أرى أهل ليلى أورثوني صبابة ~ ومالي سِوى ليلى الغداة طبيب |
إِذا ما رأوني أظهروا لي مودة ~ ومثل سيوف الهند حين أغيب |
فإِن يمنعوا عيني منها فمن لهم ~ بقلب له بين الضلوع وجيب |
إِن كان يا ليلى اشتياقي إليكم ~ ضلالا وفي برئي لأَهلك حوب |
فما تبت من ذنب إِذا تبت منكم ~ وما الناس إلا مخطئ ومصيب |
بنفسي وأهلي من إِذا عرضوا له ~ ببعض الأَذى لم يدر كيف يجيب |
ولم يعتذر عذر البَريء ولم يزل ~ به سكنة حتى يقال مريب |
فلا النفس يسليها البعاد فتنثني ~ ولا هي عما لا تنال تَطيب |
وَكم زفرَة لي لو على البحر أَشرقت ~ لَأَنشفه حر لها ولهيب |
ولو أَن ما بي بالحصى فلق الحَصى ~ وبالريح لم يسمع لهنَ هبوب |
وأَلقى من الحب المبرِح لوعة ~ لها بين جلدي والعظام دبيب |
قيس و ليلى
قيس بن الملوح و ليلى العامرية وقصة حب ترويها أبيات شعرية لمجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح.
سأبكي على مافات مني صبابة
سأبكي على ما فات مني صبابة ~ وأندب أيام السرور الذواهب |
وأمنع عيني أن تلذ بغيركم ~ وإني وإن جانبت غير مجانب |
وخير زمان كنت أرجو دنوه ~ رمتني عيون الناس من كل جانب |
فأصبحت مرحوما وكنت محسداً ~ فصبرا على مكروهها والعواقب |
ولم أرها إلا ثلاثاً على منى ~ وعهدي بها عذراء ذات ذوائب |
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة ~ بدا حاجب منها وضنت بحاجب |
ومفرشة الخدين وردا مضرجا
ومفرشة الخدين وردا مضرجا ~ إذا جمشته العين عاد بنفسجا |
شكوت إليها طول ليلي بعبرة ~ فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا |
فقلت لها مني علي بقبلة ~ أداوي بها قلبي فقالت تغنجا |
بليت بردف لست أَسطيع حمله ~ يجاذب أعضائي إذا ما ترَجرجا |
أيا شبه ليلى لا تراعي
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني ~ لك اليوم من بين الوحوشِ صديق |
فأنت لليلى إن شكرت عتيق |
فعيناكِ عيناها وجيدُك جيدُها ~ سوى أن عظم الساق منك دقيق |
وكادَت بلاد اللّه يا أم مالك ~ بما رحبت منكم علي تَضيق |
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا – في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَا |
الحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها – فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعا |
طُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه – لقد نفى الله عنه الهم والجزعا |
بل ما قرأت كتاباً منك يبلغني – إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَا |
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني – حتى إذا قلت هذا صادق نزعا |
لا أستطيع نزوعاً عن مودتها – أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا |
كَمْ من دَنِيٍّ لها قد كنتُ أتبَعُهُ – ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا |
وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِعَتْ – أحبُّ شيءٍ إلى الإِنسان ما مُنِعا |
إِقْرَ السلامَ على لِيْلَى وحقَّ لها – مني التحية إن الموت قد نزعا |
أمات أم هو حي في البلاد فقد – قلَّ العّزَاءُ وأبدَى القلبُ ما جَزِعا |
عفى الله عن ليلى وإن سفكت دمي
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي – فإني وإن لم تجزني غير عائب |
عليها ولا مُبْدٍ لِلَيْلَى شِكايَة – وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب |
يقولون تُبْ عن ذِكْرِ لَيْلى وحُبِّها – وما خَلْدِي عَنْ حُبِّ لَيْلَى بِتائِبِ |