الخلود

يخاطبني من الغيب فقال   اما تخشى المنية و الزوال
يحذرني المنية و هي شر     و ما انا بالمحب لها وصال
فيرفع صوته و انا سميع    و يملأ نفسي الحيرى جلال
اما ترَ ان كل الناس هلكى   و انك سوف تهلك لا محاله
و ادرك ان ما تسعى اليه     و تمسكه اذا ما مت زال
و خوف الفقد بعد الخير يقضي    على ذي الحرص ان يحيى مذال
تحركه الُلقيمة خبط عشوا     يظن بها لعمره قد أطال
و ان العمر لن يزداد يوما    و لو ملك العمائر و الجبال
فعمر المرء في الدنيا مقدر   و رزقه فيها انفاسا و مالا
فمن خاف المنية و هي حتم     فأمنه في رضاه بها مأال
فيشغل برهة العمر بخير     يخلد ذكره حقبا طوال
بخير ليس تهزمه المنايا      و لو فَعلت بصاحبه الفِعال
عليٍ لا تطاله قبضتاها      كنسر يطلب الشمس منال
فيحيى بعد موته ما يشاء ال      إله و يجزه جِزيا جزالا
ألا لبيك صوت العقل اني   رضيت بها من الدنيا بدالا
سأزهد في نعيم ليس يبقى     و اترك ما به الانسان عال
سأنشر دعوة الحق بقول        كسيف قاطع ينهي الضلال
يقطع باطل الامم جميعا   و ينشلها من البؤس انتشالا
سافديها بنفسي و حر مالي    عسى الرحمن يقبلني تعالى 
الا يا حق فارض على منيب     برغم ذنوبه يرجو انقبال
كتبها الشاعر مجاهد المومني