| يبدو لنا الثعبانُ ينفثُ سُمَّهُ | وتخفى علينا الحيةُ الرقطاءُ |
| فنقارعُ الثعبانَ ندهسُ رأسَهُ | وتنهشنا الحيّاتُ كيف تشاءُ |
| وترفع باسم الدين رأيةَ نصرِها | علينا.فنحنُ الشَّهدُ والشُّهداءُ |
| يتعجبُ الثعبانُ كيف تفوقُهُ | خُبثاً. ففيها حِنْكةٌ ودهاءُ |
| فيضمها خلاً الى. أحضانه | وتَضُمُّهُ منها مودةٌ وولاء ُ |
| فيُمدها بالسُّم تلدغُنا بهِ | فبخبثها يستنصر الأعداءُ |
| فمن الحماقةِ أن تقارعَ أفعةً | والحيةُ الرقطاءْ عليك رداءُ |
أجمل القصائد
أجمل قصائد الشعر من العصر الجاهلي والعصر الأموي والعصر العباسي والعصر الحديث هنا في صفحة أجمل القصائد.
غدا تتحدث العصافير
| غدا تتحدث العصافير |
| هدنة بين فصلين |
| خريف على أهبة الاستعداد للتراجع |
| تنازل مرغما عن تاجه المذهب |
| لشتاء دمعها يزهر الحياة |
| في الغابة الرياح العاتية تدق طبول الحرب |
| على جناح الحمام مات السلام |
| غدا تتحدث العصافير |
| عن طوفان نوح |
| عن الجودي الذي يسرد الفجيعة |
| عن الأزواج التي ضلت الطريق |
| عن هجرة الطيور من أعشاشها |
| عن الفجيعة تنسج اليباب بكف النار |
| عن أكوام الرماد من بقايا جثث وبعض صور |
| عن نبوءات الجائعين |
| عن أوراق الشجر التي مات عنها النهار |
| وعن النظرات الشاخصة من الموت على أشجار الحور |
| غدا تتحدث العصافير |
| عن سردية خريف لم يستطع الانحناء لاستعادة تاجه |
| كُسر كبرياءه الممشوق |
| بلعه الطوفان !! |
بحبك موطني
| لداري عظيمُ الشَّانِ في القلبِ والأممْ | منارٌ لعزٍ منذُ أن رفرف العَلمْ |
| ومهبطُ وحيٍ كان فوق تُرابها | وفي مكَّةَ اقرأ أُنزِلت ثمَّ والقَلمْ |
| هنا الغارُ موطنٌ لخيرِ رسالةٍ | وفي طيبةَ التَّاريخُ إرثٌ قد ارتسمْ |
| بهِجرةِ خيرِ الخلقِ شَعَّت بنورهِ | ميادينُها والنَّخلُ والرَّاسيَ الأشَمْ |
| هنا مولدُ الإسلامِ والحَقُّ ظاهرٌ | بطولاتُ شُجعانٍ لها أدَّوا القسَمْ |
| لها فدَّوا النَّفسَ كِراماً وعَجَّلوا | لموردِ موتٍ لم تُبَطِِّ بِهم قَدَمْ |
| وما من فِعال الخيرِ إلَّا لها يدُ | ولا من شريف السَّبقِ إلا لها القِممْ |
| لها في صُروحِ المَجدِ أعلى مكانةٍ | دويُّ اسمها وَعاهُ حتى ذَوِي الصَّمَمْ |
| لها شدَّتِ الأفذاذُ جَمعاً لتطلُبَ | عُلوماً وإنها لنَبعٌ لذي الهِمَمْ |
| وحُكَّامها في الخَيرِ جدَّوْا تَسابقُوا | حَمَوْا بيتَ ربِّهم وكانوا لهُ خدمْ |
| فَضجَّت ضُيوفُ اللهِ تدعو مُلبِّيهْ | بِشاراتِ توحيدٍ على أرضِها الحَرَمْ |
| بحُبِّكَ موطِني فإنِّي مُفاخرُ | وعيشٌ بحُضنكَ لَمِن أكبرِ النِّعمْ |
مقبرة الصمت
| ضمير الأمة سكران | والقدس مازالت خربة |
| تنعق فيها الغربان | آكلات الجيفة تملأها |
| وصقور،،بوم،،عقبان | قد صارت معلم اومرتع |
| لوحوش الطير وارضاء | لضمير العالم النائم |
| ونادينا يا أمما شتى | ليصحو ضمير الإنسان |
| فارتد الصوت إلينا | ورفعنا له الأحزان |
| فضمير العالم قد مات | والذئب البشري قد فات |
| في بحور الدم وقد بات | ينهش من جسدي و من عرضى |
| وبكائ لم يرحم طفلي | فرقيب العالم قد مات |
| اليوم أموت بأحزانى | وضمير العالم اكفانى |
| وصراخ الطفل يشيعنى | ونشيج المرأة يودعنى |
| فوداعا يا بيتى وحرمى | وداعاً يا أهلي وسكنى |
| فالقدس ستبقى يا ولدي | مقبرة الصمت إلى الأبد |
هويت القانون
| إنِّي هَويتُ تعلُّمَ القانونِ | حُبَّاً زرعتُ بأرضهِ آمالي |
