فُتنِت بعينها ساهٍ هائمٌ |
تنيحتُ دمعِ الشوق مُتردّس باكيًا |
شعاعُ يردُ بؤرةِ الروح راميًا مرائم |
يتطعني شَوقَها كالقِرضابِ بجوفِ كَبديَّ طاعِنًا |
فمَا دمعي الا لجمِّ بكائهِا الراهمٌ |
لمداواة جرحِ روحِها المتخثرَ باطِنًا |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
أليس شيئا عجيبا
أليس شيئا عجيبا | صرح ويدعى بغرفه |
تناقض فيه سر | تجلو البداهة لطفه |
وما التواضع عجز | إن التواضع عفه |
صرح به كل غنم | لمن يقلب طرفه |
في كل مطرح لحظ | من الصناعات طرفه |
ومن روض التجارات | تحفة عند تفه |
ألنسج يبدي حلاه | والطيب يبذل عرفه |
متانة في رواء | وحسن ذوق وخفه |
لا تطيعي هواك أيتها النفس
لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ | سُ، فنعمى المليك فينا ربيبَهْ |
وابن جحشٍ، لمّا تنصّر، لم ترْ | كُنْ، إلى ما يقولُ، أمُّ حَبيبه |
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّة | أوفى من عنترَ ابنِ زَبيبه |
لا أغادي مَفارقي بصبيبٍ | وأخلّي والقفرَ آلَ صبيبه |
إنّ خيراً من اختراشِ ضِباب الأر | ضِ، للناشىء، اتخاذُ ضبيبه |
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمرا | ءَ، وزالت من السّواد الشّبيبه |
فالزمي النّسك إن علقتِ، وفرّي | من ذوي الجهل كي تُعَدّي لبيبه |
سنح الغراب لنا فبت أعيفه
سَنَحَ الغُرابُ لنا فبِتُّ أَعيفُهُ | خَبَراً أمَضُّ من الحِمامِ لَطِيفُهُ |
زَعَمَتْ غَوادي الطّيرِ أنّ لِقاءَها | بَسْلٌ تَنَكّرَ عندَنا مَعْروفُهُ |
ولقد ذكرْتُكِ يا أمامَةُ بَعْدَما | نَزَلَ الدّليلُ إلى التّرابِ يسُوفُه |
والعِيسُ تُعْلِنُ بالحنينِ إليْكُمُ | ولُغامُها كالبِرْسِ طارَ نَديفُه |
فَنَسِيتُ ما كَلّفْتِنيهِ وطالَما | كلّفْتِني ما ضَرّني تَكْليفُه |
وهَواكِ عِنْدي كالغِناءِ لأنّه | حَسَنٌ لَدَيّ ثَقِيلُهُ وخَفيفُه |
قد أسرف الإنس في الدعوى بجهلهم
قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُ | حتى ادّعوا أنهم للخلق أربابُ |
إلبابُهُمْ كان باللذّاتِ متصلاً | طولَ الحياةِ وما للقَوم ألبابُ |
أجرى، من الخيلِ آمالٌ أُصرّفُها | لها بحثّيَ تقريبٌ وإخبابٌ |
في طاقةِ النفسِ أنْ تُعْنى بمنزِلها | حتى يُجافَ عليها للثرى بابُ |
فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقدِرَةً | كذاك واحذَرْ فللِمقدارِ أسبابُ |
وكم خنتْ من هَجولٍ حُجّبتْ ووفت | من حُرّة مالها في العِينِ جِلباب |
أذىً من الدهرِ مشفوعٌ لنا بأذىً | هذا المحلّ بما تخشاهُ مِرْبابُ |
يزورُنا الخيرُ غِبّاً، أو يُجانبنا | فهل لمِا يكرهُ الانسانُ إغبابُ |
وقد أساءَ رجالٌ أحسنوا فقُلوا | وأجمَلوا، فإذا الأعداءُ أحباب |
فانفع أخاك على ضُعفٍ تُحِسُّ بهِ | إنّ النسيمَ بِنفَع الرُّوحِ هَبّاب |
لو جمعوا من الخلان ألفا
لَوْ جَمَعُوا مِنَ الخِلاّنِ ألْفاً | فَقَالُوا أعْطِنا بِهمُ أبَانَا |
لَقُلْتُ لَهمْ إذا لَغَبَنتمُوني | وَكَيفَ أبيع مَنْ شرَطَ الضّمانَا |
خَلِيلٌ لا يَرَى المائَةَ الصّفَايَا | ولا الخَيلَ الجِيادَ وَلا القِيَانَا |
عَطَاءً دُونَ أضْعَافٍ عَلَيها | وَيَعْلِفُ قِدْرَهُ العُبْطَ السّمَانَا |
وَمَا أرْجُو لطَيْبَةَ غَيرَ رَبّي | وَغَيرَ ابنِ الوَلِيدِ بمَا أعَانَا |
أعَانَ بِدَفْعَةٍ أرْضَتْ أبَاهَا | فَكَانَتْ عِنْدَهُ غَلَقاً رِهَانَا |
لَئِنْ أخْرَجْتَ طَيْبَةَ مِنْ أبِيهَا | إليّ، لأرْفَعَنّ لَكَ العِنَانَا |
كَمِدْحَةِ جَرْوَلٍ لِبَني قُرَيْعٍ | إذا مِنْ فيّ أُخْرِجُهَا لِسَانَا |
وَأُمِّ ثَلاثَةٍ جَاءَتْ إلَيْكُمْ | بِهَا وَهُمٌ، مُحَاذِرَةً زَمَانَا |
وَكَانُوا خَمْسَةً إثْنَانِ مِنهُمْ | لهَا، وَتَحَزُّماً كَانَا ثِبَانَا |
وَكَانَتْ تَنْظُرُ العَوّا تُرَجّي | لأعْزَلهَا مَطَراً، فخَانَا |
تَرَاكَ المُرْضِعَاتُ أباً وأُمّاً | إذا رَكِبَتْ بِآنُفِهَا الدّخَانَا |