وَأَنتَ لِلناسِ نورٌ يُستَضاءُ بِهِ | كَما أَضاءَ لَنا في الظُلمَةِ اللَهَبُ |
ألا تَرَى النّاس ما سكّنْتَهُمْ سكَنوا | وَإِن غَضِبتَ أَزالَ الإِمَّةَ الغَضَبُ |
جاءتْ بِهِ حُرّةٌ كالشّمسِ طالِعَةً | لِلبَدرِ شيمَتُها الإِسلامُ وَالحَسَبُ |
كَمْ مِنْ رَئيسٍ فَلى بالسّيفِ هامتَه | كَأنّهُ حِينَ وَلّى مُدْبِراً خَرَبُ |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
أنا صائم طول الحياة وإنما
أنا صائمٌ طولَ الحياةِ وإنّما | فِطري الحِمامُ ويومَ ذاك أُعيِّدُ |
لونانِ من ليلٍ وصبحٍ لوّنا | شَعري وأضعفني الزّمانُ الأيّد |
والنّاسُ كالأشعارِ ينطِقُ دهرُهم | بهمُ فمُطلِقُ معشرٍ ومقيِّد |
قالوا فلانٌ جيّدٌ لصديقِه | لا يكذِبوا ما في البريّة جيّد |
فأميرُهمْ نالَ الإمارةَ بالخَنى | وتَقيُّهُم بصلاتِه متصيِّد |
كنْ مَن تشاءُ مُهجَّناً أو خالصاً | وإذا رُزِقتَ غنًى فأنتَ السيّد |
واصمُتْ فما كثُرَ الكلام من امرىء | إلاّ وظُنّ بأنّه مُتَزَيِّد |
أكرم بياضك عن خطر يسوده
أَكرِم بَياضَكَ عَن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ | وَاِزجُر يَمينَكَ عَن شَيبٍ تُنَقّيهِ |
لَقَيتَهُ بِجَلاءٍ عَن مَنازِلِهِ | وَلَيسَ يَحسُنُ هَذا مِن تَلَقّيهِ |
أَلا تَفَكَّرتَ قَبلَ النَسلِ في زَمَنٍ | بِهِ حَلَلتَ فَتَدري أَينَ تُلقيهِ |
تَرجو لَهُ مِن نَعيمِ الدَهرِ مُمتَنَعاً | وَما عَلِمتَ بِأَنَّ العَيشَ يُشقيهِ |
شَكا الأَذى فَسَهِرتَ اللَيلَ وَاِبتَكَرَت | بِهِ الفَتاةُ إِلى شَمطاءَ تَرقيهِ |
وَأُمُّهُ تَسأَلُ العَرّافَ قاضِيَةً | عَنهُ النُذورَ لَعَلَّ اللَهَ يُبقيهِ |
وَأَنتَ أَرشَدُ مِنها حينَ تَحمِلُهُ | إِلى الطَبيبِ يُداويهِ وَيَسقيهِ |
وَلَو رَقى الطِفلَ عيسى أَو أُعيدَ لَهُ | بُقراطُ ما كانَ مِن مَوتٍ يُوَقّيهِ |
وَالحَيُّ في العُمرِ مِثلُ الغِرِّ يَرقَأَُ في | سورِ العِدى وَإِلى حَتفٍ تَرَقّيهِ |
دَنَّستَ عِرضَكَ حَتّى ما تَرى دَنَساً | لَكِن قَميصُكَ لِلأَبصارِ تُنقيهِ |
رأيت العذارى قد تكرهن مجلسي
رَأيْتُ العَذارَى قَدْ تَكَرّهن مجْلسي | وَقُلْنَ تَوَلّى عَنْكَ كُلّ شَبَابِ |
يَنُرْنَ إذا هَازَلْتُهُنّ وَرُبّمَا | أرَاهُنّ في الإثْآرِ غَيرَ نَوَابي |
عَتَبْنَ على فَقدِ الشّبابِ الذي مَضَى | فَقُلْتُ لَهُنّ لاتَ حِينَ عتابِ |
أتيتك من بعد المسير على الوجا
أتَيْتُكَ من بُعْدِ المَسِيرِ عَلى الوَجَا | رَجاءَ نَوَالٍ مِنْكَ، يا ابنَ زِيَادِ |
خَوَاضِعَ يَعْمِينَ اللُّغَامَ، كَأنّما | مَنَاسِمُهَا مَعْلُولَةٌ بِجِسَادِ |
سونا
أزهارها الصفراء و الشفة المشاع |
وسريرها العشرون مهتريء الغطاء |
نامت على الإسفلت لا أحد يبيع و لا يباع |
وتقيأت سأم المدينة، فالطريق |
عار من الأضواء |
والمتسولين على النساء |
نامت على الإسفلت، لا أحد يبيع و لا يباع |
يا بائع الأزهار إغمد في فؤادي |
زهرة صفراء تنبت في الوحول |
هذا أوان الخوف، لا أحد سيفهم ما أقول |
أحكي لكم عن مومس كانت تتاجر في بلادي |
بالفتية المتسولين على النساء |
أزهارها صفراء، نهداها مشاع |
وسريرها العشرون مهتريء الغطاء |
هذي بلاد الخوف، لا أحد سيفهم ما أقول |
إلّا الذين رأوا سحاب الوحل يمطر في بلادي |
يا بائع الأزهار إغمد في فؤادي |
زهر الوحول عساي أبصق |
ما يضيق به فؤادي |