| وطَمحتُ أن أرقى العُلا بِنَواله | اخترته شَغفاً يَكونُ مَجالي |
| فبدأتُ نشرَ العِلمِ تِلك أمانةٌ | لا يَعذُرنَّ بِجهلها الجُهَّالِ |
| وأقمتُ وَحيَ اللهِ لي دُستوراً | هو حُجَّتي وبَيانُ صِدقِ مَقالي |
| حقّ النُّفوسِ تموتُ تحيا حُرةً | اللهُ كفَّلها بِلا إذلالي |
| اللهُ حرَّم قتلها إن أسرَفَتْ | إلا بحقٍ أو جَزاءِ قِتالِ |
| إنفاذُ حُكمٍ للجَريمةِ لازمٌ | والدَّينُ يُوفى حقُّهُ في الحالِ |
| فالعَقدُ شرعٌ لازمٌ فاعمَل به | واحذر خِلافَ العَهدِ والأقوالِ |
| وارعَ الأمانة كُن بِها مُتخلقا | والصِّدقُ يبقى سيدُ الأفضالِ |
| فضُّ النِّزاع مَهمةٌ وبدَورنا | فصلُ الخصومِ لتُقيةِ الإشكالِ |
| إلا إذا كان الحبيبُ مُخاصِمي | فالحُكم للأحبابِ دُونَ نِزالِ |
| ورِسالتي سَطَّرتُها بأناملي | دارت رِحاها في رُبى الأطفالِ |
| حقٌّ لهم عيشٌ كريمٌ آمنٌ | أرضُ الحُروب مَعاقِلٌ لرِجالِ |
| كيفَ الفَتى يلقَى النِّزالَ بصَدره | أينَ العدالةُ تحتَ وطءِ نبالِ |
| يا صاحِ قُم وارفع بِعدلكَ رايةً | تبقى تَرُفُّ على مَدى الأجيالِ |
ياله في الرجال من رجل
| يَا لَهُ فِـي الرِّجَالِ مِنْ رَجُلِ | خَافِقِ القَلبِ سَاهِدِ المُقَلِ |
| يَلْعَبُ الوَجْودُ فِي جَوَانِحِهِ | لِعْبَ رِيحٍ هَبَّتْ عَلَى شُـعَلِ |
| رَقَّ رُوحًـا ورَقَّ عَـاطِـفَـةً | فَـهُمَا فِــيـهِ عِـلَّةُ العِلَلِ |
| عَـلَّـمَ الـماءَ أَنْ يَئِنَّ كَـمَـا | لَـقَّـنَ الـطيرَ نَـوْحَـةَ الثَّكَلِ |
| يَعْشَقُ الـحُسْـنَ فَـهْوَ خَمْرَتُهُ | وَهْــوَ مِنْهَا كَالشَّارِبِ الثَّمِلِ |
| يَـتَـغَنَّـى بِالـشِّــعْـرِ مُبْتَسِمًا | وَيُـغَــنِّـي لِلأَعْيُنِ الـنُّجُـلِ |
| ذَاعَ فِـي الكَونِ صِيتُهُ وَغَدَا | شِــعْرُهُ فِــيـهِ مَـضْرِبَ المَثَلِ |
| مَـعَ هَذَا مَا زَالَ مُمْتَهَنَ الـ | ـــــقَدْرِ رَهْنَ الشَّقَاءِ وَالفَشَلِ |
| غَاصَ فِي أَبْحُرِ القَرِيضِ فَمِنْ | كَـامِـــلٍ وَافِرٍ إِلَـى رَمَـلِ |
| أَبْــحُــرٍ رَحبَةِ العُبَـابِ وَلَـمْ | يُـغْنِهِ مَـا بِهَا عَنِ الوَشَلِ |
| كَـمْ بُيُوتٍ بَنَتْ قَرِيحَتُهُ | بِالمَعَانِي تَـــزْهُـو وَبِالجُمَلِ |
| ظَـنَّ فِيهَا الغِنَى فَمَا قَدَرَتْ | أَنْ تَقِيهِ نَـوْمًا عَلَى السُّبُلِ |
| أَلْبَسَ الطِّرْسَ مِنْ خَوَاطِرِهِ | حُلَلًا وَهْــوَ مُعْدَمُ الحُلَلِ |
| وَتَرَاهُ صِـفرَ اليَدَيْنِ وَكَمْ | نَظَمَتْ كَـفُّهُ عقودَ حُلِي |
| أَسْكَرَ النَّاسَ وَهْــوَ بَيْنَهُمُ | فَـاقِدُ الزَّهوِ خَائِبُ الأمَلِ |
| هُــمُ يَتْلُونَ آهِ مِنْ طَرَبٍ | وَهْوَ يَتْلُو آهًا مِنَ المَلَلِ |
| إِنَّ هَـذَا، وَأَنْتَ تَعْرِفُهُ | شَاعِرُ الأَمْسِ شَاعِرُ الأَزَلِ |
| كَـانَ أَشْقَى الوَرَى بِحَالَتِهِ | وَسَيَبْقَى كَـذَا وَلَمْ يَزَلِ |
| هُــوَ «أَعْشًى» يَنُوحُ مُكْتَئِبًا | وَ«زهير» يَشْدُو عَلَى الجَمَلِ |
| هُــوَ «قَيْسٌ» يُجِنُّ مِنْ وَلَهٍ | وَ«ابْنُ حُجْرٍ» يَبْكِي عَلَى الطَّلَلِ |
| حَكَمَ الـدَّهْرُ أَنْ نمَاشيَهُ | فَلَكَ البَعْضُ مِنْ شَقَاهُ وَلِي |
| فِي زَمَانٍ يُرْدِي النُّبُوغَ وَلَا | فَـرْقَ بِالشِّعْرِ فِيهِ وَالزَّجَلِ |
| شَقِيَتْ حَـالَةُ الأدِيبِ فَهَا | أَنَا أَجْفُو طِرْسِي إِلَـى أَجَلِ |
| قُـلْ مَعِي يَا حَلِيمُ مِنْ لَهَفٍ | دَوْلَةُ الشِّعْرِ أَتْعَسُ الدُّوَلِ |