الخلود

يخاطبني من الغيب فقال   اما تخشى المنية و الزوال
يحذرني المنية و هي شر     و ما انا بالمحب لها وصال
فيرفع صوته و انا سميع    و يملأ نفسي الحيرى جلال
اما ترَ ان كل الناس هلكى   و انك سوف تهلك لا محاله
و ادرك ان ما تسعى اليه     و تمسكه اذا ما مت زال
و خوف الفقد بعد الخير يقضي    على ذي الحرص ان يحيى مذال
تحركه الُلقيمة خبط عشوا     يظن بها لعمره قد أطال
و ان العمر لن يزداد يوما    و لو ملك العمائر و الجبال
فعمر المرء في الدنيا مقدر   و رزقه فيها انفاسا و مالا
فمن خاف المنية و هي حتم     فأمنه في رضاه بها مأال
فيشغل برهة العمر بخير     يخلد ذكره حقبا طوال
بخير ليس تهزمه المنايا      و لو فَعلت بصاحبه الفِعال
عليٍ لا تطاله قبضتاها      كنسر يطلب الشمس منال
فيحيى بعد موته ما يشاء ال      إله و يجزه جِزيا جزالا
ألا لبيك صوت العقل اني   رضيت بها من الدنيا بدالا
سأزهد في نعيم ليس يبقى     و اترك ما به الانسان عال
سأنشر دعوة الحق بقول        كسيف قاطع ينهي الضلال
يقطع باطل الامم جميعا   و ينشلها من البؤس انتشالا
سافديها بنفسي و حر مالي    عسى الرحمن يقبلني تعالى 
الا يا حق فارض على منيب     برغم ذنوبه يرجو انقبال
كتبها الشاعر مجاهد المومني

يوم التأسيس

أَعْـلَنْتُ يَـوْمَ التَّأْسِيـسِ تَقْوِيـمافيهِ الشُّهُـورُ تَزْهُو بِمَنْ حَـكَما
عَــهْـدٌ مِنَ السُّــعُـودِيَّةِ الأُولىمِنَ الـقُــرُونِ ثَـلاثَــةٌ قِــدَما
حَقَّ لَهُ في الـتَّـارِيخِ تَـكْـرِيمايَوْمَ اعْتَلى في الدِّرْعِـيَّـةِ العَلَما
مِنْ بَعْدِ قَرْنَيْنِ صَاغَ مَـمْـلَكَةًعَبْدُ العَزِيزِ بِالسَّـيْفِ قَدْ حَسَما
أَرْسَى بِها حُكْماً أَوْرَثَ النِّـعَمانَجْـداً وَأَرْضَ الحِجازِ وَالحَرَما
كَـمْ أَكْـرَمُوا زائِـراً وَمُـقِــيماأَوْفَى المُلُوكُ مِنْ بَعْـدِهِ ذِمَما
شَـيْخُ المُلُوكِ سَـلْمانُ ذا عَزْمٍبِالعَدْلِ قَدْ بَاتَ الكُلُّ يَحْـتَكِما
وَلِـيُّ عَـهْـدِهِ جَـاءَ مُـلْـتَـزِمافِي رُؤْيَةٍ بِـها أَطْـلَـقَ الهِمَما
عَلَى النُّهُوضِ قَدْ زَادَ تَصْمِيمافَاقَ الخَيَالَ وَالحُلْمَ فِي نُيُوما
وَكَمْ شَـهِـدْنا مِنْ قَـبْلِها أُمَـمامِنْها الـمَـقَـرُّ وبَعْـدَها تَـيِـما
فِي الحِجْرِ أَرْسَى المَدائِنَ قَوْمٌمِنْهُمْ ثَـمُودُ وَالحالُ قَدْ عُـلِما
لِحْيانُ فِي العُلا نَقْشُهُمْ رَسَماعَهْدًا وَفِيها الأَنْباطُ قَدْ حَـكَما
كِـنْدَةَ فِي الفَـاوِ كَانَ قَـدِيـمامِنْهُـمْ أَتَى لَـنَا الشِّـعْرُ وَالكَلِما
حَضَارَةُ السُّعُودِيَّةِ أَسْمىتَعْلُو عَلى الحَضاراتِ وَالأُمَما
قَدْ نَالَها مِـنَ اللهِ تَــكْـرِيـماأَلَـيْـسَ فِـيها الـنَّـبِيُّ وَالحَرَما
كتبها الشاعر أبو إياد في جدة 2024/2/22م – على تويتر @AhmedMKhawaldeh

