خبئيني أتى القمر |
ليت مرآتنا حجر |
ألف سرّ سري |
وصدرك عار |
وعيون على الشجر |
لا تغطّي كواكبا |
ترشح الملح و الخدر |
خبّئيني من القمر |
وجه أمسي مسافر |
ويدانا على سفر |
منزلي كان خندقا |
لا أراجيح للقمر |
خبّئيني بوحدتي |
وخذي المجد و السهر |
ودعي لي مخدتي |
أنت عندي … أم القمر؟ |
كمقهى صغير هو الحب
كمقهي صغير علي شارع الغرباء |
هو الحبّ يفتح أبوابه للجميع |
كمقهي يزيد وينقص وفق المناخ |
إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده |
وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا |
أَنا هاهنا يا غريبة في الركن أجلس |
ما لون عينيكِ ما إسمك كيف |
أناديك حين تمرِّين بي وأَنا جالس |
في انتظاركِ |
مقهي صغيرٌ هو الحبّ أَطلب كأسيْ |
نبيذ وأَشرب نخبي ونخبك أَحمل |
قبَّعتين وشمسيَّة إنها تمطر الآن |
تمطر أكثر من أيِّ يوم ولا تدخلينَ |
أَقول لنفسي أَخيرا لعلَّ التي كنت |
أنتظر انتظَرتْني أَو انتظرتْ رجلا |
آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه عليَّ |
وكانت تقول أَنا هاهنا في انتظاركَ |
ما لون عينيكَ أَيَّ نبيذٍ تحبّ |
وما اَسمكَ كيف أناديكَ حين |
تمرّ أَمامي |
كمقهي صغير هو الحب |
ثلاث صور
كان القمر |
كعهده منذ ولدنا باردا |
الحزن في جبينه مرقرق |
روافدا روافدا |
قرب سياج قرية |
خر حزينا |
شاردا |
كان حبيبي |
كعهده منذ التقينا ساهما |
الغيم في عيونه |
يزرع أفقا غائما |
والنار في شفاهه |
تقول لي ملاحما |
ولم يزل في ليله يقرأ شعرا حالما |
يسألني هديه |
وبيت شعر ناعما |
كان أبي |
كعهده محملا متاعبا |
يطارد الرغيف أينما مضى |
لأجله يصارع الثعالبا |
ويصنع الأطفال |
والتراب |
والكواكبا |
أخي الصغير اهترأت |
ثيابه فعاتبا |
وأختي الكبرى اشترت جواربا |
وكل من في بيتنا يقدم المطالبا |
ووالدي كعهده |
يسترجع المناقبا |
ويفتل الشواربا |
ويصنع الأطفال |
والتراب |
والكواكبا |
كنت أحب الشتاء
كُنْتُ في ما مضى أَنحني للشتاء احتراماً |
وأصغي إلى جسدي مَطَرٌ مطر كرسالة |
حب تسيلُ إباحيَّةٌ من مُجُون السماء |
شتاءٌ نداءٌ صدى جائع لاحتضان النساء |
هواءٌ يُرَى من بعيد على فرس تحمل |
الغيم بيضاءَ بيضاءَ كنت أُحبُّ |
الشتاء وأَمشي إلى موعدي فرحاً |
مرحاً في الفضاء المبلِّل بالماء كانت |
فتاتي تنشِّفُ شعري القصير بشعر طويل |
تَرَعْرَعَ في القمح والكستناء ولا تكتفي |
بالغناء أنا والشتاء نحبُّكَ فابْقَ |
إذاً مَعَنا وتدفئ صدري على |
شادِنَيْ ظبيةٍ ساخنين وكنت أُحبُّ |
الشتاء وأسمعه قطرة قطرة |
مطر مطر كنداءٍ يُزَفَ إلى العاشق |
أُهطلْ على جسدي لم يكن في |
الشتاء بكاء يدلُّ على آخر العمر |
كان البدايةَ كان الرجاءَ فماذا |
سأفعل والعمر يسقط كالشَّعْر |
ماذا سأفعل هذا الشتاء |
مرثية
لملمت جرحك يا أبي |
برموش أشعاري |
فبكت عيون الناس |
من حزني و من ناري |
وغمست خبزي في التراب |
وما التمست شهامة الجار |
وزرعت أزهاري |
في تربة صماء عارية |
بلا غيم و أمطار |
فترقرقت لما نذرت لها |
جرحا بكى برموش أشعاري |
عفوا أبي |
قلبي موائدهم |
وتمزقي و تيتمي العاري |
ما حيلة الشعراء يا أبتي |
غير الذي أورثت أقداري |
إن يشرب البؤساء من قدحي |
لن يسألوا |
من أي كرم خمري الجاري |
ليلك من ليلك
يجلسُ الليلُ حيث تكونين ليلُك من |
لَيْلَكٍ بين حين وآخر تُفْلتُ إيماءة |
من أَشعَّة غمَّازتَيْك فتكسر كأسَ النبيذ |
وتُشْعل ضوء النجوم وليلُك ظِلُّكِ |
قطعةُ أرضٍ خرافيَّةٍ للمساواة ما بين |
أَحلامنا ما أَنا بالمسافر أَو بالمُقيم على |
لَيْلكِ الليلكيِّ أَنا هُوَ مَنْ كان يوماً |
أَنا كُلَّما عَسْعَسَ الليلُ فيك حَدَسْتُ |
بمَنْزلَةِ القلب ما بين مَنْزلَتَيْن فلا |
النفسُ ترضى ولا الروحُ ترضى وفي |
جَسَدَيْنا سماءٌ تُعانق أَرضاً وكُلُّك |
ليلُكِ لَيْلٌ يشعُّ كحبر الكواكب.لَيْلٌ |
على ذمَّة الليل يزحف في جسدي |
خَدَراً على لُغَتي كُلَّما اتَّضَحَ اُزدَدْتُ |
خوفاً من الغد في قبضة اليد ليلٌ |
يُحدَّقُ في نفسه آمناً مطمئناً إلى لا |
نهاياته لا تحفُّ به غيرُ مرآته |
وأَغاني الرُعاة القُدَامى لصيف أَباطرةٍ |
يمرضون من الحبِّ ليل ترعرع في شِعْرِهِ |
الجاهليِّ على نزوات امرئ القيس والآخرين |
ووسَّع للحالمين طريقَ الحليب إلى قمرٍ |
جائعٍ في أَقاصي الكلام |