوُرِهِ | لاَ يَلْبثُ إلّا الثَّوَانِيَا |
وَالعَيْن السَّهْمُ فِيِ رَمْيِهِ | اِنْحَنَتْ لرَمْيِهِ سيُوُفِيَا |
قَالَتْ وبَرِيْقُ العِنْدِ فِيِ عَيْنَيْهَا | اِصْرَارُكَ لَمْ يَزِدْنِي إلّا تَنَاسِيَا |
نَظَرْتُ فَمَالِيِ لَا أَرَىٰ | سِوَىٰ الطَّيْف يَمْلَئ النّوَاحِيَا |
أَخَذْتُ أُرَدِّدُ مَا يُمْلِيْهِ فُؤَادِيِ | لَعَلّ يَكُوُن الطَّيْف مِرْسَالِيَا |
شعاع القمر
فُتنِت بعينها ساهٍ هائمٌ |
تنيحتُ دمعِ الشوق مُتردّس باكيًا |
شعاعُ يردُ بؤرةِ الروح راميًا مرائم |
يتطعني شَوقَها كالقِرضابِ بجوفِ كَبديَّ طاعِنًا |
فمَا دمعي الا لجمِّ بكائهِا الراهمٌ |
لمداواة جرحِ روحِها المتخثرَ باطِنًا |
انفرد اللَّه بسلطانه
انفردَ اللَّهُ بسلطانه | فما له في كلّ حالٍ كِفاءْ |
ما خَفِيَتْ قدرتُه عنكمُ | وهل لها عن ذي رشادٍ خَفاءْ |
إن ظهَرت نارٌ، كما خبّروا | في كلّ أرضٍ، فعلينا العَفاءْ |
تهوي الثريّا، ويلين الصّفا | من قبل أن يوجَدَ أهلُ الصّفاء |
قد فُقِد الصدق ومات الهدى | واستُحسنَ الغدرُ وقلّ الوفاء |
واستشعر العاقلُ، في سُقمهِ | أنّ الردى، مما عناه، الشِّفاء |
واعترفَ الشيخُ بأبنائهِ | وكلهم يَنذِرُ منه انتفاء |
رَبّهم بالرفقِ، حتى إذا | شبّوا عنا الوالدَ منهم جفاء |
والدّهرُ يشتفُّ أخلاّءهُ | كأنما ذلك منه اشتفاء |