سأعيش رغم الداء و الأعداء

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِكالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ
أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاًبالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَىمَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ
وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماًغَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ
أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِهاوأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي
وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذييُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ
وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثنيعَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دميموجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُسيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكاوضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ
ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماًبالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي
إِملأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجىوزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ
وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقهرُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ
سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاًقيثارتي مترنِّماً بغنائي
أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍفي ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ
النُّور في قلبي وبينَ جوانحيفَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ
إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهيأنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ
وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُإلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ
أمَّا إِذا خمدت حياتي وانقضىعُمُري وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي
وخبا لهيبُ الكون في قلبي الَّذيقد عاش مِثْلَ الشُّعْلَةِ الحمراءِ
فأنا السَّعيد بأنَّني مُتحوِّلٌعن عالمِ الآثامِ والبغضاءِ
لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّوأرتوي من مَنْهَلِ الأَضواءِ
وأَقولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّمواهَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأَشواكِ ظلِّيَ هامِداًفتخيَّلوا أَنِّي قضيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ماوجدوا ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضَوْا يَمُدُّونَ الخُوَانَ ليأكلوالحمي ويرتشفوا عليه دِمائي
إنِّي أقولُ لهمْ ووجهي مُشرقٌوعلى شفاهي بَسْمَةُ استهزاءِ
إنَّ المعاوِلَ لا تَهُدُّ مناكبيوالنَّارَ لا تأتي على أعضائي
فارموا إلى النَّار الحشائشَ والعبوايا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي
وإذا تمرَّدتِ العَواصفُ وانتشىبالهولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ
ورأيتموني طائراً مترنِّماًفوقَ الزَّوابعِ في الفَضاءِ النَّائي
فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفواخَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ
وهناكَ في أمنِ البيوتِ تطارحواغَثَّ الحديثِ وميِّتَ الآراءِ
وترنَّموا ما شئتمُ بِشَتَائميوتجاهَروا ما شئتمُ بعِدائي
أمَّا أنا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْوالشَّمسُ والشَّفقُ الجميل إزائي
مَنْ جَاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُهلم يحتفل بحِجَارةِ الفلتاءِ
قصيدة أبو القاسم الشابي

لا تطيعي هواك أيتها النفس

لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـسُ، فنعمى المليك فينا ربيبَهْ
وابن جحشٍ، لمّا تنصّر، لم ترْكُنْ، إلى ما يقولُ، أمُّ حَبيبه
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّةأوفى من عنترَ ابنِ زَبيبه
لا أغادي مَفارقي بصبيبٍوأخلّي والقفرَ آلَ صبيبه
إنّ خيراً من اختراشِ ضِباب الأرضِ، للناشىء، اتخاذُ ضبيبه
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمراءَ، وزالت من السّواد الشّبيبه
فالزمي النّسك إن علقتِ، وفرّيمن ذوي الجهل كي تُعَدّي لبيبه
شعر أبو العلاء المعري

هذي رؤوس القمم الشماء

هذي رؤوس القمم الشماءنواهضا بالقبة الزرقاء
نواصع العمائم البيضاءروائع المناطق الخضراء
يا حسن هذي الرملة الوعساءوهذه الأودية الغناء
وهذه المنازل الحمراءراقية معارج العلاء
وهذه الخطوط في البيداءكأنها أسرة العذراء
وذلك التدبيج في الصحراءمن كل رسم باهر للرائي
وهذه المياه في الصفاءآنا وفي الإزباد والإرغاء
تنساب في الروض على التواءخفية ظاهرة اللألاء
ونسم قواتل للداءيشفين كل فاقد الشفاء
ومعشر كأنجم الجوزاءيلتمسون سترة المساء
في ملعب للطيب والهواءومرتع للنفس والأهواء
ومبعث للفكر والذكاءومنتدى للشعر والغناء
يا وطنا نفديه بالدماءوالأنفس الصادقة الولاء
ما أسعد الظافر باللقاءوالقرب بعد الهجر والجلاء
إن أك باكيا من السراءفإن طول الشوق في التنائي
شعر جبران خليل جبران

زارت عليها للظلام رواق

زارَتْ عليها للظّلامِ رِواقومِنَ النّجومِ قَلائِدٌ ونِطاقُ
والطوْقُ من لُبْسِ الحَمامِ عهِدتُهوظِباءُ وَجْرَةَ ما لها أطْواقُ
ومن العجائِبِ أنّ حَلْيَكِ مُثْقِلٌوعليكِ من سَرَقِ الحَريرِ لِفاق
وصُوَيْحِباتُكِ بالفَلاةِ ثِيابُهاأوْبارُها وحُلِيّها الأرْواق
لم تُنْصِفي غُذّيتِ أطيَبَ مَطْعَمٍوغِذاؤهُنّ الشَّتُّ والطُّبّاق
هل أنتِ إلّا بعضُهُنّ وإنّماخَيرُ الحَياةِ وشَرُّها أرْزاق
حَقٌّ عليها أنْ تَحِنّ لمَنْزِلٍغُذِيَتْ به اللذّاتِ وهْيَ حِقاق
لِيْمَتْ وليْلُ اللائِمِينَ تَعانُقٌحتى الصّباحِ وليْلُها الإِعْناق
ما الجِزْعُ أهْلٌ أنْ تُرَدّدَ نَظْرَةٌفيه وتُعْطَفَ نحوَهُ الأعْناق
لا تَنْزِلي بِلِوَى الشقائِقِ فاللّوىألْوَى المَواعِدَ والشقِيقُ شِقاق
قصيدة شعر أبو العلاء المعري