قد ود نوح أن يباسط قومه

قد وَدّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قوْمَهُفدعا إليهِ معاشرَ الحيوانِ
وأشار أنْ يليَ السفينة َ قائدٌمنهم يكونُ من النهى بمكان
فتقدّمَ الليثُ الرفيع جلالهوتعرّضَ الفيلُ الفخيمُ الشان
وتلاهما باقي السباعِ، وكلهمْخَرُّوا لهيبتِهِ إلى الأَذقان
حتى إذا حيُّوا المؤيَّدَ بالهدىودَعَوْا بطولِ العزِّ والإمكان
سبقتهم لخطابِ نوحٍ نملة ٌكانت هناكَ بجانِبِ الأَرْدان
قالت: نبيَّ اللهِ، أرضى فارسٌوأَنا يَقيناً فارسُ الميْدانِ
سأديرُ دفتها، وأحمي أهلهاوأقودها في عصمة ٍ وأمان
ضحكَ النبيُّ وقال: إنّ سفينتيَلهِيَ الحياة ، وأَنتِ كالإنسان
كل الفضائِل والعظائمِ عندههو أَوّلٌ، والغيْرُ فيها الثاني
ويودُّ لو ساسَ الزَّمانَ، وما لَهُبأَقلِّ أَشغالِ الزمان يَدان
قصيدة شعر أحمد شوقي