يا عتب ما شاني وما شانك

يا عُتبَ ما شاني وَما شانِكتَرَفَّقي أُختي بِسُلطانِك
لَما تَبَدَّيتِ عَلى بَغلَةٍأَشرَقَتِ الأَرضُ لِبُرهانِك
حَتّى كَأَنَّ الشَمسَ مَخفوفَةٌبَينَ جَواريكِ وَخِصيانِك
يا عُتبُ ما شاني وَماشانِكتَرَفَّقي سِتّي بِسُلطانِك
أَخَذتِ قَلبي هَكَذا عَنوَةًثُمَّ شَدَدتيهِ بِأَشطانِك
اللَهَ في قَتلِ فَتىً مُسلِمٍما نَقَضَ العَهدَ وَما خانِك
حَرَمتِني مِنكِ دُنوٌّ فَياوَيلِيَ ما لي وَلِحِرمانِك
يا جَنَّةَ الفِردَوسِ جودي فَقَدطابَت ثَناياكِ وَأَردانِك
وَاللَهِ لَولا أَن أَخافَ الرَدىلَقُلتُ لَبَّيكِ وَسُبحانِك
قصائد ابو العتاهية

أنافعي عند ليلى فرط حبيها

أَنافِعي عِندَ لَيلى فَرطُ حُبّيهاوَلَوعَةٌ لِيَ أُبديها وَأُخفيها
أَم لا تُقارِبُ لَيلى مَن يُقارِبُهاوَلا تُداني بِوَصلٍ مَن يُدانيها
بَيضاءُ أَوقَدَ خَدَّيها الصِبا وَسَقىأَجفانَها مِن مُدامِ الراحِ ساقيها
في حُمرَةِ الوَردِ شَكلٌ مِن تَلَهُّبِهاوَلِلقَضيبِ نَصيبٌ مِن تَثَنّيها
قَد أَيقَنَت أَنَّني لَم أُرضِ كاشِحَهافيها وَلَم أَستَمِع مِن قَولِ واشيها
وَيَومَ جَدَّ بِنا عَنها الرَحيلُ عَلىصَبابَةٍ وَحَدا الأَظعانَ حاديها
قامَت تُوَدِّعُني عَجلى وَقَد بَدَرَتسَوابِقٌ مِن تُؤامِ الدَمعِ تُجريها
وَاِستَنكَرَت ظَعَني عَنها فَقُلتُ لَهاإِلى الخَليفَةِ أَمضى العيسَ مُمضيها
إِلى إِمامٍ لَهُ ما كانَ مِن شَرَفٍيُعَدُّ في سالِفِ الدُنيا وَباقيها
خَليفَةَ اللَهِ ما لِلمَجدِ مُنصَرَفٌإِلّا إِلى أَنعُمٍ أَصبَحتَ توليها
فَلا فَضيلَةَ إِلّا أَنتَ لابِسُهاوَلا رَعِيَّةَ إِلّا أَنتَ راعيها
مُلكٌ كَمُلكِ سُلَيمانَ الَّذي خَضَعَتلَهُ البَرِيَّةُ قاصيها وَدانيها
وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ اللَهِ تُظهِرُهالَنا بِبُرهانِ ما تَأتي وَتُبديها
لَمّا تَعَبَّدَ مَحلُ الأَرضِ وَاِحتَبَسَتعَنّا السَحائِبُ حَتّى ما نُرَجّيها
وَقُمتَ مُستَسقِياً لِلمُسلِمينَ جَرَتغُرُّ الغَمامِ وَحَلَّت مِن عَزاليها
فَلا غَمامَةَ إِلّا اِنَهَلَّ وابِلُهاوَلا قَرارَةَ إِلّا سالَ واديها
وَطاعَةُ الوَحشِ إِذ جاءَتكَ مِن خَرِقٍأَحوى وَأُدمانَةٍ كُحلٍ مَآقيها
كَالكاعِبِ الرودِ يَخفى في تَرائِبِهارَدعُ العَبيرِ وَيَبدو في تَراقيها
أَلفانِ جاءَت عَلى قَدرٍ مُسارِعَةٍإِلى قَبولِ الَّذي حاوَلتَهُ فيها
إِن سِرتَ سارَت وَإِن وَقَّفتَها وَقَفَتصوراً إِلَيكَ بِأَلحاظٍ تُواليها
يَرِعنَ مِنكَ إِلى وَجهٍ يَرَينَ لَهُجَلالَةً يُكثِرُ التَسبيحَ رائيها
حَتّى قَطَعتَ بِها القاطولَ وَاِفتَرَقَتبِالحَيرِ في عَرصَةٍ فيحٍ نَواحيها
فَنَهرُ نَيزَكَ وِردٌ مِن مَوارِدِهاوَساحَةُ التَلِّ مُغنىً مِن مَغانيها
لَولا الَّذي عَرَفَتهُ فيكَ يَومَإِذٍلَما أَطاعَكَ وَسطَ البيدِ عاصيها
فَضلانِ حُزتَهُما ضونَ المُلوكِ وَلَمتُظهِر بِنَيلِهِما كِبراً وَلا تيها
من قصائد البحتري

