أنت يا سيدي على ما علمنا | أنت تأبى كل الإباء المديحا |
وصواب أن المديح إذا ما | جاوز الحد جاور التجريحا |
غير أن الحق الذي ينفع الناس | جدير بأن يقال صريحا |
فتفضل وادن بتهنئة | ادمج فيها ما عن لي تلميحا |
أنا يا سيدي وشانك شأني | أوثر الفعل لا الكلام مليحا |
أنا أهوى الرئيس حلو التعاطي | وأرى الزهو بالرئيس قبيحا |
أنا أهوى المقدام والعالم العامل | والواعظ التقي الفصيحا |
أنا أهوى المدبر الطاهر السيرة | والقادر الحليم الصفوحا |
أنا أهوى فيمن يسوس الرعايا | نظرا ثاقبا ورأيا رجيحا |
ذاك شيء مما منحت فأرضاك | وأرضى الورى وأرضى المسيحا |
من يسبح على المواهب مولاه | فزده يا سيدي تسبيحا |
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
يا بنت بيروت ويا نفحة
يا بنت بيروت ويا نفحة | من روح لبنان القديم الوقور |
إليك من أنبائه آية | عصرية أزرت بآي العصور |
مرت بذاك الشيخ في ليلة | ذكرى جمال وعبير ونور |
ذكرى صبا طابت لها نفسه | وافتر عنها رأسه من حبور |
أسر نجواها إلى أرزه | فلم يطقها في حجاب الضمير |
وبثها في زفرة فانبرت | بخفة البشرى ولطف السرور |
دارجة في السفح مرتادة | كل مكان فيه نبت نضير |
فضحك النبت ابتهاجا بها | عن زهر رطب ذكي قرير |
عن زهر حمل ريح الصبا | تبسما مستترا في عبير |
سرى لبيروت ولاقى شذا | من بحرها رأد الصباح المنير |
فعقدا في ثغرها درة | أجمل شيء بين در الثغور |
أسماء هل أبصرتها مرة | تزين مرآتك وقت البكور |
يا شاطيء البحر إن قلبي
يا شاطيء البحر إن قلبي | يحب فيك الهواء صدقا |
وكل قلب يحب شيئا | من صنع ربي أحب حقا |
غدوت وقد أزمعت وثبة ماجد
غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍ | لأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا |
غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِ | وَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا |
وَكنتُ ابن أشياخٍ يُجيرُونَ مَن جنى | وَيُحيُونَ بالغَيْثِ العِظامَ البَوَالِيَا |
يُداوُونَ بالأحلامِ وَالجَهْلِ مِنهُمُ | وَيُؤسَى بِهمْ صَدعُ الذي كان وَاهِيَا |
رَهَنْتُ بَني السِّيدِ الأشائِمِ مُوفِياً | بمَقْتُولهِمْ عِنْدَ المُفاداةِ غَالِيَا |
وَقُلتُ أشِطّوا يا بَني السِّيد حَكَمَكُمْ | عَلَيّ فَإني لا يَضِيقُ ذِرَاعِيَا |
إذا خُيّرَ السّيدِيُّ بَينَ غَوَايَةٍ | وَرُشْدٍ أتَى السيِّديُّ ما كانَ غاوِيَا |
ولَوْ أنّني أعطَيْتُ ما ضَمّ وَاسِطٌ | أبَى قَدَرُ الله الّذِي كَانَ مَاضِيَا |
وَلمّا دَعاني وَهوَ يَرْسُفُ لمْ أكُنْ | بَطِيئاً عَنِ الدّاعي وَلا مُتَوَانِيَا |
شَدْدتُ على نِصْفي إزِارِي وَرُبّما | شَدَدْتُ لأحْداثِ الأمُورِ إزَارِيَا |
دَعَاني وَحدُّ السّيْفِ قَد كانَ فوْقَه | فأعطَيتُ مِنه ابني جَميعاً وَمَالِيَا |
وَلمْ أرَ مِثْلي إذْ يُنَادَى ابنُ غالِبٍ | مُجيباً، ولا مِثْلَ المُنادي مُنَادِيَا |
فما كانَ ذَنْبي في المَنِيّةِ إنْ عصَتْ | ولَمْ أتّرِكْ شَيْئاً عَزيزاً وَرَائِيَا |
ألا يا شبه لبنى لا تراعي
أَلا يا شِبهَ لُبنى لا تُراعي | وَلا تَتَيَمَّمي قُلَلَ القِلاعِ |
فَواكَبَدي وَعاوَدَني رُداعي | وَكانَ فُراقُ لِبنى كَالجَداعِ |
تَكَنَّفَني الوُشاةُ فَأَزعَجوني | فَيا لِلَّهِ لِلواشي المُطاعِ |
فَأَصبَحتُ الغَداةَ أَلومُ نَفسي | عَلى شَيءٍ وَلَيسَ بِمُستَطاعِ |
كَمَغبونٍ يَعَضُّ عَلى يَدَيهِ | تَبَيَّنَ غَبنَهُ بَعدَ البَياعِ |
بِدارِ مَضيعَةٍ تَرَكَتكَ لُبنى | كَذاكَ الحينُ يُهدى لِلمُضاعِ |
وَقَد عِشنا نَلَذُّ العَيشَ حينا | لَوَ اِنَّ الدَهرَ لِلإِنسانِ راعِ |
وَلَكِنَّ الجَميعَ إِلى اِفتِراقٍ | وَأَسبابُ الحُتوفِ لَها دَواعِ |
أطل وضاح المحيا عمار
أطل وضاح المحيا عمّار | فألف أهلا وألف رحابا |
كسى الدار إشراقا ونورا | والفرح عم الأهل والأغرابا |
تلقفته عروس البحر بين أذرعها | كما المشتاق يلقى بعد غيبة أحبابا |
واخضرت دار ريّان بطلعته | بعد ما كادت تجف وتضحى يبابا |
فالخير والسعد من بعد جيئته | شمل الجميع و أصاب منهم ما أصابا |
فليحفظ الرحمن ابن محمد | من كل شر وعين واضـطــرابـــــا |