لم يَتَّفِقْ مما جَرَى في المركبِ |
ككذبِ القردِ على نوحِ النبي |
فإنه كان بأقصى السطحِ |
فاشتاقَ من خفته للمزحِ |
وصاحَ: يا للطير والأسماكِ |
لِموْجَة ٍ تجِدُّ في هَلاكي! |
فَبعثَ النبي له النسورا |
فوجَدَتْه لاهياً مسرورا |
ثم أتى ثانية ً يصيحُ |
قد ثقبتْ مركبنا يا نوحُ! |
فأَرسَل النبيُّ كلَّ مَن حَضرْ |
فلم يروا كما رأى القرد خطر |
وبينما السَّفيهُ يوماً يَلعبُ |
جادَتْ به على المِياهِ المركبُ |
فسمعوه في الدُّجى ينوحُ |
يقولُ: إني هالكٌ يا نوحُ |
سَقطْتُ من حماقتي في الماءِ |
وصِرْتُ بين الأَرضِ والسماءِ |
فلم يصدقْ أحدٌ صياحهْ |
وقيلَ حقاً هذه وقاحَهْ |
قد قال في هذا المقامِ مَن سَبَقْ |
أكذبُ ما يلفي الكذوبُ إن صدق |
من كان ممنواً بداءِ الكذبِ |
لا يَترُكُ الله، ولا يُعفِي نبي! |