أبلغ ذفافينا رسالة مشتاق

أَبلِغ ذُفافِيَّنا رِسالَةَ مُشتاقٍ أَسرَّ الشَكوى وَأَعلَنَها
رُبَّ غَداةٍ لِلقَصفِ في حَلَبٍيَجني ضُحىً وَردَها وَسَوسَنَها
لِلَّهِ أَزمانُنا بِعَلوَةِ ماأَطيَبَ أَيّامِها وَأَحسَنَها
نُبِّئتَها زُوِّجَت أَخا خَنَثٍأَغَنَّ رَطبَ الأَطرافِ لَيِّنَها
نيكَت زِناءً فَكَشخَنَتهُ وَقَدنيكَ بُغاءً أَيضاً فَكَشخَنَها
تَرومُ إِخوانَها وَيَمنَعُهامِنهُم لَقَد ساءَها وَأَحزَنَها
لَو شاءَ لا بورِكَت مَشيأَتُهُأَبلَغَها بِالطَلاقِ مَأمَنَها
قصيدة البحتري

مصلوبة النهدين

مَصْلوبَةَ النهدين يالي مِنهُماتركا الرِدا وَتَسَلَّقا أضلاعي
لا تحسني بي الظنَّ أنتِ صغيرةٌوالليل يُلْهِبُ أحمرَ الأطماع
رُدّي مآزرَكِ التريكةَ واربطيمتمردا متبذِّلَ الأوضاع
لا تترُكي المصلوبَ يخفقُ رأسُهُفي الريح فهي كئيبةُ الإيقاع
يا طفلةَ الشفَتينِ لا تتهوَّريطبْعُ الزوابع فيهِ بعضُ طباعي
أبَحثتِ عن ماضيَّ عن متلونٍشارٍ بأسواق الهوى بَيَّاع
قالت فما ماضيكَ قلت تفرجيجُثَثٌ وأمراضٌ وبئرُ أفاعي
أضميريَ الموبوءُ أيَّةُ كِذْبَةٍمسمومةٍ تُلقينَ في أسماعي
عَوَّذتُ نهدَكِ وهو كَوْمُ أناقةٍأن ترهنيهِ للذّتي ومَتاعي
عُودي لأُمِّك ما أنا بحمامةٍفغريزةُ الحيوانِ تحتَ قِناعي
ما أنتِ حين أريدُ إلا لعبَةبَلْهَاءُ تحت فمي وضَغْطِ ذِراعي
أشعار نزار قباني

أفيقي

أفيقي من الليلة الشاعِلَةورُدِّي عباءَتكِ المائِلَة
افيقي فإنَّ الصباحَ المُطِلَّسيفضحُ شهوتَكِ السافلة
مُغامِرَةَ النَهْدِ رُدِّي الغطاءَعلى الصدرِ والحَلْمةِ الآكلة
وأينَ ثيابُكِ بَعْثَرتِهالدى ساعة اللذّةِ الهائلَة
كفاكِ فحيحاً بصدرِ السريرِكما تنفُخُ الحيةُ الصائلة
افيقي فقد مرَّ ليلُ الجنونِوأقبلتِ الساعةُ العاقلَة
هو الطينُ ليس لطينٍ بقاءٌولذَّاتُهُ وَمْضةٌ زائلَة
لقد غَمَرَ الفَجْرُ نهديْكِ ضوءاًفَعُودي إلى أُمِّكِ الغافلَة
ستمضي الشهورُ وينمو الجنينُويفضحكِ الطِفْلُ والقابلَة
قصيدة نزار القباني

خائف من القمر

خبئيني أتى القمر
ليت مرآتنا حجر
ألف سرّ سري
وصدرك عار
وعيون على الشجر
لا تغطّي كواكبا
ترشح الملح و الخدر
خبّئيني من القمر
وجه أمسي مسافر
ويدانا على سفر
منزلي كان خندقا
لا أراجيح للقمر
خبّئيني بوحدتي
وخذي المجد و السهر
ودعي لي مخدتي
أنت عنديأم القمر؟
قصيدة غزل لمحمود درويش