| سأبكي على ما فات مني صبابة ~ وأندب أيام السرور الذواهب |
| وأمنع عيني أن تلذ بغيركم ~ وإني وإن جانبت غير مجانب |
| وخير زمان كنت أرجو دنوه ~ رمتني عيون الناس من كل جانب |
| فأصبحت مرحوما وكنت محسداً ~ فصبرا على مكروهها والعواقب |
| ولم أرها إلا ثلاثاً على منى ~ وعهدي بها عذراء ذات ذوائب |
| تبدت لنا كالشمس تحت غمامة ~ بدا حاجب منها وضنت بحاجب |
ومفرشة الخدين وردا مضرجا
| ومفرشة الخدين وردا مضرجا ~ إذا جمشته العين عاد بنفسجا |
| شكوت إليها طول ليلي بعبرة ~ فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا |
| فقلت لها مني علي بقبلة ~ أداوي بها قلبي فقالت تغنجا |
| بليت بردف لست أَسطيع حمله ~ يجاذب أعضائي إذا ما ترَجرجا |
أيا شبه ليلى لا تراعي
| أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني ~ لك اليوم من بين الوحوشِ صديق |
| فأنت لليلى إن شكرت عتيق |
| فعيناكِ عيناها وجيدُك جيدُها ~ سوى أن عظم الساق منك دقيق |
| وكادَت بلاد اللّه يا أم مالك ~ بما رحبت منكم علي تَضيق |
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا
| ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا – في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَا |
| الحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها – فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعا |
| طُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه – لقد نفى الله عنه الهم والجزعا |
| بل ما قرأت كتاباً منك يبلغني – إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَا |
| أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني – حتى إذا قلت هذا صادق نزعا |
| لا أستطيع نزوعاً عن مودتها – أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا |
| كَمْ من دَنِيٍّ لها قد كنتُ أتبَعُهُ – ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا |
| وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِعَتْ – أحبُّ شيءٍ إلى الإِنسان ما مُنِعا |
| إِقْرَ السلامَ على لِيْلَى وحقَّ لها – مني التحية إن الموت قد نزعا |
| أمات أم هو حي في البلاد فقد – قلَّ العّزَاءُ وأبدَى القلبُ ما جَزِعا |
عفى الله عن ليلى وإن سفكت دمي
| عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي – فإني وإن لم تجزني غير عائب |
| عليها ولا مُبْدٍ لِلَيْلَى شِكايَة – وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب |
| يقولون تُبْ عن ذِكْرِ لَيْلى وحُبِّها – وما خَلْدِي عَنْ حُبِّ لَيْلَى بِتائِبِ |
وقالوا لو تشاء سلوت عنها
| وقالوا لو تشاء سلوت عنها – فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ |
| وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي – كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ |
| لها حب تنشأ في فؤادي – فليس لهوإنْ زُجِرَ انتِهاءُ |
| وعاذلة تقطعني ملاماً – وفي زجر العواذل لي بلاء |